
القصيدة الحميرية، أو قصيدة التيجان، هي إحدى روائع الشعر العربي وملحمة من ملاحم التاريخ اليمني الحميري القحطاني كتبها العلامة والأديب نشوان بن سعيد الحميري وتعد القصيدة من المفاخر اليمنية القحطانية، والتي أودع فيها تاريخ ملوك حمير ونسبهم، وقحطان وشرفهم، والتبابعة وملكهم، وأمجادهم ومفاخرهم، ومعاركهم وفضائلهم، لكنها لم تصل في الكتب إلا ناقصة تقول القصيدة:
القصيدة الحميرية
الأَمرُ جِدُّ وهـو غيـرُ مُـــزاحِ ** فاعمَلْ لنفسِكَ صالحاً ياصــاحِ
كيفَ البقـاءُ معَ اختلافِ طبــائعٍ ** وكُرورِ ليلٍ دائـــــمٍ وصبَاحِ
الدهـــرُ أنصحُ واعظٍ يعِظُ الفتى ** ويزيدُ فوقَ نصيحةِالنُّصّــــاحِ
انُظـرْ بعينيكَ اليقيـنَ ولا تَسـلْ ** يا أيُّها السَّكرانُوهو الصــاحي
تجري بنا الدُّنيا على خَطـرٍ كمـا ** تجري عليـهِ سفينةُالملاّحِ
تجري بنــــا في لُجِّ بحرٍ مـالهُ ** من ساحلٍ أبداً ولاضَحْضَــاحِ
شَغَلَ البـريّةَ عـن عِبـادةِ ربِّهـم ** فِتنٌ على دنياهمُو تَلاحي
ومحبَّةُ الدنيـا التي سلكـتْ بِهـم ** أبداً مع الأرواحِوالأشبـاحِ
كـلُّ البريّةِ شاربٌ كـأس الرّدى ** مِنْ حَتْفِ أنفٍ أو دمٍسَفَّاحِ
لا تبتئسْ للحـــادثاتِ ولا تكُنْ ** بِمسرَّةٍ في الدهرِبالمِفْراحِ
أفـأين هـــودٌ ذُو التُّقى ووصِيُّهُ ** قحطانُ زَرْعُ نُبوَّةٍ وصـلاحِ
أم أين يَعْرُبُ وهــو أوَّل مُعربٍ ** في الناسِ أبدى النطـقَبالإفصاح
أم أين يَشْجُبُ خانهُ مـن ** دهـرهِ شَجَبٌ وحَاه لهُ بقـــدْرٍواحي
وسَبا بنُ يَشْجُبَ وهو أوّلُ من سَبا ** في الغزوِ قِدْماً كــلَّ ذاتِوشاحِ
أو حِمْيرٌ وأخـوهُ كهْـلانُ الـذي ** أودى بحــــادثِ دهرِهالمجتاحِ
وملـوكُ حميرَ ألفُ مَلكٍ أصبحـوا ** في التُّرْبِ رهنَ ضَــرائحٍ وصِفاحِ
آثـارُهم في الأرضِ تُخبرنا بهــم ** والكتْبُ من سِيرٍ تُقَصُّصِحَـاحِ
أنسـابُهم فيها تُنِيرُ وذِكرُهـــم ** في الطِّيبِ مثـــلُا لعنْبرِ النفَّاحِ
ملكـوا المشارقَ والمغاربَ واحتَووا ** ما بين أنقرةٍ ونَجدِ الجــــاحِ
ملكت ثمـودَ وعاداً الأخرى معـا ** منهم كِرامٌ لم تكن بشِحـــاحِ
أيــــن الهَمَيْسَعُ ثم أيمنَ بعدهُ ** وزُهيرُ ملكٍ زاهر ٍوضَّاحِ
في عصـــرهِ هلكتْ ثمودُ بناقةٍ ** لقيتْ بها تَرَحاً من الأتراحِ
