
تشتهر اليمن بأنواع متعددة من الطيور، نظراً لتمتع اليمن بمناخات متعددة، ومتفاوتة الدرجات على مدار السنة، بعدد المناطق الجغرافية والطبيعية الممتدة في سهول الوديان بين البحر الأحمر غرباً، و خليج عدن جنوباً والبحر العربي شرقاً، وبينها مناطق الجبال والمرتفعات الوسطى.
تاريخ
منذ وقت مبكر يرجع إلى القرن الثامن عشر، اهتم بعض العلماء والمستشرقين الغربيين بموضوع الطيور في اليمن ولعل أقدم من سجل بعض الملاحظات والمعلومات في هذا الصدد البعثة الدانمركية التي وصلت صنعاء في منتصف يوليو (6محرم 1177هـ/ 1763م) واصبحت معروفة ببعثة (نيبور Niebour) لأنه الوحيد الذي عاد الى كوبنهاجن حياً، وقام بتنظيم وترتيب وكتابة نتائج البعثة العلمية، ومن بينها بعض المعلومات المتعلقة بالنباتات والطيور.
وقد اهتم الفرنسيون بالنباتات والطيور في اليمن ضمن اهتماماتهم بالحبشة والقرن الأفريقي في الربع الثاني من القرن التاسع عشر. فمن بين عدد من العلماء الفرنسيين الذين زاروا اليمن وكان لهم أكثر من مهمة: عالم النبات المعروف (بول أميل بوتا) الذي كان يعمل طبيباً لدى محمد علي باشا، ووصل الحديدة عام 1837م. وكان (بوتا) مكلفاً – في الظاهر – من قبل متحف التاريخ الطبيعي بباريس للقيام باستكشاف اليمن، وقد قام برحلة الى تعز مروراً بتهامة وجمع عدداً من العينات النباتية والطيور، عاد بها الى فرنسا عن طريق المخا، ولم يتمكن من الوصول الى صنعاء.
وبعد قرن نشرت في اوروبا عام 1937م خلاصة لجهود عدد سابق من العلماء ممن زاروا اليمن وكتبوا في الموضوع.
وقبيل ان ينشر عالم الطيور (MEINRT ZHAGON) كتابه عن (الطيور العربية) زار اليمن عام 1948م ليضمنه ما تسنى له من معلومات رغم الصعوبات الجمة التي كان يلاقيها أي زائر او باحث لليمن. ومنذ بدء الاستقرار بعد الثورة جرت دراسات متفرقة بين عامي 1970و 1982م قام بها خبراء من بينهم (LORNWALIS)، و(R.F.PORTER) لخصت معلومات كثيرة عن أكثر من خمسين طيراً جاءت تحت عنوان (مراقبة الطيور في اليمن خلال فصل الربيع).
استكشاف بيئات الطيور في اليمن
وفي السنوات الأخيرة الماضية (من اواخر عام 1985م) وضعت وزارة الزراعة في صنعاء بالتعاون مع خبراء من (المجلس العالمي لحماية الطيور) ومقره كمبردج في بريطانيا، وجمعية علم الطيور البريطانية في الشرق الأوسط، خطة خمسية (1986-1991م) للقيام باستكشاف ومسح مختلف بيئات الطيور في اليمن، وإجراء دراسات علمية وميدانية، ومن ثم الاقتراح بالتشريعات الخاصة بالحماية والرعاية، ونشر المعلومات مع اشراك الجهات المعنية كالجامعة (كلية العلوم) وغيرها لمواصلة الجهود العلمية في ظل هذا الحقل الهام.
لقد كان من النتائج الأولية للبعثة في شتاء عام 1985م والمرحلة الثانية في منتصف سبتمبر 1986م حتى مايو 1987م، برئاسة الدكتور (ميشيل راندز- Michaal Rands) وزميله (R.F.Porten) وآخرين، مع فريق العمل اليمني المشارك، التوصل الى جملة من النتائج والحقائق العلمية القائمة على الدراسة والمسح الشامل في مناطق تهامة و تعز، وغيرها من البيئات المتعددة التي تمت فيها مسوحات أخرى متعلقة بالحيوانات البرية (الثديية)، الفراشات، والغطاء النباتي الذي تعتمد عليه الطيور، الى غير ذلك مما له علاقة بالتناسل والسلوك الخاص بالطيور المحلية او المهاجرة.
