أكتوبر 24, 2017
اخر تعديل : نوفمبر 21, 2017

الزامل.. فن القبائل اليمنية

الزامل.. فن القبائل اليمنية
Share

الزامل، فن شعري شعبي ينشد جماعياً في اليمن، وينظم في المناسبات المختلفة، وعادةً ما يمثل ما يشبه البيان تعبيراً عن حال أو موقف ناظمه، أو من يمثلهم، كالقبيلة على سبيل المثال.

والزامل نوع من الرجز الشعري، يلجأ إليه أبناء القبائل، عندما يكونون في حالة خصام أو حرب، فيقف قائدهم – وهو في الغالب يجيد نظم الزوامل- أو أي شخص منهم فيرتجز بضعة أبيات بلهجته العامية، فيتلقفها القوم وينغمونها بأصواتهم، ثم ينشدونها جميعاً لإثارة الحماس وتحفيز الهمم.

وكذلك إذا أرادت جماعة من الناس أو قبيلة من القبائل أن تحقق لها مطلباً من مسؤول أو حاكم أو قبيلة أخرى فإنها توفد زمرة منها تمثلها، ولحظة وصولهم ينشدون الزامل الذي قد وضعوا فيه مطلبهم وأوجزوا فيه غرضهم،  ويكون الزامل عادة باللغة العامية وتتفاوت القطعة منه ما بين اثنين وثمانية أبيات وهو موجود بصورته هذه في المناطق الشمالية، للبلاد فحسب أما في حضرموت فالزامل رقصة حربية و لديهم لون مشابه يسمى بالشيلة “.

والزامل كجنس أدبي  “فنٌ خاص من فنون اليمن وقبائله وبعض القبائل الأخرى في جزيرة العرب، بمعنى أنه لا يشمل كل القبائل العربية، وهو بقبائل الأرياف والبوادي أقرب، وهي  القبائل التي يطلق عليها النسابون القبائل الكهلانية والقضاعية، أما قبائل حمير والقبائل العدنانية –حسب الباحثين- فلا تميل إلى هذا الفن كثيراً، بالرغم مما ذكره المؤرخون من أن هُذَيْلاً وثَقِيفاً، وهما قبيلتان عدنانيتان، كانتا تزوملان ولكن بندرة، كما يندر نظم الزامل لدى قبائل مغارب اليمن الحميرية، وقبائل الجذم العدنانية في شمال الجزيرة العربية”.

أنواع الزامل

قسّم الدارسون القبائل اليمنية الزمّالة إلى أربعة مجموعات

المجموعة الأولى

تشمل مناطق البيضاء والعوالق ومرخة ودثينة والعواذل ومنطقة الواحدي، والمناطق المجاورة لها، وأغلبية زواملها على الرجز والسريع، ولهم ولع كبير بالزامل، وينّظمون تفاعلات كبيرة تشترك فيها عدة قبائل في المناسبات.

المجموعة الثانية

وتشمَل قبائل مراد وبيْحان والمصعبين وقيفة والحدأ، وحريب ورداع وخولان ومشارق عنس والعواض وكومان. وتشتهر زواملها بالجودة والتنوع، وتفَصّح لهجاتهم، واستخدام الزامل في أغلب المناسبات ولكن بصورة أقل.

المجموعة الثالثة

وتضمّ هذه المجموعة القبائل المحاذية للصحراء كقبائل غرْب حضرموت من نهد وبالعبيد والكرْب والصيّعَر، وقبيلة بلحارث وعبيدة، وجهْم من خولان، والجدعان من نهم، بني يوسف من مراد، وقبيلة آل ربيع من المناصير وقبائل دهم ووائلة ويام، وبعض قبائل قحطان السراة، وقبائل الدواسر. وتتجانس لهجات هذه المجموعة مفردةً وتعبيراً ولحناً وعروضاً إذ يميلون الى البحور الرزينة التي تتناسب وحركة الهجن والخيل، كالرّمَل والمديد والمتدارك والكامل والرجز.

المجموعة الرابعة

وتشمَل قبائل مثل سنحان وبني مطر وبني بهلول وبني حٍشيش وهمدان وبني الحارث وبلاد الروس وآنس، والمنار، ومغرب عنس، والكحصة – عتمة – وريمة والحيمتين، وقبائل المناطق الوسطى كـ «خُبان» و»السدَّة» و»القفر»، وأرحب، وبعض جهات صعدة وحاشد ومن حولهم.. وبالرغم من شيوع الزامل على عدة بحور وألحان، إلا أن الاهتمام لدى بعض هذه القبائل بالزامل ليس كبيراً كالمجموعات السابقة.

أغراض الزامل

تتعدد أغراض الزامل بتعدد وسائل الحياة وأحداثها وتقلباتها، فتجده حاضراً في السلم والحرب، وفي طوارق الأحداث والفواجع المحمولة على الصُدفة، وفي المناسبات، والاستقبال، والوداع، والمفاخرة. كما تجده منبراً حُراً مُعبّراً ومعززاً للقيم النبيلة السامية في التعايش، وفي نجدة الملهوف، والانتصار للمظلوم. وأداة لتدوين الحوادث الزمنية العابرة، ومجريات الصراعات القبلية.

الفخر والتسامي 

هذا الغرض أكثر شيوعاً وتناولاً، إذ تتفاخر القبائل بتاريخها وحضورها وجاهها وبأبنائها، ويكون الزامل هو منبر للمساجلات والتفاخر بين زمَّالي القبائل التي تشتهر بالزوامل .

الزامل السياسي

بحُكْم طبيعة المجتمع اليمني القَبَلي، صبغت ثقافة القبِيِلَة معترك الحياة السياسية والصراعات السلطوية، ليسجّل المؤرخون عبر الأحداث المتعاقبة في تاريخ اليمن السياسي المعاصر، كثيراً من الزوامل التي صارت جزءاً من التاريخ الشفهي والتدويني لمجريات ذلك الصراع، كما كانت ولم تزل منبراً محورياً للتعبير القبلي الجمعي، عن مواقف وتوجهات القبيلة من الحكم والنظام السياسي.

 

المراجع:

1- الزامل أشهر أجناس الأدب الشعبي-الثقافة الشعبية.