فبراير 2, 2018
اخر تعديل : فبراير 2, 2018

أصل الجنس العربي

أصل الجنس العربي
بواسطة : Editors of Al Moheet
Share

تشكل الجنس اليمني العربي في داخل الجزيرة العربية و كان قد طُرح لأول مرة بناءاً على معطيات أثرية من خلال أبحاث مستمرة بدءاُ بعام 1989م إلى المؤتمر الخامس للآثار و الحضارة اليمنية الذي عقد بمدينة صنعاء في عام 2004 م وبحث آخر نشر في 2005 م في العدد رقم 12 من مجلة أدوماتو الصادرة بالرياض و من خلاصة تلك الدراسات أن الجنس اليمني العربي تشكل في العصر الحجري الحديث النيوليت داخل الجزيرة العربية و ذلك منذ حوالي الألف الثاني عشر قبل الميلاد ” 12000 ” إلى الألف السادس قبل الميلاد ” 6000 ” وأن الدور الأساسي في هذا التشكل يعود إلى اليمن و بالأخص إلى الجزء الصحراوي منه وهي تلك القبائل التي عُرفت فيما بعد بالقبائل العربية الجنوبية و ممالكها اليمنية القديمة وقد إنتشرت هذه القبائل إلى باقي أراضي الجزيرة العربية نفسها وخرجت على الأرجح إلى خارجها.

ثقافات الجزيرة العربية

بنيت الاستنتاجات الأثرية والبحوث العملية على معطيات محدده منها وجود ثقافتين في الجزيرة العربية في العصر الحجري الحديث و ذلك من حوالي 12 ألف سنة مضت أحداهما تقوم على صناعة الأدوات من شطائر حجرية في الأساس إلى جانب تقاليد محدّدة نسب أصولها إلى بلاد الشام و إنتشرت في الأجزاء الشرقية من الجزيرة العربية ووصلت إلى أجزء من عُمان .

و الثقافة الثانية تقوم على صناعة الأدوات من شظايا حجرية إلى جانب تقاليد أخرى في صناعة تلك الأدوات أثبت وجودها في اليمن جنوبي الجزيرة العربية بالمفهوم الواسع لليمن التاريخي الطبيعي و هي ثقافة محلية أيضا و في زهاء الألف السادس ق.م إنبثقت عن هذه الثقافة أدوات محدّدة أخرى أهمها رؤوس السهام المعنّقة فأطلَق عليها إسم النمط الثقافي الصحراوي نسبة لتشكلها في كل من حضارة صيهد (رملة السبعتين) و الربع الخالي من اليمن و هي الأدوات التي كانت قد عٌرفت مثيلاتها في كل من واحة الفيوم بمصر و شرقي إفريقيا و الشمالي الشرقي منها بما في ذلك الصحراء الإفريقية الكبرى و التي جعلت الباحثين بوجه عام يعتبرون منذ النصف الأول من القرن العشرين أن هذه الأدوات وافدة إلى الجزيرة العربية من واحة الفيوم بمصر حيث لم يكن من المعروف حينها الأسس الأثرية التي إنبثق عنها هذا النمط في داخل الجزيرة العربية منذ بداية التسعينيات من القرن الماضي .

العصر الحجري

وعلى أساس هذه المعطيات ظهرت نظرية جديدة في مسألة تشكل الجنس اليمني العربي في الوسط العلمي أن لم نقل دُحِضت الأفكار السابقة التي كانت ترى بأن هذه الأدوات وافدة إلى الجزيرة العربية من خارجها و عُزِّزت في الوقت نفسه بتواريخ الكربون 14 فيما يتعلق بتأكيد قدم هذه الأدوات في جنوبي الجزيرة العربية اليمن عنها في باقي المناطق الأخرى من الجزيرة العربية نفسها و في إفريقيا و بعض الأماكن التي وجدت فيها في بلاد الشام .

وعلى أساس تلك المعطيات أيضاً قُسِّم العصر الحجري الحديث أيضاً في ثقافة جنوبي الجزيرة العربية اليمن إلى قسمين : قسم مبكر ممثل بالأدوات ذات الرؤوس غير المعنّقة في الألف الثاني عشر ق.م وقسم متأخر هو النمط الثقافي الصحراوي و التي حَلَّت أدواته في الألف السادس ق.م محل أدوات الثقافة ذات الأصول الشامية في كل من الكويت و البحرين و قطر و الإمارات العربية المتحدة و عمان و السعودية مع إحتمال دخولها جنوبي العراق أيضاً من اليمن و يمكن تصور إنتشار هذا النمط من خلال الأدوات نفسها التي وصلت على الأرجح إلى صحراء الفيوم بمصر و مالي و تشاد و نهر النيجر و موريتانيا و شمالي إفريقيا و الصحراء الإفريقية بوجه عام بما في ذلك دخولها إلى أجزء من فلسطين عن طريق صحراء سينا ومنها تلك الأدوات التي و جدناها تتطابق في جعبة هفرسة في صحراء النقب مع أدوات النمط الصحراوي بجنوبي الجزيرة العربية.

منبع الجنس العربي

إن تشكل الجنس العربي الأول و الأقدم بحسب نتائج الأبحاث الأركيلوجية الآثرية ثبت أصالتها المحلية في داخل الجزيرة العربية نفسها وأنها أدوات شديدة المحلية بإمتياز وجدت وغطت جميع مناطق الجزيرة العربية من جنوبها حتى شرقها و شمالها و غربها ووسطها و أن مصدر هذي الأدوات و الثقافة هي اليمن جنوب الجزيرة العربية التي هي مهد و منبع الجنس الإنسان العربي الأول و الأقدم منذ 12 ألف سنة قبل الميلاد على أقل تقدير و حتى 6 ألف سنة قبل الميلاد و أن ممالك اليمن و عناصرها تكونت خلال هذه المراحل في سجل أركيلوجي متواصل السابق ذكره و أن هذا الإنسان هو إمتداد أيضا لما قبله منذ العصور الموغلة في القدم و أن هذا الإنسان العربي الأصيل لم يفد من خارج جزيرته بل وجد فيها منذ أن كان فيها و هذه الأدلة الأركيلوجية تثبت أصالة مكون الإنسان العربي من منبعه و مهده الأول في اليمن و الجزيرة العربية جميعا.

 

المصادر:

1- اليمنيين هم أصل الجنس العربي مقال د . عبد الرزاق راشد المعمري-قسم الآثار بجامعة صنعاء.