
القوات المسلحة اليمنية، هي القوات النظامية للجمهورية اليمنية، تتكون من أربعة أقسام رئيسية وهي القوات البرية، القوات الجوية والدفاع الجوي، القوات البحرية والدفاع الساحلي، قوات حرس الحدود وقوات الاحتياط الاستراتيجي التي تضم العمليات الخاصة والحماية الرئاسية وألوية الصواريخ. وجاء ترتيبها في المرتبة 43 عالمياً في قائمة أقوى جيوش العالم لعام 2013، التي يعدها سنوياً موقع جلوبال فاير باور المتخصص في مجال التسلح وفي المرتبة الخامسة عربياً بعد مصر والسعودية والجزائر وسوريا.
بدأ تأسيس الجيش الجمهوري في الجمهورية العربية اليمنية عام 1962 وذلك بقيام ثورة 26 سبتمبر أما جيش دولة الجنوب جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية فقد تأسس الجيش الاتحادي في 1959 قبل قيام ثورة 14 أكتوبر والاستقلال بعدة سنوات، تعثر دمج الجيشين فعلياً بعد قيام الوحدة اليمنية 1990 لأسباب سياسية، وبعد حرب صيف 1994 الأهلية، توحد الموالون للوحدة ضد الموالين للانفصال ولم يعد هناك جيشان بعد ذلك.
عدد الجيش اليمني
قبل الانقلاب الحوثي كانت قوات الجيش اليمني تتوزع على سبع مناطق عسكرية، عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتتبع غالبية الجيش لوزارة الدفاع وبعضها تتبع رئاسة الجمهورية مباشرة، وتمتلك القوات اليمنية مجتمعة تقريباً 86,700 جندي.
يبلغ تعداد القوات البرية تقريباً 80,000 مقاتل في 7 مناطق عسكرية وفي الاحتياط الاستراتيجي وبحوالي 30 لواء مشاة و11 لواء مشاة ميكانيك و14 لواء مدرع، أما قوة الصواريخ والمدفعية فتتوزع في 6 ألوية، وتمتلك القوات الجوية والدفاع الجوي 6 قواعد عسكرية جوية وتقريباً 3,000 مجند موزعين في ثمانية ألوية طيران و10 ألوية دفاع جوي ولواء شرطة جوية ولواء رادار ويقدر تعداد القوات البحرية تقريباً 1,700 مجند موزعين على 3 قواعد بحرية ولوائين بحريين.
هيكلة الجيش اليمني
تحددت أبرز مصادر قوة الرئيس السابق علي عبد الله صالح في هيمنته على الجيش والأمن، والإعلام الرسمي، وموارد الدولة المالية، والجهاز الإداري للدولة، لكن أكثرها أهمية كان القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والاستخباراتية التي يسيطر عليها بعض أقارب الرئيس وابنه وأبناء شقيقه.
كان أحد أبرز أهداف الثورة الشعبية اليمنية 2011م، إقصاء أقارب صالح من قيادة الجيش والأمن أو توحيد الجيش تحت قيادة واحدة كما صار يوصف بعد انتخاب الرئيس الجديد وبعد تشكيل حكومة وفاق وطني، وتمثلت المعضلة الكامنة في مسألة توحيد الجيش اليمني تحت قيادة واحدة أنه يعني سياسيا إزالة الطابع العائلي عن أقوى الوحدات العسكرية والأمنية، كالحرس الجمهوري والأمن المركزي التي أحكم أنصار الرئيس السابق وأقاربه السيطرة عليها، ومن ثم وضعها تحت إدارة عسكرية وأمنية مهنية لا تدين بالولاء لقيادتها السابقة ولا لفرد أو حزب أو لجهة غير دستورية.
كانت عملية السير في توحيد الجيش والأمن التي قام بها الرئيس عبده ربه منصور هادي عملية محفوفة بالمخاطر وأشبه بالسير في حقل ألغام، ولكنه اتبع سياسة النفس الطويل في تفكيك منظومة القيادة الموالية للرئيس السابق، وعمل على تحقيق أهدافه بأساليب أقل استفزازا عبر إخراجها وكأنها عملية تغيير تشمل جميع الأطراف المؤيدة للرئيس السابق والمعارضة له، كما أنه بدأ بالقيادات الأقل أهمية نوعا ما، وتأجيل إزاحة الرؤوس الكبيرة إلى آخر مرحلة، وكان الرئيس نجح إلى حد ما ورسميا، ت توحيد أجزاء الجيش اليمني للمرة الأولى على أساس وطني كما هو مأمول.
اتخذ الرئيس عبده ربه منصور هادي عدة قرارات جمهورية لأعادة هيكلة الجيش، أبرزتها تشكيل الحماية االرئاسية، إعادة تشكيل القوات المسلحة، تشكيل الاحتياط الإستراتيجي إلغاء الحرس الجمهوري و الفرقة الأولى مدرع.
الانقلاب على الشرعية
نتيجة لهيكلة الجيش اليمني، تحالف علي عبد الله صالح مع الحوثيون لإضعاف الرئيس هادي وخصومهم السياسيين، وبدأ الحوثيون التوسع في محافظة صعدة بفرض حصاراً على دماج. وتوسعوا في محافظتي الجوف وحجة.
وبينما كانت جميع الأطراف تشارك في الحوار الوطني اليمني،كان الجناح العسكري للحوثيين يحضرون لمعركتهم القادمة في محافظة عمران، بالتنسيق مع المؤتمر الشعبي العام، وبعد ذلك اجتاح الحوثيون معسكر اللواء 310 مدرع، وقتل قائده العميد حميد القشيبي وتقدموا باتجاه صنعاء، واجتاحوا صنعاء وسيطروا عليها في 21 سبتمبر 2014، واستطاع الحوثيون اختراق الجيش عبر القادة الموالين لعلي عبد الله صالح فلم يتقدم أي معسكر للدفاع عن صنعاء وهو ما عجل في سقوطها.
قام الحوثيون بانقلاب اليمن 2014 وهاجموا منزل الرئيس هادي في 19 يناير 2015 بعد اشتباكات مع الحرس الرئاسي، وحاصروا القصر الجمهوري الذي يقيم فيه رئيس الوزراء، واقتحموا معسكرات للجيش ومجمع دار الرئاسة، ومعسكرات الصواريخ، واستولوا على أغلبية المؤسسة العسكرية، وأيضا قاموا بنهب السلاح، وأظهرت وسائل الأعلام صور الأسلحة والدبابات التي تم نقلها إلى مناطق الحوثيين ومنها صعدة، ولم يعد الجيش اليمني بأسلحته وجنود شرعي فقد تحول إلى مجرد مليشيا، وبعضهم تم تسريحهم من قبل الحوثين وصالح وتم اسبتدالهم بمليشيا للقتال في المحافظات وعلى الحدود السعودية.
في المقابل بدأت الشرعية بتأسيس”الجيش الوطني” ويتكون من الأفراد السابقين في الجيش، وأفراد تم ضمهم في الجبهات لمواجهة مليشيا الحوثي، وأيضا الذين تم دمجهم من عناصر المقاومة الشعبية، ويقدر عدد افراد الجيش الوطني نحو مئتي ألف جندي.