
الملك شمر يهرعش، هو شَمّر يهرعش بن ياسر يهنعم،، و هو الملك الذي تنسب إليه الأخبار كثيرا من البطولات والأمجاد وقد استطاع هذا الملك أن يوحد الكيانين السياسيين الباقيين وهما سبأ و حمير في في كيان واحد، وأقام حكما مركزيا قويا وحمل لقب ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمانة وانتهت مأرب كعاصمة وحلت محلها ظفار، وقد عرفت هذه الفترة التي تبدأ بتوحيد المناطق اليمنية في وطن واحد وسلطة مركزية واحدة عاصمتها ظفار بفترة حمير، وهي الفترة التي بقيت ذكراها عالقة في أذهان الناس، وتناقل الرواة أخبارها قبل الإسلام أكثر من أية فترة سابقة في تاريخ اليمن القديم.
شمر يهرعش في النقوش
ويذكر نقش يمني أن عامل شَمّر يهرعش في صعدة ريمان ذو حزفر اشترك في عدة حملات وجهها هذا الملك شمالا، ثم استمر غازيا، أو في سرية حتى بلغ أرض تنوخ، وتنوخ هو اتحاد القبائل العربية الذي كان أساس ما عرف بعد ذلك بدولة اللخميين في الحيرة، ويبدو أن امرؤ القيس بن عمرو من مؤسسي تلك الدولة – كان ممن وقف في سبيل تلك الحملة اليمنية.
ويذكر نقش النمارة الذي عثر عليه على قبر امرئ القيس أنه قام بحملات عسكرية باتجاه جنوب الجزيرة بلغت نجران مدينة شمر، ويشهد نقش عامل شمر يهرعش على أن كل شبه الجزيرة العربية كانت امتدادا حيويا للدولة اليمنية حيث لا حدود إلا حدود القوة والتمكن ، ويؤكد ذلك أيضا الحملات العسكرية المظفرة التي شنها خلفاء شمر يهرعش في منتصف القرن الرابع الميلادي في نجد والبحرين على الساحل الغربي للخليج العربي.
أعماله
مر شمر يهرعش في حياته بمرحلتين، الأولى كانت مع أبيه (ناشر النعم) مشاركاً في غزواته، والثانية بعد وفاة أبيه وتوليه الحكم. وهنك روايتان في هذا الصدد، الأولى جاء بها عبيد بن شريه، والثانية جاء بها وهب بن منبه.
المرحلة الأولى: جميع المعلومات عن هذه المرحلة مصدرها وهب بن منبه، في حين خلت أخبار عبيد بن شرية من أي إشارة إلى هذه المرحلة، حتى عندما تحدث عن الملك (أفريقيس بن أبرهة).
وحسب رواية وهب بن منبه، فقد شارك شمر يرعش في جميع الغزوات التي قام بها أبوه الملك (ناشر النعم)، وكان أولها الغزوة التي قام بها إلى المغرب حتى بلغ البحر المحيط، ثم تورد الرواية مشاركة شمر يرعش لأبيه في بقبة الحملات التي قام بها إلى مختلف المناطق شرقاً وغرباً، إلى أن تنتهي الرواية بوفاة الملك ناشر النعم بسنجار قبل أن يحقق رغبته بالوصول إلى أرض التبت ومنها إلى الصين والهند. وقام ابنه شمر يرعش بدفنه هناك، وقد نقل عن وهب بن منبه فيما بعد، الدينوري ، والحسن الهمداني، مع بعض الاختصار.
المرحلة الثانية: وهي فترة توليه الحكم بعد وفاة أبيه، وهذه المرحلة تناولتها أخبار عبيد بن شرية باختصار شديد، مقارنة بما جاء عند وهب بن منبه، وكما اختلفا في نسب الملك شمر يرعش، فقد اختلفا أيضاً في سرد الوقائع المتصلة بفترة حكمه.
ففي رواية عبيد بن شرية، فإن شمر يرعش قد وصل إلى سدة الحكم بعد وفاة سلفه الملك (ناشر النعم)، وبعد عدة سنين سار الملك شمر يرعش نحو الشرق وسواحل البحر حتى وصل إلى العراق لتأديب ملك بابل، الذي قام ببناء صرح إلى السماء متشبهاً بفرعون وهامان، حيث تم أسره وحبسه داخل بئر في مدينة مأرب، ثم أطلق سراحه بعد أن شفعت له ابنة الملك، وتم توليته على بلاده مقابل خراج سنوي.