نوفمبر 27, 2017
اخر تعديل : نوفمبر 29, 2017

الفاتح أسد بن عبدالله القسري

الفاتح أسد بن عبدالله القسري
بواسطة : Editors of Al Moheet
Share

أسد القسري، هو الأمير اليماني الفاتح اسد بن عبد الله بن يزيد بن اسد القسري، حفيد الزعيمين الصحابيين اسد بن كرز القسري ويزيد بن اسد القسري. وكان من عظماء الأمراء و الفاتحين اليمانيين بل هو اّخر عظماء الفاتحين في التاريخ العربي الاسلامي ، وفيه قال ابن السجف المجاشعي:

لو سرت في الأرض تقيس منها طولها والعرضا

لم تلق خيراٌ مرة ونقضا من الامير اسد وامضا.

كان اسد القسري عاشر عشرة من عظماء الأمراء والفاتحين اليمانيين بالمشرق، ونشير هنا إلى عشرة من معالم عهد ولايته لخراسان وفتوحاته –( والتي استقصاها وذكرها المؤرخ محمد حسين الفرح) .

ما يدل على عظمته

  1. في عام 106هـ (725م) ولى خالد بن عبد الله امير المشرقين أخاه الأمير أسد على خراسان، وكان الترك يحاربون ويحاصرون المسلمين في اقليم السغد وحاضرتيه بخارى وسمرقند واقليم فرغانة ، وهما وراء نهر جيحون فوصل الأمير أسد إلى مدينة مرو – عاصمة خراسان – وانطلق منها فعبر نهر جيحون ، وأشرف على سمرقند ، فانسحب الترك ، ودخل أسد مدينة سمرقند واعاد تنظيم الأمور وولى الحن بن أبي العمرطة الكندي على سمرقند ، فاستتب أمر المسلمين في ذلك الأقليم.
  2. وفي عام 107هـ قام الأمير أسد بأول فتوحاته، حيث كما جاء في تاريخ الأمم والملوك – (في سنة 107 هـ غزا أسد بن عبد الله جبال نمرون ملك الغرشستان مما يلي جبال الطالقان فصالحه الملك نمرون وأسلم على يديه ، فهم اليوم يتولون اليمن ) وذلك لأن أهل الغرشستان وملكهم نمرون أسلموا على يد الأمير اليماني أسد القسري.
  3. وفي نفس عام 107 هـ سار الأمير أسد بجند العروبة و الاسلام فافتتح بلاد غورين وازب وصك حتى بلغ جبال ملع التي تعانق السحاب وتتاخم الصين.
  4. وفي عام 107 – 108 هـ قام الأمير اسد بإنجاز عمراني حضاري هام وهو تشيد مدينة عربية إسلامية في خراسان في جنوب نهر جيحون وهي مدينة بلخ حيث (اختار أسد بن عبد الله أرضاً مستوية تتوسطها الأنهار ثم ألزم أهل كل مدينة وناحية من خراسان ببناء جزء من مدينة بلخ ، وجعل على المدينة سوراً له سبعة أبواب ، وبد السور الأول سورين يبعدان عنه 12 فرسخاً ويحيطان بقراها ومزارعها. وبعد ان اتم بناء المدينة وتحصينها اسكن فيها العرب والمسلمين ، وخلط بين السكان منعاً للعصبية )، ولم تزل مدينة بلخ معقلاً من معاقل الإسلام في لأفغانستان واّسيا الوسطى منذ بناء اسد إياها ( عام 726م ) وحتى اليوم .
  5. وفي عام 108 و 109 هـ عبر الامير اسد بفرقة من الجنود نهر جيحون وغزا بلاد الختل التي اسم ملكها (السبل ) وكان حليفاً لخاقان عظيم الترك بأقاصي اسيا الوسطى ، وعاد اسد بالظر والغنائم الى بلخ ، واتته وفود الترك طائعة .
