أبريل 2, 2018
اخر تعديل : أبريل 2, 2018

تهاني البركانية (ملكة يمنية)

تهاني البركانية (ملكة يمنية)
بواسطة : Editors of Al Moheet
Share

تهاني البركاني ، هي تهاني ابنة الشيخ نجيب جمال الدين محمد بن عبدالله البركاني اللحجي، ملكة، وهي زوجة الملك الأفضل العباس بن المجاهد علي بن المؤيد داوود الرسولي اليماني، عاشت في كنف والدها وتعلمت القران والعلوم كان والدها يحظى بمكانة عالية بين ملوك وأمراء الدولة الرسولية. وقد أعجب الأفضل الرسولي بابنته بعد أن سمع عن جمالها وصلاحها وعلمها فأخبر الملك الأفضل والده الملك المجاهد علي ابن المؤيد داوود فوافقه والده الاختيار، فتقدم لها وتزوجها فكانت صاحبة خير على الفقراء والمساكين في مملكتهم وكانت تُلقب بجبهة طي نسبة إلى طواشي والدها ولقد وصفها الخزرجي بإنها أمراة محببة حازمة ولبيبة طاهرة عفيفة وأنها في غاية الحسن والجمال والجود والكمال.

 الإحسان

قال عنها تقي الدين محمد بن أحمد الفاسي بإنها كانت كثيرة الكرم والإحسان إلى الناس وبذلك انتظمت ولاية إبنها الأشرف إسماعيل، ومما يحكى من مكارمها أنها كانت دائماً تسأل عن أحوال المتسببين في الأسواق فتخبر بكساد البيع عليهم فتخرج ألفي دينار او ثلاثة آلاف من الفضة فتآمر بإن يشتري بذلك منهم ماعندهم وليس لها أي شي مما يشترونه وإنما قصدها بذلك الاحسان إليهم حيث تساعد كل من مد يده للعمل وليس للتسول فالتسول في عهد الدولة الرسولية كالحرام ولها في الإحسان إلى الناس أخبار كثيرة.

التشييد

كان للملكة تهاني البركاني مشاركة فعالة في النهضة العلمية والاجتماعة والسياسية فمن الناحية العلمية فقد شيدت مسجداً كبيراً على باب دارها المعروف اليوم بدار الأمان في مدينة تعز على بركة مغطاه ومطاهر (حمامات للبول وليس للبراز) وحمامات كما جرت إليه ساقية من الماء فأنتفع الناس بها انتفاعاً عظيماً كما ثبتت فيه إماماً ومؤذناً وقيماً ومعلماً يعلم جميع العلوم وايتاماً يتعلمون القران الكريم وعلوم أخرى في هذا المسجد حيث لم يقتصر دورها على هذا الجانب فقط بل كانت لها جوانب مشرفة في الناحية الاجتماعية وكان لها مآثر ومكارم عديدة وقد كانت مع إعتاق العبيد والجواري والخدم حيث اعتقت عبيداً وإماء كُثر بين من الجواري والخدم والعبيد وجعلت صندوقا لإعتاق العبيد، كما أوصت بصدقة مستكثرة على الفقراء والمساكين وعلى جملة الناس المعنيين.

دورها السياسي

عندما توفي زوجها الملك الأفضل الرسولي سنة (778هـ 1376م) وتحديداً في زبيد أوصى بأن يبايعوا ابنه الأشرف ثم مات ودُفن في مدينة تعز في شهر شعبان فبادرت بـإن ساعدت ولدها تحقيقا لوصية والده فأستدعت قادة الجند والوزراء والأعيان فأكرمتهم وأخبرتهم بإن يحافظوا على وصية الملك الراحل فعاهدوها على كتاب الله بإنهم لن يخلفوا هذه الوصية وصدقوا، وكان عمر ولده حينها في العشرينات. وقد أمرت ولدها بإن يكرم المشائخ والقبائل والجند فهم درع الدولة كما زاد في إكرام القادة والجند والشعب وقامت المدارس والمصانع.

كان للملكة تهاني البركاني لها الدور الكبير في تثبيت إبنها ملك وسلطان الدولة الرسولية وقبل أن تتوفى سنة 784هـ 1382م أمرت إبنها أن يحج عنها حجة أخرى وأن يقوم بزيارة مسجد النبي عليه الصلاة والسلام بالمدينه فندب إبنها الملك الاشرف اسماعيل المؤرخ علي بن الحسن بن أبي بكر بن الحسن ابن وهاس الخزرجي بالحج عنها والزيارة سنة لمسجد النبي وزوده بأربعة آلاف درهم وبعد رجوعه من الحج استبشر به وسامحه بخراج أرضه ونخله مسامحة مؤبدة وتوثقت علاقته بالملك الأشرف الرسولي كثيراً وأصبح من المقربين إليه.

 

المصادر:

1- العقد الفاخر الحسن في طبقات أكابر اليمن. الخزرجي.

2- تعريف ذوي العلا (الفاسي) ص 319.

3- المنشأت المعمارية الرسولية في اليمن دراسة تاريخية وحضارية ص47.

4- الملك الأفضل الرسولي جهوده السياسية والعلمية ص 88- 90.