
خلال الفترة 1999 و2013 شهد التعليم في اليمن تحسناً ملحوظاً حيث ارتفعت معدلات الالتحاق بالتعليم من 71.3% إلى 97.5%. بلغ عدد الملتحقين بالمدارس أكثر من 5 ملايين ومائة ألف طالب وطالبة في العام الدراسي 2012/2013 مسجلين في ما يقارب 17 ألف مدرسة تضم أكثر من 136 ألف فصل دراسي.
ومنذ انقلاب الحوثيين المدعومين من إيران على السلطة الشرعية وسيطرتهم علي صنعاء وباقي المدن اليمنية، دخل تحالف من دول عربية بقيادة السعودية الصراع في محاولة لإعادة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى السلطة، ما أحدث أثرا مباشرا على التعليم في اليمن، فوفقا لتقرير نشرته اليونيسف ، فإن هناك نحو ٤،٥ مليون طالب في اليمن حُرِموا من مواصلة التعليم في عام ٢٠١٧. وذلك نتيجة لإضراب المعلمين الذين يطالبون بمرتباتهم التي لم تدفع منذ أكثر من عام.
وبلغ عدد الطلاب الذين لم يحضروا المدارس في عام ٢٠١٥ بلغ ٢،٩ مليون طالب، في حين أن ١،٨ مليون طالب تسربوا من المدارس لأسباب اقتصادية واجتماعية مختلفة. وأضاف التقرير أن آلاف الطلاب مهددون بالتسرب من الدراسة في حال لم يحصلوا على المساعدة، مما يعني أن ٧٨٪ من الأطفال في سن الدراسة لن يتمكنوا من الالتحاق بالمدرسة في السنوات القادمة في بلد يحتل المرتبة الثانية للأمية العالمية وفقا لدراسة أجرتها اليونسكو في عام ٢٠١٥. وحسب تقديرات الأمم المتحدة بلغ عدد المدارس المغلقة بسبب تضررها كلياً وجزئياً بشكل مباشر أكثر او استضافتها للنازحين أكثر من 1100 مدرسة.
أسوأ أزمة
تصف التقارير ما يتعرض له التعليم في اليمن بالأسوأ في تاريخه حيث دُمرت الكثير من المدارس كليا أو جزئيا منذ بداية الصراع نتيجة للاشتباكات بين الحوثيين والمقاومة الشعبية من جهة، ومع اتخاذ الحوثيين للمدارس ثكنات عسكرية ما عرضها للقصف من التحالف العربي بقيادة السعودية. أما المدارس التي لم تدمر، فقد تحولت إلى ثكنات عسكرية للحوثيين أو ملاجئ للنازحين من صعدة في الشمال وتعز في الوسط وغيرهما من المحافظات.
وقال وزير التربية والتعليم اليمني في الحكومة اليمنية الدكتور عبد الله لملس إن عدد المدارس التي تضررت كليا أو جزئيا من الانقلاب تجاوز 1700 مدرسة، وأضاف أنها تحتاج إلى أكثر من 50 مليون دولار لإعادة إعمارها، وتجاوزت نسبة المدارس التي تم إعادة تأهيلها في المحافظات المحررة 60 ٪ من إجمالي عدد المدارس التي بحاجة إلى إعادة تأهيل.
مدارس تعز
كانت محافظة تعز اليمنية، أكثر المدن التي تضرر فيها التعليم فقد كشف تقرير صادر عن مركز الدراسات والإعلام التربوي في محافظة تعز عن غلق 1400 مدرسة جراء الحرب وانقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية منذ سبتمبر عام 2014.
التقرير أشار إلى أن 78% من المدارس المغلقة متضررة بشكل جزئي أو كلي و22% محتلة عسكرياً أو تستخدم لإيواء نازحين، وأن هذه المشكلة أدت إلى تراجع نسبة الالتحاق بالتعليم بنسبة كبيرة مقارنة بالعام العام 2016 ما ساهم في زيادة عدد الأطفال خارج المدرسة.
التقرير أكد أن عدد الأطفال خارج المدرسة منذ بداية الحرب حتى الآن يصل إلى مليون و400 طفل في سن التعليم العام، إضافة إلى مليون و700 طفل قبل الحرب، ما تسبب في ارتفاع عدد الأطفال خارج المدرسة إلى 3 ملايين و100 ألف طفل، فيما بلغت حوادث الاعتداء على المدارس أثناء الدوام المدرسي منذ بداية الحرب 32 حادثة اعتداء على مدراس في مختلف محافظات الجمهورية. وسجل التقرير 16حادثة قتل لأطفال وهم في طريقهم من وإلى المدرسة من قبل ميليشيات الحوثي وصالح.
