
أنيس منصور، كاتب صحفي، وفيلسوف، وأديب مصري. ولد عام (1924م) في مدينة المنصورة بجمهورية مصر العربية. كانت بداية أنيس منصور العلمية مع كتاب الله تعالى، حيث حفظ القرآن الكريم في سن صغيرة في كتاب القرية. كان الأول في دراسته الثانوية على كل طلبة مصر حينها، ثم التحق في كلية الآداب في جامعة القاهرة برغبته الشخصية، دخل قسم الفلسفة الذي تفوق فيه وحصل على ليسانس آداب عام (1947م)، عمل أستاذاً في القسم ذاته، لكن في جامعة عين شمس لفترة، ثم تفرغ للكتابة والعمل الصحافي في مؤسسة أخبار اليوم.
التفرغ للكتابة
آثر أنيس منصور التفرغ للكتابة مؤلفاً وكاتباً صحفياً، وترأس العديد من مناصب التحرير لعدد من الصحف والمجلات، إذ صحب هذا المشوار الصحفي اهتمامه بالكتابة الصحفية. ظل يعمل في أخبار اليوم حتى تركها في عام (1976م) ليكون رئيساً لمجلس إدارة دار المعارف، وثم أصدر مجلة الكواكب.
عاصر أنيس منصور فترة جمال عبد الناصر وكان صديقاً مقرباً له، ثم أصبح صديقاً للرئيس السادات، ورافقه في زيارته إلى القدس عام (1977م). تعلم أنيس منصور لغات عدة منها: الإنكليزية، والألمانية، والإيطالية، واللاتينية، والفرنسية، والروسية، وهو ما مكنه من الاطلاع على ثقافات عديدة، ترجم عنها عددًا كبيرًا من الكتب الفكرية والمسرحيات، كما سافر إلى العديد من بلدان العالم، ألف العديد من كتب الرحلات ما جعله أحد رواد هذا الأدب منها:
- حول العالم في 200 يوم.
- اليمن ذلك المجهول.
- أنت في اليابان وبلاد أخرى.
الجوائز
حصل في حياته على الكثير من الجوائز الأدبية من مصر وخارجها ومن أبرزها الدكتوراه الفخرية من جامعة المنصورة، وجائزة الفارس الذهبي من التلفزيون المصري، وجائزة الدولة التشجيعية في مصر في مجال الأدب. كما له تمثال بمدينة المنصورة يعكس مدى فخر بلده به.
وفاته
توفي أنيس منصور عام (2011م) عن عمر ناهز 87 عاماً بمستشفى الصفا بعد تدهور حالته الصحية على إثر إصابته بالتهاب رئوي.
مختارات من كتاباته
(حول العالم في 200 يوم)
سجّل في هذا الكتاب معلومات عن الكثير من دول العالم التي زارها وعن عاداتها وتقاليدها ومقابلته للدالاي لاما رئيس دولة التبت. يقول في الكتاب:
(في الهند تعلمت أن الدنيا من الممكن أن تعيش من غيري، وأن الناس يعيشون حياتهم ويمشون على نظام خاص وأن هذا النظام سواء أعجبني أو لم يعجبني فلن يغير هذا شيئا، فإما أن أسكت أو أخرج من البلاد.
وفي إندونيسيا يضحك الناس دائما ولا يعملون إلا القليل.
وفي الصين يضحك الناس كثيرا ويعملون كثيرا.
وفي اليابان مؤدبون ضاحكون وقدرتهم على العمل خارقه.
يعني من الممكن أن يكون الإنسان مؤدبا وباسما وناجحا في عمله.)
(أرواح وأشباح)
(الهرب هو نوع من الخروج أو الانطلاق إلى أي مكان آخر، فساكن المدينة يهرب إلى الريف، و ساكن الريف يهرب الى المدينة، و الجميع يهربون إلى البحر، و يهربون من الحاضر إلى الماضي و إلى المستقبل، و من الأرض إلى الكواكب أخرى، ومن الواقع إلى الخيال، و من قوانين العلم إلى تهاويل الفن، ومن العقل إلى الذوق، و من كل شيء إلى السحر والسر و الدين، إلى الأدب و الموسيقى و الفن و الفلسفة).
(في صالون العقاد كانت لنا أيام)
(ولكن لا شيء يفسد أي كتاب مهما كان ممتعا إلا أن يكون مقررا عليك .. هنا يكون الجمال قبحا، والعبارة السلسة سلاسل تقيد خيالك).