
كما أن لكل مجتمع عادات، وتقاليد، خاصة به، لليمن عادات وتقاليد خاصة به أيضاً تمتاز بأن لها عادات وتقاليد لكل مدينة ومحافظة وقد يكون هناك نوع من التشابه بين مدينة وأخري ولكن التميز والاختلاف موجود.
في صنعاء تختلف طقوس الخطوبة عن أي مدينة في اليمن وحيث أن الاختلاف قد يشكل نوعاً من الغرابة من مدينة إلى أخرى .
البحث عن الفتاة
إذا كانت الفتاة من الأهل أو الجيران فإن أمور الخطوبة تمر بسهولة وسرعة أما إذا كانت المعرفة من بعيد فهناك وسائل للتعرف على الفتاة. في صنعاء لا تتاح فرصة للمتقدم للخطبة لرؤية الفتاة ويعتبر طلب المتقدم لرؤية الفتاة نوعاً من العيب والأسرة ترفض الموضوع بلا نقاش لذلك يلجأ المتقدم لوسائل متعددة للإقناع بالفتاة المراد خطبتها.
تعتبر جلسة التعارف بين الأسرتين (زيارة غير رسمية)، من إحدى الوسائل للتعرف على الفتاة حيث تقوم أم الشاب المتقدم بزيارة غير رسمية ومفاجئة لبيت “الفتاة”وتتحجج بأي حجة لتتمكن من التعرف على البنت والأسرة، عند اقتناع الأم بالفتاة تعمل على إقناع ابنها من خلال وصفها له وذكر كل محاسنها فإذا رأى الشاب بأن الفتاة مناسبة له تبدأ خطوة الخطبة عند علم الأب بالخطيب المتقدم لأبنته يبدأ هو وأخوتها في السؤال والفحص عن هذا الشاب يتم السؤال عن الشاب في جامعته وعمله وحارته في كل مكان يذهب إليه هذه المرحلة من (أسبوعين إلى شهر) وقد تطول أو تقصر هذه المدة.
التكافؤ الطبقي
يعتبر التكافؤ الطبقي من أهم أسباب نجاح أو فشل مرحلة الخطوبة فعلى سبيل المثال:
هناك عدة طبقات اجتماعية في اليمن (في صنعاء لا يمكن لشخص أن يتقدم لفتاة) وهو من طبقة أدني منها والفتاة في طبقة أعلى ويعتبر هذا الموضوع من اللا مسموح به ولا يجوز لشخص أن يفكر مجرد التفكير في خطبة من هي أعلى منه اجتماعياً وطبقياً أم من الناحية المادية فلا تشكل عنصراً مهم إذا تم التوافق والتكافؤ الاجتماعي والطبقي والمادي تعقد جلسة للرجال تتم في بيت الخطيبة تستمر هذه الجلسة لمدة لا تزيد عن ساعة.
الواسطة
لكل زيجة لابد من وجود الواسطة حيث وأنه تمثل حلقة الوصل بين الطرفين (الشاب، الفتاة)، والواسطة هو الشخص الذي يعمل على سير عملية الخطوبة والزواج بأحسن حال من الكلمة نفسها معنى الواسطة “وسيط بين أهل البنت والشاب ” فمثلاً عند قبول أهل البنت مبدئياً بالشاب يقوم الوسيط بنقل طلبات أهل الفتاة لأهل الشاب والانتظار للرد من أهل الشاب ، وإذا كان هناك أي نقص أو شيء يريد كلا من الطرفين إبلاغه للآخر يكون عن طريق الواسطة. يظل الواسطة حلقة وصل بين الطرفين حتى نهاية عملية الزواج.
متطلبات الخطبة
بشكل عام في صنعاء هناك مقياس ثابت لمتطلبات الخطبة ولكن قد تختلف نوعيتها
فالمتعرف عليه أن الخطيب لا بد أن يحضر:
1. حق القات في يوم الخطبة.
2. حقيبة مليئة بالملابس التي تخص الخطيبة.
يوم الخطبة
تقوم أسرة البنت بإعداد البيت وترتيبه واستقبال الخطيب وأسرته يحضر الخطيب وأهله للمقيل، وعندما يأتي ألشاب لا بد أن يكون الأب موجوداً وكذلك أعمامه وأخواله ومن هم من كبار العائلة، يقوموا بإحضار متطلبات الخطبة من قات وماء وغيرها، تتجمع الفتيات وصديقات الخطيبة على أقرب نافذة من باب المنزل لمشاهدة الخطيب لأن هذه الفرصة قد تعد الفرصة الوحيدة للفتاة لمشاهدة خطيبها، في هذه اللحظة يتعمد الخطيب في السير ببطء أو السير في أخر الموكب الواصل.
يتم تمييز الخطيب عن بقية الوفد من خلال هندامه القرين حيث أنه يحاول أن يظهر بأحسن مظهر له عند وصول أهل العريس يقوم أب الفتاة أو أحد أقربائه باستقبالهم بطريقة تليق بهم عادة ما يجلس أهل العروس في الجانب الأيمن من المجلس وأهل الخطيب في الجانب الأيسر ليسهل تعارف الطرفين، يقوم الواسطة بالتعريف عن الخطيب وأهله وبعدها يبدأ والد الخطيب بطلب يد الفتاة. وبعدها يتم الاتفاق على أمور الزواج وتحديد فتره الخطوبة لمدة كم وكم هو الشرط والمهر ويختلف من منطقة إلى أخرى.
أما بالنسبة للفتاة فتعتبر بيت أهل الخطيب من البيوت المحرمة والممنوع زيارتها من أول يوم للخطوبة حتى يوم الزفاف حتى إذا تم دعوة أهل الخطيبة لزيارة بيت الخطيب قد يذهب جميع الأسرة ماعدا البنت، كنوع من الحياء.
فسخ الخطوبة
يعتبر من الصعب أو ما يشبه المستحيل فسخ الخطوبة وخاصة إذا دخل أهل الخطيب بيت الخطيبة وقدموا ” مستلزمات الخطوبة ” وهو ما يسمى ” بدسعة الفراش “لا يحق لأهل الخطيبة فسخ الخطوبة لأسباب تافهة أو أن هناك خطيب أفضل من هذا الخطيب جاء لخطبة الفتاة وإذا تم الفسخ فسيترتب عليه أمر يسمى “البسلة” وهي كلمة صنعانية تعني فسخ الخطوبة ودفع الغرامة للطرف الآخر.
فإذا كان أهل الخطيبة من فسخ الخطبة فيترتب عليه دفع وإرجاع كل ما قدمه أهل الخطيب بالإضافة إلى رد أعتبارهم و يكون رداً معنوياً قبل أن يكون مادياً.
أما إذا كان أهل الخطيب من فسخ الخطوبة فلا بد من وجود أسباب قوية تدفع إلى الفسخ وإلا فإن الموضوع يتحول إلى مشكله كبيرة لا تحل بسهولة ويدخل فيها شيوخ, وقد يصل الموضوع للقضاء.