وعَريبُ أو قَطَنٌ وجَيْــدانٌ معاً ** أضحوا كأنهمُ نَوَى وضّاحِ
والغَـوثُ غَـوثُ المُرْمِلينَ ووائلٌ ** أو عبدُ شمسٍ ذو الندى الفياحِ
وزُهيــرُ الصَّوَّارِ أو ذو يَقْـدُمٍ ** مُنِيا بدَهرٍ سال بٍطَرّاحِ
أم أين ذو أنسٍ وعمروٌ وابنُه ** المِلطاطُ لُطّ بُمسْحِتٍجَ لاَّحِ
والمُلْكُ بعـــدهمُ إلى شَددٍ بهِ ** عَصفَ الزمانُ كعاصفِالأرياحِ
والحــارثُ الملكُ المسمَّى رائشاً ** إذ راشَ من قحطانَ كلَّجَناحِ
وحَبـاهمُ بغنائـمِ الفُـرْسِ التي ** فاضتْ على الجندي والفلاَّحِ
وغـزا الأعاجمَ فاستباحَ بلادَهمْ ** مَلِكٌ حِماهُ كان غيرَ مُباحِ
ركبَ السفينَ إلى بـلادِ الهندِ في ** لُجَجٍ يسيرُ بها على الألواحِ
وبنى بــــأرضهِمِ مدينةَ راية ** فيها الجُباةُ لعاملٍ جرّاحِ
والتــركُ كانت قد أذلَّتْ فارساً ** لم يُستروا من شرِّهمْ بوجِاحِ
فشَكَــوا إليه ، فزارهُمْ بمقانِبٍ ** فيها صُرَاحٌ ينتمي لصُراحِ
تركـوا سَبايا التركِ فيمـا بينهم ** للبيع تُعْرضُ في يدِ الصيّاحِ
وغَـدا مَنُـوشهرٌ يَمُتُّ بطاعةٍ ** وولايةٍ من مُنْعِمٍ مَنَّاحِ
أو ذو المنَـارِ بنـى المنارَ إذا غزا ** ليدلَّهُ في رَجْعةٍ ومَراحِ
ألقى بمُنقَطعِ العمِــــارة بَرْكَهُ ** في الغربِ يدعو لاتَ حِينَبَ راحِ
والعبدُ ذو الأذعـار إذ ذَعَر الورى ** بوجوهِ قومٍ في السِّباء قباحِ
قـومٌ مـن النسْناسِ مذكورون في ** أقصى الشمالِ شِمال كلِ رياحِ
وأخوهُ إفريقيسُ وارثُ مُلكـــهِ ** حَتْفُ العدوِّ وجابر الممتاحِ
ملكٌ بنـــى في الغربِ إفريقيةً ** نُسبت إليه بأوضح الإيضاحِ
وأحـــل فيهــا قومَه فتملّكوا ** ما حولها من بلدةٍ ونَواحِ
وكــــذلك الهَدْهادُ أيضا عامر ** هُدَّت قواعدُ ملكهِ المنصاحِ
أم أيـــن بِلْقِيسُ المعظَّمُ عرشُها ** أو صرحُها العالي علىالأصراحِ
زارتْ سليمــــانَ النبيَّ بتَدْمُرٍ ** من ماربٍ دِيناً بلا استِنكاحِ
في ألفِ ألفِ مُدَجَّجٍ من قومِهــا ** لم تأتِ في إبلٍ إليه طِلاحِ
جــاءتْ لتُسْلمَ حين جاء كتابُهُ ** بدعائِها مع هُدهُدٍ صدَّاحِ
سجـدتْ لخالقها العظيم وأسلَمتْ ** طَوْعاً وكان سجودُه الِبَراحِ
أو يـــاسرُ الملكُ المعيدُ لما مضى ** من مُلك حَيٍّ لا تراهُ لَقاحِ
أبقــى بوادي الرَّملِ أقصى موضعٍ ** بالغربِ مُسندَ ماجِدٍ جَحْجاحِ
