
الحرم المكي يعد أعظم مسجد في الإسلام والواقع في قلب مدينة مكة المكرمة والذي تتوسطة الكعبة المشرف، أول بيت وضع للناس على وجه الأرض ليعبدوا الله فيه وهي قبلة المسلمين في صلاتهم وإليه يحجون. وقد تعرض الحرم المكي لسلسلة هجمات وأحداث تاريخية أدت إلى إغلاقه خلال الفترات الزمنية المتعاقبة، إضافة إلى الأحداث الطبيعة المتمثلة بالسيول، وغيرها من فترات الأوبئة الفتاكة التي شهدها العالم عبر العصور.
عام الفيل
تعرضت الكعبة المشرفة لأول إعتداء في الفترة الجاهلية وهي الفترة الزمنية التي أرختها المراجع الإسلامية بـ(عام الفيل)، والمقدرة بالعام (570) ميلادية، وهو هجوم أبرهة الحبشي، الذي يرجعه باحثون آخرون إلى الأعوام (568 ـ 569) ميلادية.
وسمي عام الفيل بهذا الأسم نسبة إلى الحادثة التي قادها أبرهة الحبشي من مملكة أكسوم (الحبشة) والذي كان يحكم اليمن آنذاك، المعروف بتدمير الكعبة ليجبر العرب وقريش على الذهاب إلى (القليس) التي بناها، وتعني بالحميرية أي اللغة التي كانت سائدة في اليمن حينها بـ(المعبد أو الكنيسة).
ضرب الكعبة بالمنجنيق
وفي عام (73) هجرية، (693) ميلادية، تعرض الحرم المكي لتهديد آخر وحصار في عهد عبدالملك بن مروان ، الذي أراد التخلص من عبدالله بن الزبير، فجهز جيشاً بقيادة الحجاج بن يوسف الثقفي، لمحاصرة أبن الزبير في المدينة المنورة لكن الزبير لجأ إلى الكعبة واحتمى بها، فقام جيش الحجاج بضرب الكعبة بالمنجنيق فاحترقت وتهدمت أجزاء منها، وتحكي الكتب التاريخية إن ابن الزبير قام بإعادة بناء الكعبة مرة أخرى.
حرب القرامطة
تعرضت الكعبة المشرفة خلال العام (930) ميلادية، (317) هجرية، لأكثر التهديدات خطورة واطولها فترة زمنية، والمتمثل في هجوم القرامطة، بقيادة أبو طاهر القرمطي ملك البحرين آنذاك، وشن القرامطة هجومهم على مكة، في ظل ضعف وتفكك الدولة العباسية، في يوم التروية وأعتدوا على الحجاج (واستحلوا حرمة البيت الحرام) فقاموا بخلع باب الكعبة وسلبوا كسوتها وعملوا على النهب والسلب في مكة وسرقوا الحجر الأسود ليبقى في البحرين نحو 22 عاماً قبل أن يعود إلى مكة، وتفيد المصادر التاريخية السعودية بان هجوم القرامطة خلف نحو 30 ألف قتيل من سكان مكة والحجاج.
تفشي الطاعون
في عام (1814)، مات نحو 8 آلاف شخص جراء تفشي الطاعون في بلاد الحجاز، ما أدى إلى توقف الحج في سنة الطاعون. كما تفشّت الأوبئة سنة (1837) خلال فترة الحج، واستمرت حتى 1892، وشهدت تلك الفترة موت ألف من الحجاج يوميًا.
حادثة جهيمان
في مطلع العام الهجري (1400) الموافق، نوفمبر من العام (1979) ميلادية، تمكن رجل الدين السعودي المتشدد جهيمان العتيبي وأكثر من (200) مسلحاً من جماعة (السلفية المحتسبة) من إقتحام الحرم المكي والسيطرة عليه، بغية مبايعة محمد عبدالله القحطاني خليفة للمسلمين وعلى اعتباره المهدي المنتظر، بحسب ما برر قائد الهجوم حينها، وهي محاولة في الوقت نفسه لقلب نظام الحكم في المملكة العربية السعودية.
