
محمد النعمان، هو محمد بن أحمد النعمان هو سياسي يمني تبوأ عدة مناصب أبرزها نائب رئيس وزراء وزير خارجية اليمن الشمالي آنذاك، له العديد من الكتب والمؤلفات والمحاضرات والمراسلات حول القضايا اليمنية نختار لكم أبرز مقولاته منها:
- إن صناعة أقدار الشعوب لا يمكن أن تتم على شكل اقتسام الغنائم بين المتحاربين، فتلك طريقة عتيقة لا يرتضيها منطق العصر الحاضر، ولا تقرها الأعراف الدستورية اليوم، وإنما يكون ذلك بإعطاء الحق لأهله .. أي الشعب ..!
*
إن اليمن لا يمكن أن تبني من خارج ذاتها ، أي أن نقطة البدء في التحول الحقيقي هي نفس المواطن اليمني لأنه هو وحدة الذات الداخلية لليمن
*
إنها لجريمة إنسانية أن يظل شعب اليمن ينزف دمه بهذا الشكل المستهتر ، دون أن نتنادى لوقف هذا النزيف بكل الصور والأساليب الممكنة.
*
حرج ما بعده حرج أن يجد المرء نفسه ، يواجه أحلامه مواجهة المنكر لها المتبرم بها الناقد لها في عنف وشمول وعمق، واشد قسوة على النفس من هذا الحرج أن يتقبل الإنسان أحلامه وهو يجدها تتحقق بصورة مشوهة تكون في بعض حالاتها أسوأ من الوضع الذي أراد الخلاص منه.
*
كل قرار يتخذ دون الاعتبار الوافي والصحيح لكل مشاكل اليمن لا يمكن أن يعيش طويلا . والذي نبحث عنه هو حل المشكلة وليس مجرد إرجاء مواجهتها إلى وقت أخر تنفجر فيه الأحقاد من جديد بعد ان يستعد الآخرون خارج اليمن لجولة ثانية يصفون فيها حساباتهم مع بعض داخل اليمن.
*
السؤال الكبير الذي نواجهه بجد: هل أنتم حقاً دولة؟
إن الاعتماد على سياسة “الخوازيق” و”الشرنقات” و”المطابزة” و”الوهدار” سيفضي بنا جميعاً إلى خطر الضياع (..) إن الدولة الحديثة، النقيضة للإمامة الفردية أساسها وضوح السياسة واستقرارها.. سياسة التعامل بين رجال الدولة وقواها الأساسية.
أما “المداراة والطساس” فإنما هي أسلوب هرب من المواجهة، وإرجاء للحلول اللازمة يجعل المشاكل والأزمات تنمو باطنياً في هدوء حتى تتضخم وتستعصى ثم تنفجر بالجميع.
*
لقد وضح لنا أن الطريقة الصحيحة لتغيير الأوضاع في بلادنا هي أن يفهم مواطنونا من الفلاحين والجنود ، ان هذه الحياة ملكهم هم أولا يحيونها في سعادة ، ويشاركون بني الانسان جميعا في صنع الحضارة والتمدن . إنهم ليسوا عبيدا لأحد يتوارثون كما تتوارث الأرض وليسوا أعداء فيما بينهم . وان عدوهم الحقيقي هو ذلك الذي ينتزع اللقمة من حلق احدهم ثم يسلطه على اخيه ويوهمه انه هو الذي انتزع لقمته واستاثر بها.
*
إن تعدد الآراء والأفكار سبيل وحيد للتطور السلمي في المجتمع. ولكن طالما ظل السلاح في الأكتاف فإننا محتاجون للتمهل والتبصر في هذه القضية حتى لا يكون حكمنا مجرد خطرة حالمة قد تجر البلاد لمزالق خطيرة.
*
المسؤولية التاريخية التي تواجهنا اليوم في اليمن هي التوصل الى صيغة موحدة لاهداف الشعب كل الشعب..وإشاعة الفهم بين جميع الفئات لهذه الصيغة الموحدة، التي ستحتاج حتما لكل القوى الشعبية كي تحققها وتحميها، بقناعة واعية وإصرار دائم رصين.
