
أحمد محمد النعمان، سياسي ومؤلف، أحد رواد النهضة في اليمن. والصانع الأول لقضية الأحرار اليمنيين وأول رواد التنوير اليمني وأبرز أعلام التحرر العربي
ولد في العام 1909م في قرية ذو لقيان عزلة ذبحان قضاء الحجرية لواء تعز، تلقي النعمان العلم في قريته، ثم في زبيد حيث درس العلوم الدينية على أيدي بعض علمائها الأجلاء.. وما أن عاد إلى مسقط رأسه حتى قام بتأسيس المدرسة الأهلية، و نادي الإصلاح عام 1934م. وفي دار أسرته العريقة كان المواطنون من أبناء قريته يتوافدون عليه لقراءة ما كان يصل إليه من الكتب، والصحف، والمجلات التي كان يقوم بتهريبها معهم من عدن العمال العائدون من عدن، أو من المهجر. كان يرى أن إصلاح الأوضاع، وتطوير المجتمع، وتغيير النظام إنما يبدأ بنشر التعليم حتى ينمو الوعي في أوساط الناس. ثم طُلب النعمان إلى أمير لواء تعز، فبقي شهرًا تحت الإقامة الجبرية، فتشتت طلاب هذه المدرسة، وانتهى أمرها.
السفر إلى القاهرة
رحل الأستاذ النعمان إلى القاهرة لمواصلة دراسته في الأزهر الشريف، وأثناء الدراسة اتفق مع زميله العلامة محمد بن سالم البيحاني على محاربة الظلم في اليمن، وبدأ يكتب في صحيفتي: الشورى، والشباب المصريتين باسم مستعار تعريفًا بالقضية اليمنية، وأصدر مجلة، اليمن الخضراء، لكنها توقفت بعد صدور عددين منها، والتقى بالأمير (شكيب أرسلان) فعمل معه فترة.
ثم عاد إلى اليمن عام 1941، وأثناء عمله في معارف لواء تعز؛ التقى بالأستاذ محمد محمود الزبيري، فاتفقا على محاولة لإصلاح الوضع اليمني، وقد هدّد الإمام أحمد مخالفي حكم أبيه بالقتل فهربا معًا إلى مدينة عدن، وأسسا حركة الأحرار اليمنيين، وأنشأا الجمعية اليمانية الكبرى، ومطبعة النهضة اليمنية، وأصدرا
صحيفة صوت اليمن.
ثورة الدستور
ثم أثمر كلُّ ذلك عن حراك سياسي نتجت عنه ثورة الدستور عام 1948 وأسفرت عن قتل الإمام يحيى بن محمد حميدالدين، ونجاة ابنه ولي العهد أحمد. فعاد النعمان إلى مدينة تعز، ثم إلى مدينة صنعاء، فاعتقل في مدينة ذمار من قبل أعوان الإمام أحمد بن يحيى حميدالدين الذي أحكم سيطرته على الوضع، وخلف أباه القتيل في الإمامة، وسيق ومن معه مغلولين إلى مدينة صنعاء، ومنها إلى مدينة حجة، حيث أعدم منهم هناك من أعدم، وسجن من سجن، وسيق النعمان إلى سجنه، ثم أطلق الإمام سراحه، وعينه مشرفًا على مدرسة حجة، فأحدث فيها ثورة فكرية في نفوس طلابه، فأمر الإمام أحمد بإغلاق المدرسة.
حركة 55
شهد النعمان حركة 1955م بقيادة المقدم (أحمد الثلايا)، وقد أجبرت الظروف السياسية في اليمن الأستاذ أحمد النعمان على الهروب منه إلى مصر، إثر فشل محاولة الانقلاب التي قام بها سيف الإسلام عبد الله على أخيه الإمام أحمد، فبقي النعمان في القاهرة.
قيام الثورة
تم استدعاء النعمان بعد قيام ثورة 26 من سبتمبر على يد الضباط الأحرار، فعاد النعمان إلى صنعاء، وكان معارضا لكثير من الممارسات الخاطئة التي تعرضت لها مسيرة الثورة، فنفي إلى القاهرة، ثم عاد، وقدم استقالته من رئاسة الحكومة التي كُلّف بتشكيلها تعبيرًا عن ذلك، ثم سافر إلى مصر، رحل عن اليمن واستقر بعد رحيله مع بعض أبنائه وحفدته في مدينة جدة، وفي عام 1987 سافر إلى مدينة جنيف في سويسرا للعلاج والإقامة.
مؤلفاته
للنعمان مؤلفات كثيرة منها: اليمن الخضراء. مطالب الشعب. كيف نفهم قضية اليمن انهيار الرجعية في اليمن إلى المناضلين في اليمن فلنثبت وجودنا أولاً. لنعتمد على أنفسنا، مذكرات أحمد محمد نعمان (حوار أجراه باحثون بالجامعة الأميركية ببيروت عام 1969، صدر بعد رحيله بسبع سنين وتولى مراجعته وتحريره د.علي محمد زيد وصدر عن المعهد الفرنسي للآثار والعلوم الاجتماعية بصنعاء ومركز الدراسات العربية والشرق أوسطية ببيروت 2003م.
وفاته
توفي الأستاذ النعمان في مدينة جنيف في سويسرا عام 27/9/1996م نقل جثمانه إلى صنعاء حيث دفن في مقبرة الشهداء.