
اللغة المهرية هي إحدى اللغات السامية القديمة التي كانت (لغة للتحدث والتخاطب) في الجزء الجنوبي من شبة الجزيرة العربية، وهي لغة ما زالت يتحدث بها أبناء محافظة المهرة اليمنية، إضافة إلى البعض في مدينة ظفار العمانية، غير إنها مهددة بالانقراض والزوال.
تاريخ وأصل اللغة
واللغة المهرية يرجع أصل انشقاقها إلى اللغة الحميرية ويتجاوز عمرها الآف السنين، ولا يستطيع أي باحث أن يحدد متى وجدت ونشأت، فيما يرجع بعض باحثي تاريخ اللغة إلى ما قبل الميلاد، وغدت في وقتنا الحاضر ضمن اللغات اليمنية القديمة الميت والتي دخلت في صراع مع اللغة العربي، مع ظهور الديانة الإسلامية في القرن السابع الميلادي وانتشار اللغة العربية في جنوب شبه الجزيرة العربية، انحصرت اللغة في موطنها الأصلي واصبحت مع اللغات القديمة التي تستخدم ضمن اللهجات العامية.
وتقترب اللغة من حيث ألفاظها وتركيبها من اللغة الأمازيغية في المغرب العربي ولغة السواحل الإفريقية، غير إن أصولها من اللغة اليمنية القديمة، في حين تعد اللغة الإثيوبية أو الحبشية والسواحلية جزء من اللغات اليمنية القديمة التي انتقلت بواسطة المهاجرين الأوائل، والذين نشروا كتاباتهم باللغة الأمهرية.
مميزات اللغة المهرية
تتميز اللغة المهرية عن بقية اللغة الحية الموجودة (بالأصوات أو الأحرف التي هي حروف اللغة العربية نفسها وتزيد ثلاثة أحرف، وفيها الهاء السببية (بهيل ، هبهول) فيما جمع التكسير فيها (بيت ، بيوت) والفعل يتخد صيغة (ثلاثي والرباعي والخماسي) والتركيب الإشتقاقي للإسم والصفة يعد (سوابق ولواحق ودواخل ) وأدوات التعريف فيها ( أرورم: رورم ، وهارون رون) في حين تكون تاء التأنيث القديمة فيها (دمقوت) وصيغة إسم الفاعل تكون ( مهقرايا).
مخاوف الإنقراض
ومع توجه العديد من أبناء محافظة المهرة الواقعة شرقي اليمن، للهجرة والانتقال إلى سلطنة عمان بشكل خاص وبقية دول الخليج العربي، غدت اللغة المهرية التي يتحدثها بين (100 إلى 200) ألف شخص، مهددة بالتآكل بالانقراض ، غير إن بعض الأسر والعائلات المهرية تحاول جاهدة الحفاظ على هذه اللغة السامية القديمة.
وبالرغم من إن اللغة التي كانت لغة بلاد الأحقاف وتحدث بها قوم عاد كما يقال ، تمتلك نحو (أربع لهجات تختلف من منطقة إلى أخرى) إلا أن المهريين لايكتبونها ولكن يتحدثون بها أثناء مزاولة حياتهم اليومية. وتسعى غالبية الأسر المهرية للحفاظ على هذه اللغة القديمة ، من خلال التحدث بها بشكل دائم وتعليمها إلى الجيل الجديد.
أسباب تآكل اللغة المهرية
وبحسب الدراسات الإجتماعية الحديثة فإن أسباب تآكل اللغة المهرية يعود، إلى عدة أسباب أبرزها:
- تعد قبائل المهرة تقليدية ( بدو ورحل ورعاة الإبل والماعز)، ضعفت لغتهم جراء التغييرات الإجتماعية والإقتصادية التي حلت المحافظة منذ سبعينيات القرن الماضي.
- إنتشار التعليم واللغة العربية في المدارس والمستشفيات ووسائل الحضارة الحديثة بين متحدثي اللغة المهرية منذ الربع الأخير في القرن الماضي، مما مهد للإختفاء التدريجي للمعارف وانماط الحياة التقليدية التي كانت اساسية بنسبة لجيل الأجداد.
- قوة التغييرات الإجتماعية والإقتصادية في ظفار هدد اللغة المهرية، كون العديد من متحدثي المهرية في ظفار طغت أنماط الحياة المدنية عليهم.
1ـ اللغة المهرية حقائق ولمسات. روجع بتاريخ 5 أغسطس2019. 2ـ عرب لغتهم الأم ليست عربية. بي بي سي عربية/ روجع بتاريخ 5 أغسطس 2019. 3ـ اللغة اليمنية القديمة. روجع بتاريخ 5أغسطس 2019. 4ـ المهرية..لغة قديمة تتحدثها القبائل اليمنية. روجع بتاريخ 6 أغسطس 2019.