نوفمبر 21, 2017
اخر تعديل : نوفمبر 21, 2017

الفقيه سعيد.. الثائر

الفقيه سعيد.. الثائر
بواسطة : Editors of Al Moheet
Share

الفقيه سعيد، هو سعيد بن صالح بن ياسين العنسي المعروف بالهتار أو صاحب الدنوة أو المذحجي فقيه صوفي وسياسي وقائد ثورة يمني. سكن في قرية الدنوة التابعة لإب، ذاع أمره بين الناس بالتقوى، والصلاح، فقصده كثير من أشتات الناس، وصار محلاًّ لأهل الدين ،اعتكف أربعين سنة على الدراسة، والعبادة؛ حتى كثر تابعوه.

ثورة ضد ذي محمد

انتقل إلى اليمن الأسفل في بداية القرن التاسع عشر الميلادي عدد من قبائل ذي محمد من بكيل وأفسدوا فيه فضجت الناس من فسادهم ،أعلن الفقيه سعيد ثورة ضدهم واجتمع عليه الناس في اليمن الأسفل وحاربهم حتى هزمهم وطردهم من الحصون المرتفعة التي كانوا يتحصنون بها فهرب جزء منهم وسجن الآخر وكان ممن سجن النقيب حسين بن سعيد أبوحليقة و النقيب علي بن علي بن سهل الهيال ،واستطاع أن يحكم سيطرته على بقاع اليمن الأسفل بتمامه وامتد سلطانه من مدينة زبيد غربًا، إلى يافع شرقًا، وشمل منطقتي تعز، وإب، وجعل من حصن (الدنوة)، ملاذًا آمنًا له، ومنطلقًا لعسكره.

حكم الفقيه سعيد

أعلن نفسه إمام الشرع المطهر، فعين الولاة على ما تحت يديه من البلاد، وضرب نقد الفضة باسمه، وخُطب له على المنابر ،وسيرت إليه النذور والزكوات من كل أرجاء اليمن الأسفل من نقيل صيد (سمارة) شمالا حتى عدن جنوبا .

بعد استقرار حكمه في اليمن الأسفل لسنوات، طمح الفقيه بمد نفوذه في اليمن الأعلى زيدي المذهب ،وقد شجعه على هذا وقوف بعض رؤساء بلاد يريم وما حولها مع دعوته أمثال حسين يحيى عباد صاحب مخلاف ذي رعين و عبدالله بن مثنى فاضل صاحب مخلاف العود والنادرة، فتوجه إلى يريم سنة 1256 هـ ومد نفوذه إليها.

معارك مع الإمامة

خرج الإمام الهادي محمد بن المتوكل من صنعاء لمحاربة الفقيه سعيد في شهر شعبان من نفس العام ،صام رمضان في مدينة ذمار ثم نزل إلى يريم وكاتب الفقيه سعيد.

جمع الفقيه سعيد جيشه الكبير من أبناء اليمن الأسفل ومن سانده من قبائل يريم وعمار ومعهم قبائل من ذي محمد ممن كان قد سجن رؤساءهم إبان بداية ثورته وذلك بعد أن عفى عنهم وضمهم لجيشه، فحاصروا الإمام الهادي في مدينة يريم في شوال وضيقوا عليه الحصار وضاقت على الإمام الحال.

انقلب النقيب حسين بن سعيد أبو حليقة و سانده النقيب علي بن علي بن سهل الهيال على الفقيه سعيد واستطاعوا أسر مقادمة جيش الفقيه وأعلموا الإمام الهادي وطلبوا منه سرعة الهجوم. هجم الإمام الهادي على جيش الفقيه الذي كان حائرا ومشتتا بعد أسر مقادمته وانهزموا رغم كثرة عددهم.

بعد دوران الدائرة على جيش الفقيه، وصل الإمام الهادي مدد من قبائل خولان ونهم والحدا وهمدان وحاول الفقيه سعيد تجميع جيشه من جديد عند نقيل سمارة والتصدي لجيش الإمام الهادي فحدثت في سمارة معركة دامية كانت نتيجتها بداية نهاية ثورة الفقيه وتقهقرها واستمر الهادي في ملاحقة جيش الفقيه حتى اليمن الأسفل.

وفاته

وصل جيش الإمام الهادي محمد بن المتوكل قرية الدنوة مقر الفقيه وأسره فيها ومن ثم انتقل الإمام الهادي لمدينة إب وأمر بالإتيان بالفقيه إليها وعند وصوله أمر بقتله وصلبه في أواخر العام 1256 هـ.