أكتوبر 22, 2017
اخر تعديل : يناير 28, 2018

الشيخ جابر رزق

الشيخ جابر رزق
بواسطة : Editors of Al Moheet
Share

جابر أحمد رزق، شاعر مطرب ومنشد تقليدي، ولد عام 1842، له مكانة مرموقة في ميدان الغناء التقليدي اليمني ، حيث تدل إنجازاته الموسيقية على طول باعه في ساحة الإبداع الغنائي ، وفي هذا الصدد يجدر أن نذكر أن هذا الإبداع انتظمته رؤية جمالية أرتكزت على الموروث الغنائي التقليدي . فقد ظل من الناحية الإيقاعية محافظا على الضروب التقليدية اليمنية نفسها كما انه من الناحية النغمية ظل متمسكا بالمنظومة المقامية للغناء التقليدي اليمني نفسها أيضا.

على ان اللافت للنظر أن بعض اعماله تضمنت ضروبآ تقليدية عربية ، كما أن البعض الآخر منها خضعت موازينها لمعالجات خاصة وضعت شيخنا في صف متقدم جدآ في الميدان الإبداعي . ويبدو انه من المناسب تعقب الخطوات التي جعلت من هذا الفنان مبدعآ على النحو الذي ذكرت.

الغناء

 وفي هذا المجال فقد ذكر المرحوم عبدالله الرديني في مقدمته التحقيقية لديوان الشيخ جابر رزق ( زهر البستان في مخترع الغريب من الألحان ) ، ذكر بأن شيخنا كان كثير التنقل بين قرية القابل بوادي ضهْر ( مسقط رأسه) ، وذلك لمزاولة الغناء . كان هذا قبل الإحتلال التركي لصنعآء عام 1289هــ – 1872 م، مما يدل على أن موهبة الشيخ جابر رزق جاءت في سن مبكرة ، ويشير الأستاذ الرديني إلى أن جابر رزق كان يمارس الإنشاد ، بمصاحبة آلة القنبوس اليمنية . على أن أسرته لم تكن راضية عن إستخدام جابر لآلة القنبوس لأسباب تتعلق بالتعصب الديني المذهبي في ذلك الوقت.

 وعلى هذا يكون تعلم الشيخ لهذه الآلة مغامرة كبيرة لايبررها إلا حبه لفن الموسيقى . وبعد الإحتلال التركي لصنعآء تزايد نشاط فناننا ، خاصة أن الأتراك أشاعوا حالة من التسامح الديني تجاه الموسيقى . على ان الجدير ذكره هو أن الشيخ جابر ظل فقط مرددآ للموشحات اليمنية شأنه شأن انداده ممن كانوا يزاولون الغناء كالشيخ سعد عبدالله على سبيل المثال . ولم يشق طريقه الخاص إلا بعد إنتقاله إلى الحديدة التي وصل إليها ، وقد تجمعت في وجدانه أهم العناصر اللازمة لإنتاج فني جديد.

الإنشاد

ويبدو ان ماكان ينقصه ــ حتى تلك اللحظة ــ هو توفر الشحنة الإنفعالية المحركة لعملية الإبداع ، وهو الأمر الذي تأمن اثناء اللقاء المدهش بينه وبين العلامة عبدالباري الأهدل الصغير، وفي هذا اللقاء توجه العلامة إلى جابر رزق ناصحآ بعدم إستعمال آلة القنبوس والإكتفاء بالإنشاد ، وداعيآ المولى عز وجل أن يكون له معينآ في قرض الشعر ونسج الألحان . ومن هذه الفينة بدأ الشيخ جابر رزق يغوص في عالم الإبداع شعرآ ونغمآ وأداءً.

وتميز إنتاجه بجملة من الخصائص أذكر منها :

ــ محافظته على العناصر الجوهرية في الغناء التقليدي اليمني .

ــ إبتكار موازين إيقاعية جديدة لبعض الموشحات مثل موشح ( ربِّ حُسْنَ المَخْتَم) حيث ابتكر له ميزانآ خاصآ به (8/21) .

ــ استخدم بعض الضروب الايقاعية التقليدية العربية ، مثال ذلك : استخدم ضرب المعمودي الكبير في موشح ( يامالك الملك) .

ضمن بعض اعماله عنصر التكوين المقامي والإيقاعي ، وهو مالم يكن متبعآ ــ في حدود معرفتي ــ في الموشحات اليمنية.

ــ تبنى عنصر التعبير في معالجاته اللحنية لبعض الأعمال ، ويبرز هنا ــ على وجه التحديد ــ موشح ( أقبلت بالرايات ) الذي صور فيه فتح المسلمين لمكة المكرمة.

والشيخ جابر أكد بتلك الاستخدامات صوته الخاص التابع من كيانه الداخلي ، وجسد عمليا مشروعه الإبداعي الذي توطد كحلقة اساسية في سلسلة تاريخ غنائنا التقليدي .ويكفي ان المنشدين اليمنين ــ حتى اليوم ــ مافتئوا يرددون إنتاجه الغنائي الغزير . وما ذلك الا لإدراكهم بأن لأعماله مفعولها الخاص في نفوس اليمنيين. وربما يكون لهذه الأعمال التأثير نفسه على المستوى العربي لو احسن تقديمها كمادة ثقافية يعني فيها بالمحافظة على تفاصيل مضمونها الجمالي.

أعماله

للشيخ جابر أعمال عديدة منها: زهرة البستان في مخترع الغريب من الألحان (ديوان شعر)، مستقطر النبات في الباقيات الصالحات، كنز الامخلصين لسعادة الدارين. الذخيرة الكبرى في مدح أهل البشرى. الفتوحات… في نظم السيرة. سجع حمام القصور في المنظوم والمنثور. قلائد الأبكار في الحميني.

وفاته

توفي الشيخ جابر أحمد رزق في 1905 م.

 

المصادر:

1- الموسوعة اليمنية ، المجلد الثاني  الطبعة الثانية.