
إسماعيل الأكوع، أبو محمد إسماعيل بن علي بن حسين بن أحمد بن عبد الله بن إسماعيل الأَكْوَع الحِوالي، عالم ومؤرخ وسياسي وُلد في مدينة ذمار في اليمن، يوم الأربعاء (11 من جمادى الآخرة سنة 1338هـ)، الموافق (1 من آذار 1920م). ثم انتقل إلى مدينة صنعاء حيث استقرَّ فيها.
ألحقه والده بعدد من كتاتيب مدينة (ذمار)، حيث تعلم فيها مبادئ الكتابة والقراءة ، وحفظ القرآن الكريم، ولما بلغ الخامسة عشرة من عمره التحق بـ (المدرسة الشمسية)، في مدينة ذمار أيضاً، ودرس على عدد من العلماء.
العمل السياسي
اشتغل بالسياسة منذ وقت مبكّر، فقد انضم إلى الثوَّار المناهضين لحكم الإمام (يحيى بن محمد حميد الدين)، فسُجن مرتين؛ أُولاهما سنة (1363هـ/1943م) بأمر من الإمام (يحيى)، وأُرسل مع عدد من الثوَّار مطوقين بالأغلال إلى السجن في مدينة حجة، ثم أُفرج عنه سنة (1365هـ/1945م)، وأخراهما: عقب فشل الثورة (الدستورية) التي انتهت بمقتل الإمام (يحيى) سنة 1367هـ/1948م، وتولي الإمام (أحمد بن يحيى حميد الدين) الإمامة خلفاً عن أبيه، فأعدم بعض الثوَّار، وفي مقدمتهم (عبد الله بن أحمد الوزير) قائد الثورة واعتقل البعض الآخر، ومنهم العلامة الأكوع الذي خرج من سجنه بعد ثلاث سنوات مريضاً، ثم سمح له الإمام (أحمد) بعد طول مراجعة بالسفر إلى مدينة عدن للتداوي من أمراضه التي أنشبت أظفارها في جسده النحيل، على أن يعود في مدينة تعز، ولكنه آثر البقاء في مدينة عدن.
عمل في مدينة عدن مع : (أحمد محمد نعمان)، و(محمد محمود الزبيري) خلال نشاطهما في مدينة عدن، ولما انتقل الأستاذ (الزبيري) إلى مدينة القاهرة لحق به الأكوع سنة (1374هـ/1954م) ثم ذهب إلى دمشق سنة (1377هـ/1957م) للإشراف على الطلاب اليمانيين الذين جاءوا إلى سورية لطلب العلم، ثم عاد إلى مصر، ومنها ذهب للحج سنة 1378هـ/1958م، وعاد إلى مصر ومعه أهله الذين قدموا من اليمن إلى مكة برفقة أخيه (محمد بن علي الأكوع) ، وأقام هناك حتى مر الإمام (أحمد) في مدينة بورسعيد سنة (1379هـ/1959م)، في طريق عودته من إيطاليا إلى اليمن؛ فقابله الأكوع في الباخرة مع عدد من اليمنيين الذين كانوا مقيمين في القاهرة؛ فطلب منه الإمام الرجوع إلى اليمن، فعاد إليها في (12/4/1380هـ/3/10/1960م).
المسؤوليات
عينه الإمام (أحمد بن يحيى حميد الدين) في المفوضية اليمنية في (موسكو) سنة (1381هـ/1961م)، وبعد أن قامت الثورة الجمهورية التي قضت على الحكم الإمامي الملكي سنة (1382هـ/1962م) تعيّن ثانية قائماً بالأعمال في (موسكو) ، ثم وزيراً مفوضاً ، وتدرج في المناصب السياسية حتى صار سفيراً متجولاً ؛ فنائباً ثانياً لوزير الخارجية. ثم ذهب إلى مصر إثر خلاف مع بعض الأطراف السياسية، وبقى هناك حتى آل أمر الرئاسة والحكم إلى القاضي (عبد الرحمن الإرياني) سنة (1387هـ/1967م)، ثم عاد إلى مدينة صنعاء سنة (1388هـ/1968م)، وتعيّن وزيراً للإعلام في إحدى وزارات الفريق (حسن العمري)، ثم سعى في تأسيس الهيئة العامة للآثار ودور الكتب، وتولى رئاستها من سنة (1389هـ/1969م)؛ حتى سنة (1410هـ/1990م)، ثم تقاعد عن العمل و وعكف عن القراءة والتأليف.
الجوائز والمشاركات
فاز بجائزة (مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية) في مدينة (إستنبول). وكرّمته وزارة الثقافة اليمنية بمنحه درع (صنعاء العاصمة الثقافية)، سنة (1425هـ/2004م)، وتبنّت إصدار جميع مؤلفاته.
شارك في أكثر من أربعين ندوةً ومؤتمراً على المستويين: العربي والدولي، مثل: بعض مؤتمرات وزراء الإعلام العرب، ومؤتمرات المؤرخين العرب، ومؤتمرات الآثار وبحوث الحضارة العربية الإسلامية.
زار الأقطار العربية كلها، وتعددت زيارته لبعضها، وأقام في بعضها مدداً طويلة، وزار إستنبول مراراً للاستفادة مما يوجد فيها من المخطوطات اليمانية ، وبعض الدول الإفريقية، كما زار دول أوروبا، وتكررت زيارته لبعضها، وزار الولايات المتحدة وكوبا، وهو عضو المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية، مجمع اللغة العربية في الأردن، وعضو مجمع اللغة العربية في دمشق، والمجمع العلمي العراقي ، والمجمع العلمي الهندي، واتحاد المؤرخين العرب، ومعهد الآثار الألماني في برلين.
مؤلفاته
- الأمثال اليمانية.
- تاريخ أعلام آل الأكوع، الزيدية: نشأتها، معتقداتها.
- المدارس الإسلامية في اليمن.
- هجر العلم ومعاقله في اليمن.
- الإمام محمد بن إبراهيم الوزير، وكتابه: (العواصم والقواصم في الذب سنة أبي القاسم)، كتبه مقدمة لهذا الكتاب.
- نشوان سعيد الحِمْيَري والصراع الفكري والمذهبي في عصره. نشر في الكتاب التذكاري المُهدى للأستاذ (محمود محمد شاكر) من أصدقائه بمناسبة بلوغه سبعين سنة من عمره، تُرجم إلى اللغتين:الألمانية والإنجليزية، تحت إشراف السفير الألماني الدكتور (فرنر دوم)، وصدر في كتاب: (الحضارة اليمانية ثلاثة آلاف سنة) في مدينة (ميونخ) في ألمانيا، سنة 1407هـ/1987م في طبعتيه: الألمانية والإنجليزية.
- أعراف وتقاليد حكام اليمن في العصر الإسلامي.
- أئمة العلم المجتهدون في اليمن.
- الدولة الرسولية في اليمن.
- مخاليف اليمن.
وفاته
توفي إسماعيل الأكوع في (21 أكتوبر 2008) عن عمر ناهز 88 سنة.
المصدر:
1-إسماعيل الأكوع- موسوعة أعلام اليمن ومؤلفيه. تاليف الدكتور عبد الولي الشميري.