*
لسنا ملكاً لفئة معينة تتوارثنا كما تتوارث السوائم.
إننا بشر أحرار لا يملكنا أحد غير مصلحة قوميتنا ووطننا ..فلا شيع ولا مذاهب ولا أقاليم ..ولا زيدية ولا شافعية ..ولا هاشمية ولا قحطانية ..
ولا شمال ولا جنوب ..
كلنا أبناء اليمن ..واليمن فوق الجميع
ولا حكم إلا للشعب.
*
إن علينا أن نفهم مشكلتنا على حقيقتها . فالمشكلة ليست من صنع الإمام نفسه ولكنها من صنع أبائنا وأجدادنا الأوائل منذ ألف سنة عندما اعتقدوا أن سياسة الأمور في البلاد مقصورة على أسرة معينة وان الشعب قد خلق عبيدا لها.
*
وخلال المعركة الوطنية ضد الطغيان ، لم يكن سليماً أن يلتفت المرء الحريص على انتصار قضية شعبه ، لكل التناقضات التي صنعتها كل عهود الظلام والطغيان ، وانما تتركز كل الاهتمامات ، وتوفر كل الجهود من أجل الخلاص من العدو الرئيسي أولاً.
وطبيعي أن إرجاء بحث هذه التناقضات في حياة الشعب لايعني أنها قد زالت ، أو أنه لاسبيل لحلها إلى الأبد .. وإنما يكون الأمر أمر الوقت المناسب.
وما من شعب في التاريخ صفى كل مشاكله في لحظة واحدة ، وخلص من شرور حياته كلها في ضربة واحدة ، بل أن بناء الحياة المرتجاة لشعب كشعبنا يتطلب جهوداً عظمى تفوق في ضخامتها وعمقها ما فعله التاريخ بشعبنا خلال مئات السنين ، وما أكده من ظلم في التعامل بين أبناء الشعب أنفسهم في الأرزاق والاعتبارات.
ولقد خلصنا من الإمامة كشكل للحكم في اليمن.
فهل يكون طبيعياً أن نخلص على الفور من الروح الشريرة التي عاشت مع نظام الإمامة في اليمن؟
أيكون طبيعياً فور الخلاص من الإمام أن نخلص من الحكم الطائفي الذي بني العهد الإمامي على أساسه فأصبحت غالبية الشعب مستذلة بقلة من بنيه ؟
*
وماذا نريد ؟
لقد قامت حركة الأحرار اليمنيين مركزة أهدافها في ثلاثة مبادئ رئيسية تبنى الدولة على أساسها وهي :
الوحدة الوطنية
السيادة الشعبية
العدالة الاجتماعية
وليس من سبيل غير هذا السبيل لإقرار السلام والإستقرار في اليمن وكفالة الأمن والطمأنينة بين الحاكمين والمحكومين.
*
إن ما يتطلبه هذا الشعب المضطهد التعيس ليس في الخلاص من مجموعة أفراد أو أسر بذاتها ..
وإنما يتطلب الخلاص من العقلية والنفسية والأوضاع والنظم التي أشعرته أنه جزء من الحقل وليس سيد الحقل.
**
وما لم تفهم الأمور على هذا النحو المبسط السليم فإن حلقة واحدة من حلقات التاريخ الآثم تكون قد إنفصمت يوم 26سبتمبر 1962 ليس غير، وستظل الحلقات الباقية في حاجة لجهد جهيد وصبر شديد،
والشعب الذي إستطاع حتى الآن أن يحقق ما حقق من هزائم وخسائر في أعدائه لن يصده عن المضى الى الأمام بريق خادع ولو خطف أبصار العالمين.
وما لم نبدأ من حيث يجب البدء .. فإن المشكلة ستظل قائمة على أصلها دون تغيير إلا في الشكل الظاهري، وسيظل البحث عن الحل قائما الى أن يجيئ الحل، ويطلع الفجر الصادق على الشعب.