أكتوبر 20, 2017
اخر تعديل : نوفمبر 24, 2018

الجنبية اليمنية

الجنبية اليمنية
بواسطة : Editors of Al Moheet
Share

الجنبية هي نوع من الخناجر العربية، يطلق هذا الوصف عادةً في وصف الخناجر التي تربط بحزام حول الخاصرة، يتوسط غمد من الخشب، يسمى “عسيب”، وتستخدم الجنابي في اليمن وعمان وجنوب السعودية كزينة للملابس. وصناعة الجنبية هي إحدى الحرف التقليدية التي يكثر انتشارها في اليمن وجنوب السعودية والحجاز وعمان. ولكنها أكثر ارتباطاً بالزي اليمني، ويبدو انها عريقة جداً في هذا البلد، إذ تظهر اللوحات والرسوم التي تركها اليمنيون القدامى من مملكة سبأ و مملكة حمير، تظهر الملوك أو الأشخاص وهم يرتدون الجنبية. مما يدل على أنها عريقة وأصيلة في اليمن.

وللجنبية وظائف مثلها مثل السيف وغيره من السلاح الأبيض، ولكنها تتميز بكونها خنجر صغير ومقدور على حمله، وفي مجتمع زراعي مثل اليمن، يبدو أن الجنبية كانت مناسبةً جداً كسلاح للفلاحين، يستعينون به في بعض أعمالهم، ويتوسلونه لدرء الأخطار التي يمكن أن تواجههم وهم يعملون في الحقول، كالحيوانات أو الثعابين، ولكنها ارتقت لتؤدي غرض الزينة، بل أصبحت جزءاً من شخصية الإنسان، ودليل على مكانته.

والجنبية عبارة عن آلة حادة تثبت على مقبض خاص وهي من أقدم الأسلحة التي استخدمها الإنسان، منذ عصوره الأولى، في الدفاع عن نفسه فهي من الأسلحة الصغيرة التي تستخدم في المواجهات فكان الشخص يحمل الجنبية على خصره أو تحت ثيابه. وتشكل الجنابي الإسلامية مجموعة كبيرة، متنوعة في أشكالها وتطرزها وزخارفها. ومنها مجموعة كبيرة تحتفظ بها المتاحف العالمية المختلفة.

مكونات الجنبية

تتكون الجنبية من:

الرأس

يسمى رأس الجنبية (المقبض) وهو الجزء الذي تتوقف عليه قيمة الجنبية فهو بذلك أهم أجزائها. والجنبية والخنجر من السلاح الأبيض، إلا أن الخنجر يتميز بمقبضه الفضي، أماالجنبية فيصنع رأسها من قرون وحيد القرن وقرون الوعل وسن الفيل أومن المواد البلاستيكية والخشب. هناك العديد من التسميات لـ أنواع الرؤوس (المقبض)

  • الصيفاني (الزراف) ويتراوح عمر الجنبية التي تحمل رأس صيفاني بين 400 عام و1500 عام وهي لا تقدر بثمن وسمي صيفاني لشدة صفائه ورونقه ويسمى أيضاً القلب لأنه يؤخذ من لب قرن وحيد القرن ويميل لونه إلى الاصفرار المشوب بحمرة خفيفة وهو شفاف نوع ما وهو أغلى الرؤوس فقد يصل سعره إلى مبالغ خيالية. ومع مرور الوقت وكثرة اللمس والاستخدام للمقبض الصيفاني يكتسب جمالا وقيمة لان اللمس يضفي عليه المزيد من البهاء والنعومة إذ يتغير لونه من قاتم إلى فاتح إلى شفاف كالزجاج. وأيضا من أسباب ارتفاع ثمن هذا النوع في الآونة الأخيرة قرار منظمة حماية حقوق الحيوان الذي قضى بمنع استيراد قرون وحيد القرن خوفاً عليه من الانقراض.
  • الأسعدي وهو في الدرجة الثانية, وقيل بأنه يرجع إلى أحد ملوك اليمن القدماء وهو الحاكم أسعد الكامل
  • العاجي المصنوع من عاج سن الفيل وهو في الدرجة الثالثة ويأتي من الهند ولونه أبيض والبعض منه يميل إلى الاصفرار الخفيف وثمنه مرتفع إلى حد ما.
  • الكرك ويصنع من قرون البقر وهو اقل الرؤس ثمنا.
  • البلاستك والفيبر والخشب وهو الأقل في السعر.

النصلة (السلة)

وهي عبارة عن قطعة معدنية حديدية بالغة الحدة (كالموسى أو أشد) في كلا الوجهين وفي وسطها خط مجوف إلى الأعلى يسمى العاير أو المعيرة. وهذا العاير يسمح بدخول الهواء في جرح المطعون بالجنبية ويؤدي إلى إصابة الجرح بالتسمم. ومن أهم أنواع النصال (السلال) الحضرمي والينز والعدني والزنك والمْبرد والهندوان والبتار وأفضلها الحضرمي والهندوان.

العسيب

وهو الجزء الخشبي الذي توضع بداخله الجنبية (الغمد) وعادة ما يصنع من الخشب الخفيف مثل خشب البرقوق أو العنبرود أو العشار أو الثالوث، فيتم نحته وتجهيزه ثم تغليفه “بالجلد” وخيوط الخيزران أو يتم تغليفه بالزنك المطعم بالذهب والفضة والنقوش. والأغمدة نوعان: الحاشدي وهو أكثر انتشارا حيث يتميز بصغر زاوية انحناء مؤخرة الغمد وشكله يشبه حرف اللام وهو الأكثر استخداما في الوقت الحالي، البكيلي وهو على شكل حرف الراء وهو يشبه غمد السيف.

الحزام

الذي يثبت فيه العسيب (غمد الجنبية) في منتصفة. وبواسطة هذا الحزام يستطيع الرجل ارتداء الجنبية بتثبيتها أسفل بطنه حيث يتم لف الحزام على الخصر. وصناعة العسوب والأحزمة الخاصة بالجنابي لها طابعها الخاص وفنونها المتميزة، ويتم تطريز الأحزمة بواسطة “الخيوط”. والتطريز الجيد هو الذي يتم يدويا فيأخذ عدة ألوان ورسومات متناسقة وجميلة. وهناك أنوع من هذه الأحزمة.