لم يلقَ بعـــــدَ عُبُورهِ نبتاً ولا ** شيئاً من الحيوانِ ذي الأرْواحِ
أم أين شَمَّرُ يُرْعِشُ الملكُ الــذي ** مَلكَ الورى بالعُنفِ والإسْجاحِ
قـــد كان يُرْعِشُ من رآه هَيبةً ** ورنا إليهِ بطرْفِهِ اللمَّاحِ
وبـــه سَمَرْقَنْدُ المشارقِ سُمّيتْ ** للهِ من غازٍ ومنفَتَّاحِ
وأتــــى بمالكِ فارِسٍ كيقاوسٍ ** في القيدِ يَعْثرُ مثخناً بجراحِ
فأقـــــامَ في بئرٍ بمارب بُرْهةً ** في السجن يجأرُ معلناً بصَياحِ
فاستوهبتْ سُعدى أبـــاها ذنَبهُ ** فعفى وسيَّرهُ بحسن سَراحِ
والأقـــرَنُ الملكُ المتـوَّجُ تُبّـَعٌ ** عَرَكَ البلادَ بكَل كلٍ فدَّاحِ
وغـزا بلادَ الرومِ يبغي واديَ ** الياقوتِ صاحبَ عزّةٍ وطِماحِ
فقضى هنــــالك نحْبهُ وأتى ** إلى أجلٍ مُعَدٍّ للحِمامِ مُتاحِ
والرائــــــدُ الملكُ المتَّوجُ تُبَّعٌ ** ملكٌ يرودُ الأرضَ كالمسّاحِ
فتـــحَ المدائنَ في المشارقِ وانتحى ** للصينِ في بريّةٍ وبراحِ
فـــــأذاق يعبرَ حتفهُ فدحى بهِ ** في قعرِ لحدٍ للمنيَّةِ داحي
وأحــــلَّ مِن يَمَنٍ بتُبَّتَ معشراً ** أضحوا بها عنّا من النُّزّاحِ
والتُّركُ قبلَ الصينِ كـــان لهم ** بهِ يومٌ شَتِيمُ الوجهِ والأكلاحِ
والكــــاملُ الملكُ المتوَّجُ أسعدٌ ** فيه تقصِّر مِدحةُ المدّاحِ
كـم قـادَ مـن جيشٍ أجشَّ لبابلٍ ** وكتيبةٍ تغشى البلادَ رَداحِ
حتى استباحَ بلادَ فـــارسَ بالقَنا ** وبكلِّ أجردَ في الجِيادِ وقاحِ
والتُّركُ والخزرُ استبـــاحَ بلادهمْ ** والرومُ منهُ تتَّقي بالرّاحِ
والصينُ تجبي خرجَهــــا عُمّالُهُ ** في بُكرةٍ من دهرِهم ورَواحِ
نطـــحَ الأعاجمَ في جميعِ بلادهمْ ** بأحدِّ قرْنٍ في الوغى نَطَّاحِ
وأذاقَ موليسَ الحِمـــام وجُؤذَراً ** ونجى قُباذُ كثعلبٍ صيّاحِ
حتى أتـــاهُ ذو الجَنـاحِ برأسـهِ ** من أرض بَلْخَ ونهرِها المُنْسَاحِ
وأتى بقُسْطنطينَ في أغــــلالهِ ** وبِهرْمُزٍ في قيدِهِ الملحاحِ
وغـزا إلى أرضِ الشمالِ فخاض في ** ظُلماتِها بمنارةِ المصباحِ
وكسى البَنِيّةَ ثم قرَّب هَــــدْيَهُ ** سبعينَ ألفاً من بنات لقاحِ
أم أيـن حسـانُ بـن أسعدَ خـانهُ ** دهرٌ تلا الإحسانَ بالأقباحِ
وريـــاحٌ الطَّسْمـيُّ لمـا جـاءهُ ** مستعدياً فشفى غليلَ رِياحِ
أفنى جَدِيساً باليمامةِ إذ عَلــــوا ** طَسْماً بحدِّ ذَوابلٍ وصِفاحِ
