
هو ابن المقري إسماعيل بن أبي بكر بن عبد الله بن إبراهيم ابن علي بن عطية بن علي الشاوري الزبيدي اليمني الحسيني الشافعي، يكني أبو محمد ويلقب شرف الدين المعروف بـابن المقري. ولد وتعلم في أبيات حسين، بني شاور، باليمن، شمال غرب شبه الجزيرة العربية
تلقى تعليمه بداية على يد علماء بلده في العلوم الشرعية واللغة ونظم القوافي، وواصل طلب العلم، وسعى لتحصيله على يد كبار علماء عصره، وهاجر إلى الأبواب الأشرفية وهو في حداثة سنه عام (782هـ- 1380م)، لطلب العلم، ودخل مدينة زبيد حاضرة الدولة الرسولية حينها، فاشتغل بطلب الفقه على يد الإمام جمال الدين الريمي، قاضي الأقضية في اليمن، وقرأ العربيه على يد محمد بن زكريا، وعبد اللطيف الشرجي، واستكمل دراسته حتى نال درجة متميزة، مما جعله محل اهتمام معاصريه من العلماء، وهوصاحب كتاب عنوان الشرف الوافي في الفقه والتاريخ والنحو والعروض والقوافي.
اهتم ابن المقري بالفقه دراسة وتدريسا وتحقيقا، وكان بارعا في الفقه، الأدب واللغة والشعر والتأليف والكتابة نظما ونثرا، وله مؤلفات عديدة في الفقه والأدب والشعر واللغة والتاريخ وغيرها، عرف ابن المقري بفقهه وذكائه وإبداعاته، وكانت له مكانة عرف بها عند مدرسيه وتلاميذه ومعاصريه من العلماء والملوك، قال فيه الخزرجي: “كان يتوقد ذكاء”، وقال عنه ابن حجر: عالم البلاد اليمنية، وقال عنه الشوكاني: إن اليمن لم تنجب مثله.
الدولة الرسولية
كان له مكانة لدى ملوك الدولة الرسولية، فأدناه الملك الأشراف إسماعيل بن العباس وقربه منه، وأسند إليه الأعمال الإدارية والسياسية فولي أمر المحالب، وعُيِّن للسفارة إلى الديار المصرية، ونال من الحظوة لدى الناصر أحمد بعد وفاة والده الأشراف الثاني. ولاه الملك الأشرف إسماعيل ابن عبد الملك الأفضل العباس التدريس في المدرسة النظامية بمدينة زبيد، ثم في المدرسة المجاهدية في تعز. وولي أعمال المحالب، واستمر على ملازمة العلم والتصنيف والإقراء.
إسهامات متعددة
كان لابن المقري اسهامتة المتعددة في مجال التألف المتنوع، قد لا يكون عدد مؤلفاته بالعدد الكثير، إذ الأهمية تكمن في نوعية التأليف، كما أن ابن المقري كان من المساهمين في المجال التربوي، حيث تولى أعمال التدريس، واستفاد منه الكثير، كما أنه أيضا كان يتولى بعض الأعمال التي كانت تسند إليه من قبل ملوك بني رسول الذين عاصرهم وكان لابن المقري اسهامات في التوعية والإرشاد الديني، وتقديم النصح، ويكفي أنه من كبار فقهاء عصره الذين شهد لهم التاريخ بمكانتهم العلمية.
مؤلفاته
من مؤلفاته الإرشاد المسمى: بـإرشاد الغاوي إلى مسالك الحاوي، كتاب التمشية المسمى: بـإخلاص الناوي شرح إرشاد الغاوي إلى مسالك الحاوي، ومن مؤلفاته أيضا رفع الأستار عن دماء الحج والاعتمار، وكتاب شرح الفريدة الجامعة للمعاني الرائعة والأخير ما زال مخطوطا، وكتاب عنوان الشرف الوافي في الفقه والتاريخ والنحو والعروض والقوافي، وكذلك ديوان ابن المقري.
الشرف الوافي
عاش بن المقري في فترة الدولة الرسولية التي تعد أقوى الدول اليمنية في التاريخ الهجري، وكان لحكام بني رسول الاهتمام ببناء القوة المعرفية والإقتصادية والعسكرية، واهتموا بالتعليم والعلماء، وتشجيع الإبداع المعرفي، وقد كان جمال الدين الريمي (شيخ ابن المقري) قدم للملك الأشرف إسماعيل: كتاب التفقيه شرح التنبيه، وقدم مجد الدين الفيروزآبادي كتاب: القاموس المحيط كنوع من الإبداع ونال إعجاب الملك الأشرف وقد عينه قاضي الأقضية، بعد وفاة القاضي جمال الدين، وقام ابن المقري بوضع كتابه عنوان الشرف الوافي، بطريقته الفريدة في التأليف، والأهم من ذلك أنه كان أحد المحققين في الفقه حيث اختصر خلاصة محتوى فقه المذهب الشافعي، في كتاب الإرشاد، ثم شرح هذا المختصر في كتابه التمشية.
أسلوب الكتاب
جمع بن المقري في كتابه خمسة علوم، إذا قُرِئ على حسب سياق السطور فهو علم الفقه، وإذا قُرِئ أوائل السطور عموديا؛ فهو علم العروض، وإذا قُرِئ من آخرها عموديا؛ فهو علم القوافي، وإذا قُرِئ العمود الأول الذي يخترق الصفحة؛ فهو تاريخ الدولة الرسولية، والعمود الثاني علم النحو.
وفاته
توفي ابن المقري في زبيد، يوم الأحد منتهى شهر صفر سنة 837هـ.