انواع الطيور في اليمن
من الطيور اليمنية طائر (الهدهد) المذكور في القرآن الكريم، شأنه شأن عشرات اخرى من انواع الطيور كالحمام والنسور والغربان والعصافير وغيرها.
وقد كان من نتائج المسح الذي تم في تهامة وتعز وبعض المناطق الأخرى في المحافظات الشمالية الغربية (الشمال سابقاً) التعرف على 278 نوعاً من الطيور، فزاد بذلك معرفة (337) نوعاً من بينها ثلاثة عشر نوعاً فريداً من الطيور اليمنية المحلية التي لا يوجد من فصيلتها في أي بلد آخر، وقد تمت دراسة هذه الطيور وتحديد بيئاتها وذلك على النحو الآتي:
1- الحجل الجبلي: يتواجد على ارتفاع 2500 متر، ويقتات على الحبوب.
2- الحجل العربي: يتواجد على ارتفاع (250-2500)متر، ويقتات على الأعشاب والبذور، وهو واسع الانتشار.
3- نقار الخشب (الجرّاع): يتواجد على ارتفاع (100- 2400)متر، ويقتات على اللافقاريات.
4- البلبل: يتواجد على ارتفاع (2200-3000) متر، ويقتات على الحشرات والبذور.
5-أبو بليق: يتواجد على ارتفاع (1500-3600) متر، ويقتات على اللافقاريات والثمار.
6- الدّراس: يتواجد على ارتفاع (1200-2600)متر، ويقتات على الديدان والقواقع والثمار.
7-المغرد: يتواجد على ارتفاع (1780-2800)متر، ويقتات على الديدان.
8- الباشق (الدوري) : يتواجد في المنطقة الساحلية (تهامة).
9- شمعي المنقار: يتواجد على ارتفاع (250-1950)متر، ويقتات على البذور.
10- النعار العربي: يتواجد على ارتفاع (700-2800)متر ويقتات على الحشائش والبذور.
11- الكناري اليمني (الهزاري) يتواجد على ارتفاع (2000-3600)متر ويقتات على البذور وفضلات الخبز.
12- الدهيوق: يتواجد على ارتفاع (1200- 2200) متر، ويقتات على فواكه الأشجار.
13- الحسون اليمني: يتواجد على ارتفاع (1800- 3660)متراً، ويقتات على الحشائش والبذور.
طيور مهاجرة
لا تقتصر البيئات اليمنية المختلفة على تلك الانواع المحلية المتوطنة من الطيور او المتشابهة مع غيرها، بل توجد أنواع مهاجرة نادرة، فمن بين الأنواع المهاجرة التي تتوقف في اليمن في طريق هجرتها من اوروبا الى أفريقيا، وجد في منطقة تعز عدد من طائر (أبو قردان (Geromticus eremeta) الذي يعتبر من الطيور النادرة جداً والمهددة بالانقراض، إذ لم يبق منه سوى 400 طير في مختلف انحاء العالم. وقد عزا الباحثون الذين رصدوا 14 طيراً من أبي قردان في منطقة (الحوجلة) بتعز الى ان اليمن هي مكان تناسله، وليست مرحلة في طريق هجرته، وذلك لعثورهم على فرخين صغيرين ضمن هذه المجموعة. وفي تهامة حيث الأراضي الزراعية في الوديان وجد طائر (الحبارى) العربي (اللوّم) النادر عالمياً حيث يعيش بين أشجار السدر.
المراجع:
1- ايريك ماكر: اليمن والغرب، تعريب د. حسين عبدالله العمري، دار الفكر - دمشق 1985م. 2- التقرير الأول لفريق الخبراء- ديسمبر 1985م. 3- التقرير الخامس والأخير مايو 1987م 4- جميل البعداني: ساعد على حماية طيور الجنتين، وزارة الزراعة - صنعاء، يونيو 1987م.