
أيوب عليه السلام أحد الأنبياء، واسمه أيوب بن موص بن رازح من نسل إسحاق بن إبراهيم عليه السلام، عاش 93 عاماً وبعث إلى الروم في بلاد الشام قرب دمشق، وللنبي أيوب قصة تعد مضرب المثل في الصبر لما حصل له من أنواع البلايا.
قصة أيوب عليه السلام
قص القرآن الكريم قصة النبي أيوب (عليه السلام)،وأورده في أربعة أماكن، ووصف صبر أيوب على البلاء، لما ابتلاه به في ماله وجسده وأولاده، فصبر على ذلك صبرًا شديدًا، فجاء الجزاء من الله تعالى على هذا الصبر بمعافاته معافاة كاملة.
في قوله تعالى: (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ{41} ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ{42} وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ{43}.
وهب الله أيوب أراضي شاسعة، ووهبه بنين وبنات وزوجه صالحة، ففقد ماله وجفت أرضه، واحترق الزرع وماتت الأنعام ثم مات أولاده كلهم فحمد الله وخرّ ساجداً، ثم أصابه المرض وأصيب بالجذام، وتقرح جسمه حتى انتشر به الدود وأصيب و ازداد شكره لله تعالي، ووقفت معه زوجته، حتى ارتقت زوجة أيوب عليه السلام منزلة عالية مباركة ومكاناً رفيعاً في منازل الأبرار عاشت مع زوجها محنته، ولهذا وصفها بن كثير بقوله الصابرة – والمحتسبة رضي الله عنها على الرغم أن الشيطان كان يوسوس لها دائماً بقوله: لماذا يفعل الله هذا بأيوب، ولم يرتكب ذنباً أو خطيئة فكانت تدفع عنها وساوس الشيطان وتطلب من الله أن يُعينها على ذلك.
إبليس مع أيوب عليه السلام
جاء إبليس لنبي الله أيوب لو كنت نبياً حقاً أكان ربك يبتليك بهذا البلاء فكان يرد أيوب: والله يا إبليس لو علمتَ النعمة التي أنعم الله بها على لحسدتني عليها)، وهنا قصد الرضا بقضاء الله عزوجل، فلم يكن مرض أيوب مساً شيطانياً، إنما وساوس شيطانية للتشكيك بقدر الله عز وجل لكنه المؤمن الذي لا يزحزح إيمانه وعقيدته شيء، ولما سئل عن أي شيء كان عليه أشد في بلائه أجاب (شماتة الأعداء)، وقصد بها إبليس.
شفاء أيوب
ظل أيوب عليه السلام مريضا طيلة ثماني عشرة سنة، وهو صابرٌ محتسبٌ، فدعا الله وابتهل إليه بخشوع وتضرع قائلا: ﴿أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ [سورة الأنبياء/83]، فأوحى الله إليه في مكانه: ﴿ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ﴾ [سورة ص/42] فأمره تعالى أن يضربَ برجله الأرض، فامتثل عليه الصلاة والسلام ما أمره الله به وأنبع الله تبارك وتعالى له بمشيئته وقدرته عَينَين فشرب من إحداهما واغتسل من العَين الأُخرى فأذهب الله عنه ما كان يجده من المرض.
العبر من قصة أيوب
- أن العبد عليه دائماً وأبداً في السراء والضراء، وفي العسر واليسر، وفي المنشط والمكره أن يلجأ إلى الله.
- لا مجيب له إلا الله سبحانه، وأن لا كاشف لما نزل به من البلاء إلا رب الأرباب، وخالق الأسباب، فهو المعين، وهو المجيب. وهو الذي بيده مقاليد كل شيء.
- الصبر على البلاء، والصبر على المرض، والصبر على مفاتن الدنيا، والصبر على ذهاب المال والولد.
- بعد العسر يسراً.
وفاته
توفي النبي أيوب، وعمره ثلاثًا وتسعين سنة، ودفن بالقرب من الرارنجية في سوريا.
المراجع:
1-عظم الجزاء في الصبر على البلاء. صيد الفواد. روجع بتاريخ 9مايو 2020م. 2-قصة أيوب عليه السلام. اسلام ويب. روجع بتاريخ 9مايو 2020م. 3-قصص الأنبياء. عبد القادر شيبة محمد. روجع بتاريخ 9مايو 2020م. 4-كتاب قصص الأنبياء. المكتبة الشاملة. روجع بتاريخ 9مايو 2020م. 5- أيوب عليه السلام. روجع بتاريخ 16 مايو 2020.