  6. وفي عام 109 هـ اكتشف الأمير اسد محاولة تمرد يخطط لها اربعة قادة من القيسية ، فقام باعتقالهم وبسبب ذلك يقول د. حسين عطوان في كتاب الشعر العربي في خراسان : (تعصب أسد بن عبد الله القسري لقومه اليمانية ، وأهان المضرية ، وضرب ابن سيار ونفراً معه بالسياط) بينما الذي حدث هو أنهم كانوا يخططون للقيام بتمرد في ددينة بلخ ، فلما اكتشف ذلك (خطب اسد في يوم جمعة , فقال في خطبته : من يروم ما قبلي او يترمرم ، وامير المؤمنين خالي ، وخالد بن عبد الله اخي ، ومعي اثنا عشر ألف سيف يمان) وقوله (ومعي اثنا عشر الف سيف يمان) يعني في بلخ والا فإن عدد اليمانيين في الجيش العربي بخراسان كان زهاء اربعين الفاً . وقد عفا اسد عن اغلب المتهمين بمحاولة التمرد، وبالنشاط الشيعي.
  7. وفي عام 117 هـ كان امر المسلمين قد اضطرب في بخارى وسمرقند وتغلب عليها العدو ، فسار الأمير أسد إلى بخارى فدخلها ، واسلم على يديه الزعيم البخاري سامان وهو جد السامانيين ، وسمى ابنه أسداً على اسم الأمير أسد، وحاصر الأمير أسد المشركين في سمرقند واعطاهم الأمان فخرجوا منها ودخلها اسد ، وبعث حملة جريئة الى قلعة طخارستان العليا بقيادة جديع الأزدي الكرماني ففتحها وهي من بلاد الترك التي لم يسبق فتحها .
  8. وفي عام 118هـ قام الأمير اسد ببناء المصانع (القلاع) وبناء الايوانات في المفاوز ، واتخذ مدينة بلخ مقراً وعاصمة ونقل اليها دواوين الدولة ، ثم غزا طخارستان وارض جيغويه ففتح ، وهرب فلول جيش جيغويه إلى الصين.
  9. وفي عام 119هـ وقعت اعظم حروب ذلك الزمان فقد حشد الملك خاقان عظيم الترك أمراء وجنود الكفار ببلدان ما وراء النهر واقاصي اسيا الوسطى ، واقبل في مائة الف للقضاء على العرب والمسلمين في خراسان وزعم انه سيجتاح المسلمين حتى يبلغ العراق ودمشق ، ووصلت انباء ذلك الى العراق ودمشق ، وتطلعت الأمة الى ما يحدث في خراسان ، وسار الأمير اسد بجند العروبة والاسلام من بلخ وخراسان الى الجوزجان – في اوزبكستان – حيث خاقان وجيوشه ، فوقعت حرب كبرى انتصر فيها اسد على جيوش خاقان ، وهرب خاقان وجنود اسد يطاردونه حتى وصل الى بلاده ، فقتل هناك .
  10. وفي عيد النيروز عام 120هـ اتى دهاقين العجم بالهدايا العظيمة الى الامير اسد بمدينة بلخ ، فقام كبير الدهاقين خطيباٌ فقال {ايها الامير اسد بن عبد الله , اننا معشر العجم اكلنا الدنبا اربعمائة سنة ، وكانت الرجال عندنا ثلاثة ، ميمون النقيبة اينما توجه فتح البلاد ، ورجل تمت مرؤته فاذا كان كذلك عظم وقود وقدم ، ورجل رحب صدره وبسط يده فرجى فاذا كان كذلك قود وقدم ، وان الله جعل صفات هؤلاء الثلاثة فيك ايها الامير، وما نعلم احدا اتم كتخذانية منك ، انك ضبطت اهل بيتك وحشمك وعمالك فليس منهم احد يتعدى على صغير او كبير ولا غني ولا فقير، ثم انك بنيت الايوانات في المفاوز فيجيء الجائي من المشرق والاخر من المغرب فلا يجدان الا ان يقولا : سبحان الله ما احسن ما بنى.

وفاته

توفي أسد بن عبد الله القسري في ربيع الثاني 120هـ بمدينة بلخ وكان واليا على خراسان بذلك الوقت، بسبب مرض دمل كبير في جوفه.