
ثورة قلعة المقاطرة ، هي ثورة خاضها أبناء المقاطرة ضد حكم الإئمة، وانطلقت من قلعة المقاطرة وهي واحدة من أهم القلاع في منطقة الحجرية وتتبع محافظة لحج، وكانت قديما من أهم المراكز الحربية للمعافر في فترة الحكم الاوساني ثم الحميري.
وقد كانت قلعة المقاطرة والمناطق المحيطة بها اشتهرت في أواخر القرن التاسع عشر بأنها “مقبرة الأتراك ” فقد دحرت المشير عاصم الشهير بالبراعة القيادية والمراس العسكري.
يقول الشاعر الكبير عبد الله البردوني في كتابه اليمن الجمهوري (كانت قلعة المقاطرة أسبق من حصن شهارة في مقاومة الأتراك ، لأن قائد شهارة كان يتراوح بين المفاوضة والمقاومة وكان يقبل الإحتلال إذا أتاح له المحتل التولي على الزكوات والأوقاف بدون فرض زيادات في الضرائب السنوية المتفق عليها. أما قلعة المقاطرة بزعامة ” آل علي سعد” فانتهجت النضال بلا مساومة).
تاريخ ثورة المقاطرة
في عام 1922م بدأت ثورة المقاطرة، سلم الأتراك السلطة للامام يحيى حميد الدين وتركُ له الكثير من الاسلحة والقيادات العسكريه المرتزقة. وقد أجبر البريطانيون حينها العثمانيين على تسليم الأراضي التي كانت تحت سلطتهم للامام، وبعد ذلك بدأ الإمام يحيى بالتحرك إلى المناطق لإخضاعها لحكمه ودخلت المقاطرة ضمن أهدافه، وقد زحف عليها وكانت مبرراته التي أشاعها، كما يذكرها مؤرخ الإئمة عبد الكريم مطهر” أنهم كانوا متهاونين في أمور الدين، ولم يبق لديهم منه ومن تعاليمه ما يعدون به من أهل الإسلام؛ أهملوا الصلاة وعقود الأنكحة، واصبحوا إخوان نصارى نتيجة قربهم من عدن وذهابهم إليها، ومعاشرتهم للأجانب، وهي أسباب بحد وصفه جعلت أمير الجيش الإمامي علي الوزير يرسل إلى الإمام يحيى طالباً المدد والإذن بإصلاح تلك الجهة، وإدخالهم إلى حظيرة الطاعة.
حشد الأئمة
حَشد الأئمة لغزو المقاطرة آلاف العساكر، غالبيتهم من “أرحب ووداعة”، وبعض رعايا مشايخ اليمن الأسفل، بعد مبايعتهم لسلطة الإمام يحيى -الذي قدم لهم كلاما معسولا ريثما يتمكن من بسط سيطرته على تلك المناطق من قبل واليه علي الوزير. ثم نكث بوعوده كلها، واعتقل وجهاء المنطقة ومشايخها، واقتادهم حفاة مكبلين بالسلاسل من تعز إلى صنعاء ومنها إلى سجن حجة الرهيب، حيث تم إبقاؤهم هناك لأكثر من عشرين عاما معتقلين دون أي تهمة أو محاكمة.
تقدم الجيش من جميع الجهات، على القلعة وحصن الثميدني، وكان من فيها من المجاهدين قد أجمعوا على عدم تسليمها،صمد الثوار في قلعة المقاطرة من مشايخ آل علي سعد والشيخ الفقية حميد الدين الخزفار لمدة عامين، وكبدو جنود الإمام مئات القتلى. لكن في النهاية سقطت القلعة كما تذكر الروايات بخيانات من الداخل.
كانت النتيجة 200 أسير، اقتيدوا صوب صنعاء ،واجبر كل واحداً منهم على ان يحمل رأس اثنين من أقاربه على عنقه حتى وصلوا الى صنعاء بعد سير على الأقدام لمدة ثلاثين يوم، وفي صنعاء تم إعدامهم.
المراجع:
1 -اليمن الجمهوري. عبد الله البردوني. 2- التاريخ العسكري لليمن. سلطان ناجي. 3- تاريخ السعودية العربية. مورخ من الإتحاد السوفيتي. 4- الإحتلال البريطاني لعدن " د.ثروت اباظة".