
الحسنُ بنُ عليِّ بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف، سيِّدُ شباب أهل الجنة، يكنى أبو محمد وهو خامس الخلفاء الراشدين، أمةُ فاطمة بنتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رُوِيت أحاديث عديدة تدل على فضله وتعلق الرسول الكريم به وبأخيه الحسين، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله: (هما ريحانتاي من الدنيا) يعني الحسن والحسين رضي الله عنهما. وعن أبي سعيدٍ الخدري قال: قال رسول الله : (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة). وقد روى الحسنُ بن عليٍّ عن جده محمد صلى الله عليه وسلم ، وعن أبيه وأمِّه.
نشأة الحسن
ولد الحسن في رمضان في النصف منه من السنة الثالثة للهجرة، على الأرجح، ورجح الذهبي أنه ولد في شعبان من السنة الثالثة للهجرة، وعق عنه جده المصطفى بكبش، وأرد أبوه أن يسميه حرباً، لكن الرسول سماه الحسن، وهو الولد الأول لعلي وفاطمة الزهراء وقد تربى سبع سنين مع النبي وشارك في بيعة الرضوان، وحضر مع المباهلة مع نصارى نجران.
لم يكن للحسن دور فيما دارت في تلك الآونة من حوادث وأحداث في خلافة أبو بكر الصديق أو عمر بن الخطاب. وفي الفتنة التي أدت إلى مقتل الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، أوَكَل والده إليه وشقيقه مهمة حراسة الخليفة، وأدّيا تلك المهمة قدر جهدهما، ولم يغادرا منزله إلا بعد أن تمكّن المتمردون من قتله.
ميدان السياسة
دخل الحسن ميدان الحياة السياسية بعد انتخاب والده خليفةً للمسلمين، فأرسله والده رسولاً من لدنه إلى الكوفة، يستحث أهلها على مناصرة الخليفة، وشارك وشقيقه في معركة الجمل وصفين والنهروان، إلا أن والده لم يأذن لهما بمباشرة القتال. غَسّل والده وكَفّنه بعد مقتله على يد عبد الرحمن بن ملجم، وصلّى عليه، ثم قَتَلَ الجاني.
خلافته
بايعه الناس خليفةً سنة (40هـ/660م)، وأرسل إلى معاوية بن أبي سفيان للمبايعة والدخول مع الجماعة، لكنه رفض ذلك، فلم يجد أمامه من سبيل غير القتال، فحرك جيشا قوامه خمسة عشر ألف مقاتل، وقصد العراق، وأوصى: «إذا لقيت معاوية فلا تقاتله حتى يقاتلك وإن فعل فقاتله فإن أُصبت فقيس على الناس، وإن أُصيب قيس، فسعيد على الناس».
وبعد أن كان الحسين قد اقترب من لقاء معاوية، توقف في ساباط، وهناك نادى الصلاة جامعة وخطب في قواته فقال « قد رأيت أن أعمد إلى المدينة فأنزلها وأخلى بين معاوية وبين هذا الأمر (أى أمر الحكم) فقد طالت الفتنة وسفكت فيها الدماء وقطعت فيها الأرحام وقطعت السبل وعطلت الثغور، يا أيها الناس إنى كنت أكره الناس لأول هذا الأمر وأنا أصلح آخره، إنى جدت بحقى لصلاح أمة محمد صلى الله عليه وسلم»
وكان تنازله بعد أن تأكد من موقف من هم معه، وهناك اتخذ قرار مصالحة معاوية بعد ما رأى من اختلاف آراء الصحابة وجميع من معه، فقد كان جيشه خليط من أنصار والده وآخرون من الخوراج، فراسل معاوية في ذلك واتفقا على مبايعة معاوية وتنازل الحسن، شريطة أن يكون الأمر للحسن بعد معاوية، وتمت المصالحة واجتمع الناس على مبايعة معاوية وسمي ذلك العام عام الجماعة.
وفاة الحسن بن علي
توفي الحسن بن علي بن أبي طالب في مارس 670م ودفن بالبقيع في المدينة المنورة.
المراجع :
1- بيعة علي ومعاوية والحسن رضي الله عنهم. اسلام ويب. روجع بتاريخ 19 مايو 2020م. 2- خلافة الحسن و تنازله عن الخلافة. اسلام ويب. روجع بتاريخ 19 مايو 2020م. 3- تنازل الحسن عن الحكم. عمرو عطية. روجع بتاريخ 19 مايو 2020م. 4- الحسن بن علي. الموسوعة العربية. روجع بتاريخ 27 مايو 2020.