وبدأت السيطرة على الحرم بعد صلاة الفجر أثناء ما دخلت مجموعة من الرجال إلى الحرم وأدخلوا أسلحة فردية في نعوش أتو بها بذريعة الصلاة على ارواح أصحابها. وبث المسلحون خطابا يعلنون فيه اكتمال شروط الساعة لمجيء المهدي المنتظر، وقدموا الحجج والبراهين على ذلك الأمر.
واستمرت عملية السيطرة على الحرم المكي نحو إسبوعين من الزمن ، حتى أفتى علماء السعودية بإمكانية القتال داخل الحرم المكي، وتمكنت القوات السعودية وبمشاركة قوات فرنسية من إقتحام الحرم وإستعادة السيطرة عليه وتحرير الرهائن من المسلمين الذين تواجدوا في الحرم قبيل الهجوم وأسر جهيمان العتيبي والعشرات من مجموعته المسلحة، فيما خلفت المواجهات مئات القتلى والجرحى من الطرفين بينهم القحطاني.
وفي 9 من يناير عام (1980) ميلادية، نفذت السلطات السعودية حكم الإعدام بحق جهيمان العتيبي ومن تم اسرهم من المسلحين، بعد ان قسموا إلى أربع مجموعات، وجرى تنفيذ الإعدام في ساحات اربع مدن رئيسية في السعودية.
سلسلة احداث
- مكنت السلطات السعودية خلال موسم الحج في العام (1986)م، من إحباط مخططاً إجرامياً، بعد ان قام موظفو الأمن والجمارك من إكتشاف 15 كيلو غرام من مادة c4 شديدة الإنفجار، في حقائب الحجاج الإيرانيين، كانوا يعتزمون استخدامها في تفجير الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة.
- خلال العام (1987) ميلادية، خلفت المظاهرات التي قام بها مجموعة من الحجاج الإيرانيين، اثناء ما قاموا بممارسة مراسم البراءة ورفع شعارات سياسية، إلى اشتباكات مع قوات الأمن السعودية، مقتل نحو 402 شخصاً واصابة نحو 649 شخصاً من بلادان مختلفة غير ان غالبيتهم ايرانيين.
- وفي عام (1989) ميلادية ، قتل واصيب نحو 17 شخصاً، خلال الإنفجارات التي حدثت بجوار الحرم المكي، وتمكنت حينها اجهزة الأمن من القاء القبض على 20 حاجاً كويتياً، كشفت نتائج التحقيقات تورطهم وتلقيهم تعليمات من محمد باقر المهري والمعروف بكونه عالم دين ووكيل المرجعيات الشيعية في دولة الكويت، فيما تمكنوا من الحصول على المتفجرات عن طريق دبلوماسيين إيرانيين في سفارة طهران في الكويت.
- اما خلال موسم الحج في العام 1990 ميلادية، أدت حادثة نفق معيصم الشهيرة يوم عيد الأضحى، إلى مقتل نحو 1426 حاجا من مختلف الجنسيات.
- واسفرت حادثة تدافع منى خلال العام 2015 ميلادية إلأى مقتل نحو 2300 حاجاً من مختلف الجنسيات.
وباء كورونا
في شهر مارس من العام 2020، اتخذت السلطات السعودية قرارا بإغلاق المسجد الحرام في مكة والمسجد النبوي في المدينة في غير أوقات الصلاة، حفاظًا على أرواح المعتمرين والزوار. بعد تفشي وباء كورونا الذي أصاب الملايين حول العالم بما فيه السعودية.
المراجع:
1.إعتداءات على الكعبة عبر العصور. روجع بتاريخ 13 إبريل 2020م. 2.كيف أحبطت السعودية مخططات إيران لتسييس الحج؟. روجع بتاريخ 13 إبريل 2020م. 3.فيروس كورونا وإخلاء الحرم المكي. روجع بتاريخ 13 إبريل 2020م.