
الرقية الشرعية، يقصد بها قراءة الآيات القرآنية أو الأدعية الشرعية مع النفث على الموضع الذي يتألم منه الجسد (أو على المريض المراد رقيته). وتعتبر من أساليب العلاج الشائعة في العالم العربي والإسلامي.
وردت نصوص شرعية تدل على ثبوتها في الإسلام، ويُفضل أن يرقي الإنسان نفسه لما ثبت بأن النبي محمد صلى الله علية وسلم كان يرقي نفسه، منع الشرع اعتبار الرقية كمهنة يمتهن بها ممن يظن أنه من ذوي الصلاح والرشد فيقوم بقراءة الآيات والادعية على المرضى مقابل أجرٍ مادي نظير عمله، وهذا الأمر مُحرم في الإسلام لما فيه من خداع للناس واستغلال حاجتهم والأضرار المُتسببة لذلك.
ضوابط الرقية الشرعية
-
لا يوجد في الرقية شرك، فيجب أن تكون الرقية من القرآن، أوالسنة النبوية، أو باسماء الله الحسنى وصفاته.
-
أن لا يكون في الرقية سحر.
-
يجب أن تكون الرقية من قبل أهل العلم وأهل التقوى والصلاح، ولا تقبل من الكهنة والعرافين حتى لو كانت رقيّة شرعية.
-
ومن المستحسن أن يرقي الإنسان نفسه بنفسه، حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم يرقي نفسه بنفسه في كل ليلة.
-
يشترط أن تكون الرقية بعبارات ومعانٍ مفهومة، فإن لم يعقل الإنسان معناها ولم يفهم محتواها لم يؤمن خلوّها من الشرك والكفر المبطّن.
-
أن لا يكون الراقي في هيئة محرمة، مثلاً أن يكون جنباً، أو أن تكون الرقية في مقبرة، أو في حمام، أو حال كتابته للطلاسم، أو حال نظره في النجوم، أو يتلطخ بالدماء، أو النجاسات.
-
يشترط أن تخلو الرقية من الألفاظ المحرمة، كالسبّ واللعن. يجب أن يؤمن الراقي بأنّ العلاج والشفاء ودفع المكروه يأتي من الله وحده، وتوفيقه فيجب الإخلاص لله وصدق التعامل مع الكتاب والسنة.
أقسام الرقية الشرعية
توقيفية: يكون في هذه الرقية ألفاظ معيّنة ومعلومة، كما يكون فيها أوقات وهيئات محدّدة، ولا يجوز التعديل عليها وتبديلها.
اجتهادية بالضوابط: ويستحسن عرضها على العلماء الأجلاء لكي يجوزوها، أو يعطوا الحرمة والتوقّف عنها، ليقطعوا لشبهات ومداخل الشيطان.
مشروعيتها
يستدل أهل العلم على مشروعية الرقية بآيات من القرآن الكريم “وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا” (سورة الإسراء، الآية 82). ومن السنة النبوية رقى رسول الله نفسه:
وعن عائشة رضي الله عنها أن الرسول -صلى الله عليه وسلم -كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة، جمع كفيه ثم نفث فيهما وقرأ: قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، ثم يمسح ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات.
الرقية للعين و الحسد
يعتقد بأن الرقية الشرعية علاجاً فعالاً ومفيداً للعين والحسد حيث تساعد المريض في عودته إلى حالته الطبيعية والشفاء من كل الأمراض الناتجة عن العين والحسد مثل: آلآم الرّأس، الشّعور ببرودة شديدة في الأيدي، اصفرار الوجه، النّعاس والرّغبة في النّوم و غيرها من الأمراض. قد وردت نصوص شرعية تدل على أن النبي محمد –صلى الله عليه وسلم- أمر بها ففي صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: ( أمرني النبي – صلى الله عليه وسلم – ، أو أمر أن نسترقي من العين) صحيح البخاري.