
في اربعينيات القرن العشرين أدخل البريطانيون القطن الى اليمن في فترة حكم الاحتلال البريطاني عبر استحداث محطة خاصة بالبحوث الزراعية بالكود محافظة ابي ليبدأ الانتاج التجاري في الموسم الزراعي 1949-1950م, والقطن من محاصيل الالياف ذات القيمة صناعية اقتصادية اجتماعية حيث يعد مصدرا للمادة الخام اللازمة في صناعة الغزل والنسيج ويستخدم القطن في أكثر من 1400 استخداما. والقطن من النباتات التي تنمو في المناطق المرتفعة الحرارة .
في اليمن يعتبر القطن أحد خمسة محاصيل زراعية هامة يتم زراعتها منذ فترة من الزمن وحظي باهتمام واسع من قبل الحكومة اليمنية كونه محصولا نقديا تصديريا يرفد الاقتصاد الوطني بالعملة الصعبة تنتج القطن بالعملة الصعبة اذ تعتبر اليمن ضمن 7 دول عربية منتجة لهذا المحصول الان هذا المحصول واجه صعوبات مختلفة رغم المحاولات المتواصلة لانعاش زراعة القطن. وتنتج الأرض اليمنية قطن شعر عالي الصفات النوعية من حيث طول التيلة ومتانتها ونعومتها و الصفات الغزلية ولون شعر القطن الناصع البياض جعلته يلقب بالذهب الأبيض.
مراحل زراعة القطن
يُزرع القطن خلال شهري يوليو واغسطس كما يمكن أن تمتد زراعته الى نهاية سبتمبر ويتراوح طول الموسم من 120 -200 يوم .
يجنى محصول القطن عند تفتح اللوز لكي يكون الجني اقتصاديا الملفت في هذا الآمر أن عملية تأخر الجني عن موعد محدد قد يؤدي الى تغير وزن وجودة القطن لذا يراعى ان يتم ذلك عند تفتح 50% من الحقل وان يكون الجني على دفعات وتصل مرات الجني للقطن الى ثلاث جنيات بين كل جنية واخرى عشرة ايام وقد يصل انتاج الهكتار من القطن الزهر الى طن للهكتار في الظروف المثالية.
هذه التفاصيل الدقيقة في عملية جنيه وزراعته بدركها المزارعون بفطرتهم وقربهم من محصولهم الابيض ..
رحلة تاريخية
بدأت زراعة القطن في اليمن في العام 1948م في دلتا أبين ودلتا أحور بمحافظة ابين اليمنية الموطن الاول لزراعة القطن اليمني وبدأ تصديره في الموسم الزراعي 1949-1950م الى الاسواق العالمية. حيث أسس اول محلج للقطن على مستوى الجزيرة والخليج العربي في العام 1951م في اليمن.
ومنذ الموسم الاول صدر القطن اليمني المسمى قطن كودع تحت العلامة التجارية قطن أبين حيث أنشى البريطانيون لجنة خاصة أطلق عليها Abyan Board وهي لجنة زراعية شكلت منظمة زراعية متكاملة عبر استصلاح الاراضي والري وتقديم الخدمات الزراعية والابحاث الزراعية وغيرها.
وأسست اللجنة الزراعية في أبين أول مركز أبحاث زراعي على مستوى الجزيرة والخليج وأطلق عليه مركز أبحاث الكود الذي تم تأسيسه في العام 1955م.
في الستينيات اعتمد المزارعون في أبين على السدود في ري المحصول وكان اهمها سد باتيس, كما اعتمدوا ايضا على انشاء الاحواض الفرعية من تلك السدود لاستخدامها في الري”.
أنواع القطن في اليمن
يزرع في اليمن نوعان من محصول القطن الاول طويل التيلة والاخر متوسط التيلة, والأول وهو من أصل سوداني مصري مهجن في محافظة أبين ولحج, حيث زرع في محافظة ابين اثناء الاحتلال البريطاني في العام 1949م لأول مرة وانتقل زراعته الى دلتا تبن محافظة لحج في العام 1954م ومازال يزرع حتى الان ويطلق عليه بالمعلم ربما لكونه الاشهر في تاريخ زراعة القطن في اليمن ولازال يزرع في دلتا أبين حتى الان.
أما عن القطن متوسط التيلة من مجموعة الأقطان الابلاند الامريكية ويسمى كوكر, فبدأ اليمنيون بزراعة هذا النوع في محافظة الحديدة في العام 1951م ثم حل محل القطن طويل التيلة المزروع في محافظة لحج منذ العام 1976م لكنه استبدل في العام 1994م بصنف أخر من نفس المجموعة (الابلاند) يسمى كالا الذي لايزال يزرع حتى الان, وهذا النوع “أكالا” تم أطلاقه من قبل هيئة البحوث الزراعية اليمنية في الموسم الزراعي 1985م” وفي محافظة الحديدة يزرع القطن في قيعان وادي سهام ووادي جاحف في مديرية المراوعة وبقية سهول تهامة التى تتميزبأنها أخصب الأراضي الزراعية في محافظة الحديدة.
تتركز زراعة القطن في الحديدة حاليا في ثلاث مناطق تشمل سهل تهامة (حيس، زبيد) والمنطقة الوسطى ( المراوعة، اللآوية، المنصورية، الدريهمي، العُرشي) والمنطقة الشمالية وصولاً الى وادي مور”. وتحتل محافظة الحديدة المرتبة الاولى من حيث الإنتاج تليها محافظة أبين ثم محافظة لحج بحسب الاحصائية المعلنة من قبل وزارة الزراعة والري اليمنية .
وتتركز زراعة القطن في اليمن في خمس محافظات رئيسية هي محافظة الحديدة و محافظة و محافظة لحج ومحافظة الجوف ومحافظة مأرب.
عصر الذهب الابيض
اتسمت الفترات الاولى لزراعة القطن في اليمن بالعصر الذهبي أو عصر ازدهاره خلال العقود الاولى لزراعة القطن ,حيث حظي القطن باهتمام كبير من قبل الدولة في فترة العقود الاولى , وشغل حيزا مميزا في الاراضي الزراعية اليمنية.
ساهم القطن بتحسين معيشة الناس في الماضي ويرجع الفضل الى اليه في تحويل معيشة الناس من حياة البدو والرعي الى الحياة المدنية، حيث عرفت المنطقة حياة الزراعة والتنمية والنظام الاداري لأول مرة اضافة الى الخدمات الأخرى- وتدريجياً أثر محصول القطن وعائداته على الانسان في دلتا أبين من جانب وعلى مستوى المحافظة من جانب آخر وكان عاملاً أساسياً في رفد المزارعين بالإمكانات المادية وانشاء المدارس ورياض الأطفال والدور الحكومية بما نسبته 80% في محافظة أبين.
المراجع:
1- موقع الاقتصادي اليمني- 2 /6/ 2014 2- تقرير عن "الذهب الأبيض" موقع المشاهد- 2017/2/13م.