
الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم هو سبط النبي محمد، لقبه بسيد شباب أهل الجنه، ويكنى أبو عبد الله، وأمه فاطمة الزهراء بنت رسول الله (ص).
مولد الحسين
ولد بالمدينة في الثالث من شعبان بتاريخ (8 يناير سنة 626م)، في سنة ثلاث أو أربع من الهجرة وكانت مدة حمله ستة أشهر. عند مولده أذَّن الرسول بأذنه اليمنى، وأقام في اليسرى وسمَّاه النبي حسيناً وعق عنه بكبش ونشأ وترعرع وأحيط طفلاً برعاية كبيرة من النبي محمد و هو الذي يتولى تربيته ورعايته. وكان شبيه رسول الله خلقا، وعرف بالزهد وكان كثير الصوم والصلاة، كريما متصدقا، ويجالس المساكين، حجَّ خمساً وعشرين حجة ماشياً.
حياة الحسين بن علي
كانت حياة الإمام الحسين حياة جهاد وعبادة، كان عوناً لأبيه ثم أخيه الحسن في بيعته بالخلافة في رمضان (40هـ/661م) بعد استشهاد أمير المؤمنين علي[ر] بيومين. وقد بايعه أهل الكوفة عليها، بيد أنهم لم يلبثوا أن انفضوا عنه، فعقد الحسن صلحاً مع معاوية في جمادى الأولى سنة (41هـ/661م) ونزل عن الخلافة بشروط خاصة أبرزها أن يكون الأمر شورى بعد وفاته. ولم ير الحسين رأي أخيه وظل معترضاً على النزول عن الخلافة، وإن سكت فدرءاً لفتنة قد تنشب بين المسلمين. وأطلق على ذلك العام عام الجماعة.
استمر الحسين بعد وفاة الحسن بالعهد مع معاوية وبعد عرض معاوية المبايعة لإبنه يزيد اختلف المسلمين في مبايعة معاوية، ورفض الكثير مبايعته ومنهم الحسين بن علي. لكن معاوية لم يفرض عليهم البيعة. وبعد وفاة معاوية بويع يزيد بالخلافة في رجب سنة (60هـ/679م). فكتب الخليفة الجديد إلى عامله على المدينة الوليد بن عقبة أن «يأخذ الحسين وعبد الله بن الزبير بالبيعة أخذاً شديداً ليست فيه رخصة حتى يبايعا». لكن الحسين بن علي رحل عن المدينة دون أن يبايع يزيد بالخلافة، واتجه إلى مكة المكرمة في جماعة من أصحابه وأهله وكان سبب رفض الحسين للبيعة عدم رغبته بأن تتحول الخلافة إلى حكم وراثي.
خروجه إلى العراق
بعد كثير من المراسلات من أهل الكوفة في العراق أرسل مسلم بن عقيل مندوبا عنه، وعندما وصل هناك مسلم نصح الحسين بأن يتجه إلى الكوفة بعد أخذ المبايعة. وقد حاول أخوه محمد بن الحنفية وعبد الله بن عباس وغيرهما أن يثنوه عن عزمه فما أفلحوا، وكانت حجة الحسين أن مسلماً أبلغه أن عدد الذين بايعوه من أهل الكوفة قد بلغ ثمانية عشر ألف رجل كلهم لا رأي لهم في آل أبي سفيان.
وفي الثامن من ذي الحجة سنة 60هـ خرج الحسين من مكة إلى الكوفة في ثلاثين فارساً وأربعين رجلاً وفي رواية تسعين نفسا جلهم من النساء والأطفال، وفي الطريق جاءه خبر مقتل ابن عمه مسلم كما توالت إليه أخبار انفضاض الكوفيين من حوله، والشدة والبطش اللذين يأخذ بهما ابن زياد الكوفيين، وهمَّ بالعودة ولكن أخوة مسلم بن عقيل أبوا إلا المضي إلى الكوفة.
وكان عبيد الله بن زيد قدر أرسل الحر بن يزيد التميمي إلى كربلاء التي وصلها الحسين، ليمنع الحسين من التقدم أكثر من ذلك، وفي اليوم التالي من نزولهم كربلاء وصل مدد جديد للحر عدته أربعة آلاف فارس على رأسهم عمر بن سعد بن أبي وقاص لاعتراض الحسين وأصحابه. وحدثت مفاوضات بين الحسين بن علي عمر بن سعد بن أبي وقاص تتخلص: تتلخص إما بالعودة من حيث أتى أو الذهاب إلى يزيد أو اللحاق بالثغور ما لم يعمد الحسين إلى مبايعة يزيد أولاً، عند ذلك وجد الحسين أن لا خيار له سوى القتال، وأسفرت الموقعة عن قتل جميع رجال الحسين وعددها (82).
مقتل الحسين
قاتل الحسين قتال الأبطال حتى استشهد يوم العاشر من محرم سنة (61) من الهجرة يوم الجمعة، في مكان اسمه الطف، في مواجه رجال يزيد بن معاوية حيث قتل معه (82) رجلاً، ووجد بالحسين بعد مقتله ثلاث وثلاثون طعنة، وأربع وثلاثون ضربة.
وأرسل رأس الحسين إلى عبيد الله بن زياد، وأمر عمر بن سعد بحمل نسائه وأخواته وبناته وجواريه في المحامل المستورة على الإبل، وأرسل عبيد الله رأس الحسين ورؤوس أصحابه إلى الخليفة، كما أرسل نساءه وعلياً الأصغر الملقب بزين العابدين، وهو الوحيد الذي نجا من أولاد الحسين إذ كان مريضاً تحمله عمته زينب بنت علي في حضنها وتحميه بنفسها إلى الخليفة يزيد بدمشق.
المراجع:
1- مقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما. اسلام ويب. روجع بتاريخ 19 مايو 2020م. 2- المشجر المبسط في انساب الحسن والحسين. علي بن إبراهيم فودة. روجع بتاريخ 19 مايو 2020م. 3- الحسين بن علي. الموسوعة العربية. روجع بتاريخ 27 مايو 2020.