الملك أسعد الكامل ، هو أسعد (تُبان) بن مَلْكِ يكَرِب (أبي كَرِب) بن تُبَّع الأكبر بن الأقرن بن شمّر يرعش بن إفريقيش بن أبرهة (ذو المنار) بن الحارث أشهر ملوك اليَمَن في العصر الجاهليّ، وهو (تُبَّع الأوسط)، من ملوك الدَّولة الحِمْيَرِيّة. ولد في مدينة (خَمِر)، من بلاد عَمْران، ونشأ في جبل (الأَهْنُوم)، وعاش في حصن (ظَفَار ذي رُعَيْن)، جنوبي مدينة (يَرِيم) الّتي تتبع اليوم محافظة إبّ.

توليه الحكم

والملك أسعد الكامل مِن سلالة (حِمْيَر بن سَبَأ)، أبو الحضارات اليمنيّة جميعًا، ومنها مملكة (ذي رَيْدان)، و(حَضْرَمَوْت) وأعرابهم في طود تِهامَة. شارك أباه في الحكم، ثم تولى حكم اليَمَن منفردًا بعد وفاة أبيه في أواخر القَرن الرّابع وأوائل القَرن الخامس الميلادي لفترة جاوزت الخمسين عامًا، وقد عُرف بـ (التُّبَّع اليَماني). وجمعت شخصيته بين الشّهرة التّاريخية والميتولوجيا (الأساطير الملحميّة)- كما ورد في بعض النُّقوش اليمنيّة القديمة- وإليه ينسب اليَمَنيّون كل القلاع والقصور القديمة، فيقولون: (قصر أَسْعَد)، و(درب أَسْعَد)، و(خزان أَسْعَد).

كسوة الكعبة

وتروي بعض المصادر التّاريخية أن الملك أسعد الكامل كان كثير الغزو لجزيرة العرب والعراق والشَّام، وأنه مرّ بالبيت الحرام في مكة المكرّمة، فكساه الأنطاع اليمانية المذهّبة، وأنه هو التُّبَّع الّذي نهى الرّسول صلّى الله عليه وسلم عن سبِّه، وهو المقصود بقوله تعالى: {أهم خير أم قوم تُبَّعٍ} [الدّخان، آية (37)]، وقيل: المقصود بها الملك (شمّر يهرعش). ويعتبر عصره عصر امتداد الدَّولة الحِمْيَرِيّة وقوتها، ويعتبره اليَمَنيون أعظم ملوك حِمْيَر، وإليه ينسب الإخباريون بعض الأبيات الشّهيرة، الّتي منها:

(ورَيْدَانُ قصري في ظَفَار ومنزلي

بها أسَّ جدي دورَنا والمناهلا

على الجنَّةِ الخضراءِ في أرضِ يحصبٍ

ثمانونَ سدًّا تقذفُ الماءَ سائلا

مآثرُنا في الأرضِ تصدقُ قولَنا

إذا ما طلبْنا شاهدًا أو دلائلا)

أولاده: حَسَّان (ذو مُعاهر)، وزُرْعة (ذو نُواس)، وجَهل بن أسعد، وعمرو (مَوثَبان) بن أسعد، ومَعديكَرِب. يقال إن ملكه 320 سنة.