أفكار طائفية
وأشار إلى أنه لم يعد نشر الأفكار الطائفية في أوساط الطلبة يقتصر على الأنشطة الصيفية الموجهة بل تعدى الأمر إلى إقدام الحوثيين على تعديل المناهج المدرسية على أساس طائفي، ويصاحب ذلك فتح مراكز تعليم طائفي في المساجد ومراكز صيفية في المدارس للغرض ذاته، إضافة إلى حالة التعبئة العامة و الشحن الطائفي عبر وسائل الإعلام ما يجعل المدرسة مكاناً للتعبئة الطائفية.
وقال المركز في تقريره:” إن نسبة النزوح المرتفعة في صفوف الطلبة التي تزيد على 19% من إجمالي الطلبة البالغ عددهم 6 ملايين طالب وطالبة تمثل وأحداً من أبرز المخاطر المهددة بحرمانهم من مواصلة تعليمهم، وهناك واحد من كل اثنين من الأطفال النازحين لم يتلق أي تعليم رغم بقاء الكثير منهم مقيدين في سجلات المدرسة”.
وأضاف:” إن توقف مرتبات 70% من المعلمين منذ 10 أشهر أثرت بشكل مباشر على العملية التعليمية حيث تلقى ما يقارب 4 ملايين ونصف المليون طفل فقط نصف الساعات الدراسية التي حصل عليها زملاؤهم في المحافظات الخاضعة للحكومة الشرعية”.
تعديلات طائفية
أدخل الحوثيون تعديلات على المناهج التعليمية تضمنت أفكارا طائفية، وتم طباعة تلك الكتب المحرفة بدعم من المنظمات العالمية في مجال التعليم وتحديدا برنامج الشراكة العالمية التي تشرف عليه منظمة (اليونيسيف)، حيث مولت المنظمة مطبعة الكتاب في صنعاء بألف طن من الورق ومستلزماتها، مع أن اتفاق الحكومة مع المنظمة، قد نص على طباعة الكتب دون إجراء أي تعديلات، وقد استدعت الحكومة «اليونيسيف» واحتجت على تمويلها للانقلابيين الذين دسوا أفكارهم الطائفية الظلامية في الكتب الدراسية، وأبلغتها أن هذا العمل غير مقبول وطالبتها باتخاذ موقف حازم.
إتلاف المناهج
في سبتمبر 2017م أعلنت الحكومة اليمنية أنها اتلفت المناهج التي تم تحريفها من قبل الحوثيين قبل وصولها إلى مدارس بعض المحافظات اليمنية، وقال وزير التربية والتعليم عبد الله لملس، قوله: “الوزارة حرصت على بقاء المناهج الدراسية القديمة، وإتلاف كل المناهج التي استحدثها الحوثيون في المناطق المحررة”…”واعتمدنا لهذا العام الكتب المطبوعة عام 2014 للتدريس في جميع المدارس، وسنستمر في طباعتها بمطابع الكتاب المدرسي”.
وفيما يخص التعديلات التي أدخلها الحوثيون قال لملس: “التغييرات استهدفت مواد مرتبطة بالجوانب العقدية، كاللغة العربية، والقرآن الكريم، ومواد التربية الإسلامية، والتربية الاجتماعية، فيما لم تشهد المواد العلمية أي تغيير ولا تطوير”.
وتابع، “الأهداف التي يرغب الحوثيون في بلوغها من خلال تعديل المناهج الدراسية، تنحصر في توجيه الطلاب نحو فكر عقائدي، واستحداث فكر منغلق محارب للانفتاح لدى الطلاب، وتصوير الجماعة وكأنها صاحبة بطولات وجولات في الدفاع عن الوطن”.
التعليم الجامعي
هناك عدد قليل من الجامعات التي لحق الدمار بمبانيها. وأظهرت دراسة أجراها محمد الصوفي، أستاذ التربية في جامعة صنعاء، أن 12 مبنى جامعي حكومي قد تعرض للدمار بشكل تام، كما تعرض 25 مبنى جامعي آخر للدمار الجزئي. ويظهر شريط مقطع فيديو نشره أحد الصحافيين على موقع يوتيوب دمار جامعة تعز ومكتب العميد الذي كان يستخدم كوكر للقناصين الحوثيين.
المراجع:
1- التعليم في اليمن بعد أكثر من عام على الصراع. البنك الدولي. اطلع عليه بتارخي 2018/4/10م. 2- التعليم العالي في اليمن فوضى ويأس. الفنار للإعلام. اطلع عليه بتاريخ 2018/4/11م. 3- التعليم في اليمن ضحية تجار الحروب. المدنية. اطلع عليه بتاريخ 2018/4/9م. 5- حوار مع وزير التربية اليمني. الشرق الأوسط. اطلع عليه بتاريخ 2018/4/10م. 6- اتلاف مناهج حرفها الحوثيون. روسيا اليوم. اطلع عليه بتاريخ 2018/4/12م.