أم أيـــن عمرو وصِنوُه المُردِي لهُ *** فأصاب صَفْقةَ خاسرٍكَدَّاحِ
لم يستمعْ من ذي رُعَينٍ عَـــذْلَهُ ** والحَيْنَ لا يثنيهِ لَحيُ اللاّحي
فبــدت ندامتُـه وجانبـهُ الكَرا ** فرأى السلوَّ بغيرِ شُربِ الرّاحِ
أفنى رجـــالاً شاركوه فأصبحوا ** ككِباشِ عيدٍ في يديْ ذَبَّاحِ
أو تُبَّعُ عمرو بنُ حسَّـــانَ الذي ** سفحَ الدَّماءَ بسيفهِ السَّفاحِ
قتـــــلَ اليهودَ بيثربٍ وأراهمُ ** أنيابَ ثغرٍ للمنيَّةِ شاحِ
أم أيـــن عبدُ كَلالٍ الماضي على ** دينِ المسيحِ الطاهرِالمسَّاحِ
أو ذو مَعاهِرَ غُلِّقتْ ابـــــوابُهُ ** فأتى لها الحَدَثانُب المفتاحِ
أو ذو نُواسٍ حافرُ الأُخـــدودِ في ** نجرانَ لم يَخْشَ احتمالَ جُناحِ
ألقى النَّصـــارى في نِيارٍ أُجِّجَتْ ** بوَقُودِ جمرٍ مُضرَمٍ لَفَّاحِ
فدعـــــا له ذو ثَعلبَانَ أحابِشاً ** منهم بقاعُ الأرضِ غيرُضَواحِ
فتقحَّمَ البحرَ العميقَ بنفســــهِ ** وسلاحِهِ وجوادهِ السَّبّاحِ
فغـــــدا طعاماً بعد عزٍّ باذحٍ ** للحوتِ من نُونٍ ومن تِمْساحِ
وأتى ابنُ ذي يَزَنٍ بأبنـــا فارِسٍ ** لما تغرَّبَ وانثنى بنجاحِ
فغـــدا الأحابشُ للأعاربِ أعبُداً ** يَشْرونهمْ بخسارةٍ ورَباحِ
أيـــــن المثامِنةُ الملوكُ ومُلكُهمْ ** ذَلّوا لصَرفِ الدهرِ بعدَجِماحِ
ذو ثَعْلَبان وذو خليــــلٍ ثم ذو ** سَحَرٍ وذو جَدَنٍ وذوصِرْواحِ
أو ذو مَقــــارٍ قبلُ أو ذو حَزْفَرٍ ** ولقد محاذا عُثْكل انٍماحِ
تلك المثامِنةُ الذُّرى مــــن حِمْيرٍ ** كانوا ذوي الإفساد والإصلاحِ
أو ذو مَراثِدَ جَـــدُّنا القَيْلُ ابن ذي ** سَحَرٍ أبو الأذواءِ رحْبُ السّاحِ
وبنــــوه ذو قَيْنٍ وذو شَقَرٍ وذو ** عِمرانَ أهلُ مَكارمٍ وسَماحِ
والقيـــــلُ ذو دُنيان من ابنائهِ ** راحَ الحِمامُ إليهِ في الرُّواحِ
خدمتهــــمُ جنُّ الهواءِ وسُخِّرت ** لمقاولٍ بيضِ الوجوهِ صِباحِ
أم أيـــن ذو الرُّمحين أو ذو تُرْخُمٍ ** سُقِيـا بكاسٍ للمنونِ ذَباحِ
أم أين ذو يَهَرٍ وذو يَــــزَنٍ وذو ** بَوْسٍ وذو بَيحٍ وذوالأنواحِ
أم أيــــن ذو قَيْفان أو ذو أصْبَحٍ ** لم ينجُ بالإمساءِ والإصباحِ
أم أينَ ذو الشَّعبين أصبح صَدعُـــهُ ** لم يلتئمْ كمشَّعبِ الأقداحِ
أو ذو حِــــوالٍ حِيل دون مَرامِهِ ** أو ذو مَناحٍ لم يُنِخ بُمراحِ
