
مضيق جبل طارق من أهم المضايق التي تربط القارة الإفريقية بالقارة الأوروبية، يقع هذا المضيق البحري بين المغرب و إسبانيا، ويفصل بين المحيط الاطلسي والبحر الأبيض المتوسط. يبلغ عمق المياه فيه حوالي (300) متر. وأقل مسافة بين ضفتيه هي 14 كم. يبلغ طول المضيق حوالي 51 كم، ويتراوح عرضه بين (13 و37) كم.
يصل تاريخ جبل طارق إلى (2,900) سنة، وهو شبه جزيرة صغيرة تقع بالساحل الجنوبي لشبه الجزيرة الأيبيريّة عند مدخل البحر المتوسط.
التسمية
يرجع تسمية المضيق إلى القائد الإسلامي التاريخي والفاتح المعروف (طارق بن زياد)، والذي استخدم ذلك المضيق العريق في العبور منه من القارة الإفريقية ليفتح الله على يديه شبه الجزيرة الإيبيرية، وهي المكونة كما ذكرنا من دول إسبانيا والبرتغال وأندورا، وقد حدث ذلك في عام (711م) ، وحتى يومنا هذا ما زال يُطلق على المنطقة المُطلة من مضيق جبل طارق على شبه الجزيرة الإيبيرية اسم مضيق جبل طارق، وذلك باللغة العربية الفصحى، أو (Gibraltar) باللغة الإنجليزية.
ولمضيق جبل طارق أهمية بالغة، حيث أنها تعد إحدى مناطق الحكم الذاتي، التي تخضع للمملكة البريطانية العظمى، كما أن من يستطيع إيقاعها تحت سيطرته، فيكون قد استحوذ على منطقة استراتيجية بالغة الأهمية في العالم.
أهمية مضيق جبل طارق
- المعبر الرئيسي للسلع والخدمات القادمة من أوروبا ودول شمال أفريقيا عبر البحر الأبيض المتوسط نحو الأمريكيتين أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية والعكس أيضا.
- هو الطريق الرئيسي لتوصيل السلع والخدمات من الأمريكيتين نحو شمال أفريقيا ودول أوروبا عبر المحيط الأطلسي وصولا للبحر الأبيض المتوسط كما يعد هذا المضيق.
- هو النقطة الأهم الواصلة بين أوروبا الغربية و أفريقيا الشمالية.
- هو نقطة التقاء حضاري وتجاري ونقطة تبادل ثقافي كأضيق معبر بين القارتين.
تاريخ مضيق جبل طارق
كانت منطقة جبل طارق مأهولة بالسكان منذ قديم الزمان، حيث يعتبر الفينيقيون هم أوائل الشعوب التي استوطنت هذه المنطقة، وذلك قبل ما يقارب من 950 سنةً قبل الميلاد، وفيما بعد أسس الرومان مستوطنة صغيرة، وبقيت كذلك حتى سقوط الإمبراطورية الرومانية، ثم انضمت إلى المملكة الإسبانية حتى الفتح الإسلامي لها في عام 711م.
كانت هذه المنطقة عبارة عن مستعمرة بريطانية فيما بعد حتى عام 1981م عندما ألغت بريطانيا هذا الحكم، وقرارها بإقامة مناطق حكم ذاتي لبقية مستعمراتها السابقة، وفيما بعد طالبت إسبانيا بإعادة هذه المنطقة تحت سيادتها في إشارة إلى الاتفاقية التي كانت بين البلدين، والتي تنص على إعادة المنطقة تحت سيطرة إسبانيا، وذلك بعد تنازل بريطانيا عنها، حينها أعلنت بريطانيا أنها لم تتنازل عن هذه المنطقة، وأنها أصبحت تحت حكم ذاتي، وهذا لا يعني أنها خرجت عن سيطرة التاج الملكي، وفيما بعد وافقت بريطانيا على فتح ميناء جبل طارق أمام السفن الإسبانية، وبعد مرور عدة سنوات جددت إسبانيا طلبها في إعادة جبل طارق تحت السيادة الإسبانية، وتفاوضت مع الحكومة البريطانية بخصوص هذا الشأن، إلا أنّ سكان هذه المنطقة رفضوا هذا الاقتراح بشدة، ونظموا المظاهرات ضدها؛ والسبب في ذلك يعود إلى أنّ معظم السكان كانوا بريطانيي الأصل.
الدور العسكري
لعب مضيق جبل طارق دوراً عسكرياً مهما في العديد من الأحداث التاريخية أهمها:
- حرب شبه الجزيرة.
- المعارك الأطلسية التي حدثت في الحربين العالميتين الأولى والثانية.
- ومقر حلف شمال الأطلسي أثناء الحرب الباردة.
- كما أدى زيادة عدد الأساطيل البحرية التابعة للفرنسا وألمانيا والإيطالية الموجودة في منطقة جبل طارق إلى رفع أهمية المضيق كقاعدة بحرية.
المراجع:
1- ما حكاية "جبل طارق""المستعمرة البريطانية"؟. BBC. روجع بتاريخ 16 فبراير 2020م. 2- britannica. Strait of Gibraltar. روجع بتاريخ 16 فبراير 2020م. 3-nationalgeographic .Strait. روجع بتاريخ 16 فبراير 2020م