أم أيــــن ذو غُمدانَ أو ذو فائشٍ ** أو ذو رُعَينٍ لم يفز بفلاحِ
أو ذو الكُبـاسِ وذو الكَلاعِ ويحصُبٍ ** أضحوا وهم للنائباتِ أضاحي
والقَيـْــلُ أبرهـةُ بن صَبَّاحٍ قضى ** نحباً وأبرهةٌ أبوالصبَّاحِ
والصعبُ ذو القــرنينِ أدركهُ الردى ** قصداً ولم يُضرب لهُ بقداحِ
وسطـــا على الصيفيِّ هاتِكُ عرشهِ ** وعلى أخيهِ جَذِيمةَ الوضّاحِ
وجَذيمةُ الوضاحِ غيرُ جذيمـة ** الزباءِ عن علمٍ وعن إصحاحِ
والحُرَّةُ الزَّبّاءُ سِيقَ لهــــا الرَّدى ** بيديْ قصيرِ الخُسرِلا الأرباحِ
قتلتْ جــذيمة وهو خـاطبُها ولم ** تفعلْ كفعلِ نضِيرةٍ وسَجاحِ
أم أيـن ذو أقْيان أو ذو أفرعٍ ** أو ذو الجَناحِ هِزَبْرُ كلِّ جَناحِ
أو ذو العَبيرِ وذو ذَرانحَ خــــانَهُ ** دَهرٌ يُعيدُ النَّسرَ كالذُّرّاحِ
أم أيـن ذو بَيْنـونَ أو ذمَـر ** علـي وبنو شَراحِيلٍ وآلُشَراحِ
أم أيـن ذو شَهْـرانَ أم ذو مـاورٍ ** أضحتْ زِنادُهما بلا قَدّاحِ
أم أيـن فهـدٌ أو همـالٌ وابنــهُ ** زيدٌ عفاهم دهرُهمْ بمساحِ
أم أيـن ذو ثـاتٍ وذو هَكِـرٍ وذو ** نَمِرٍ وذو صبِرٍ وذوالمِشراحِ
أم أين ذو غَيمانَ أو ذو شَوْذبِ ** اللاهِي ببيضٍ في النساءِ مِلاحِ
أم أيـــن ذو نبْعٍ وذو سُخْطٍ معاً ** أو ذو الملاحي لاتَ حِين مُلاحِ
أم أيـــن ذو أوسانَ أو ذو مَأذنٍ ** أم أين ذو التيجانِ والإبراحِ
وعَبـاهِلٌ من حَضْرَمُوتٍ من ** بنــي أحماد والأشبا وآلصَباحِ
والغرُّ مــن جَـــدَنٍ وأبنا مُرَّةٍ ** وبني شَبيبٍ والأُلى منشاحِ
وبنو الهَزيلِ وآلُ فهـــدٍ منهــمُ ** من كلِّ هَشٍّ للندى مرتاحِ
أذْواءُ حميــرَ قـد ثَوَتْ ومُلوكُها ** في التُّربِ مِلكُ ضَرائحٍ وصِفاحِ
أضحــوا تُراباً يُوطَئون كمثْلِ ** مـا وطِئَتْ هَوامِدُ تربةٍ وبِطاحِ
ذَلّتْ لهــم دُنيــاهـمُ ثم انثَنتْ ** ترميهمُ بالحافرِالرَّمّاحِ
مَطرتْ عليهم بعـد سُحبِ سُعودِهم ** سُحبُ النُّحوسِ بوابلٍ سَحَّاحِ
ما هابَهم رَيبُ المنونِ ولا ** احتمـوا عنهُ بأسيافٍ ولا أرماحِ
كــلاّ ولا بعسـاكرٍ ودسـاكرٍ ** وجحافلٍ ومَعاقلٍ وسِلاحِ
سكنوا الثَّرى بعد القُصـورِ ولهوِهم ** بمطاعمٍ ومشاربٍ ونِكاحِ
اضحتْ مُـدَعْثرةً قصــورهُمُ التي ** بُنيتْ بأعمدةٍ من الصُّفّاحِ
والدهـرُ يمـزِجُ بـؤسَهُ بنعيمــهِ ** ويُرِي بنيهِ الغمَّ فيالأفراحِ.