
جامع المظفر أو (المدرسة المظفرية)، هو واحد من أبرز المعالم التاريخية الحضارية في محافظة تعز، أنشأه السلطان الملك المظفر يوسف بن عمر بن علي بن رسول ثاني ملوك الدولة الرسولية في النصف الأول من حكمه (648هـ/1250م)، ويتسع جامع المظفر لخمسمئة مصلٍّ، ويقول بعض الباحثين أنها أسست في النصف الأول من حكمه 1250م .
جرت عليها بعض الاضافات والتعديلات خلال العصور المتعاقبة، فقد كانت هذه المنشآة الدينية منذ إقامتها وعلى مر العصور المتعاقبة، محور اهتمام الحكام، لانها تقوم بدور الجامع الكبير في المدينة، كما أنها من أقدم المدارس المعلقة، والنموذج الأول الذي انتهجته كثير من المدارس الرسولية بعد ذلك.
تكوين الجامع
يتألف جامع ومدرسة المظفر من بيت للصلاة ويتكون من صدر وجناحين تغطية قبة كبيرة مدعمة بعقود، أما الجناحين الغربي والشرقي تغطي كل منها كابات، ويقع في جنوب بيت الصلاة فناء مكشوف تحيط به الأشجار، وتشغل المأذنة الزاوية الجنوبية الشرقية منه، وعلى امتداد الصحن في الجهة الغربية توجد مجنَّة”قبر” بها بائكتان صغيرتان ذات سقف مسطح، أما الجهة الشرقية فقد أزيلت معالمها القديمة ويقع فيها “حمامات”.
والتخطيط العام لمبنى جامع المظفر عبارة عن بناء من الحجر مستطيل المسقط يتكون من طابقين مرتفعين: يشتمل الطابق الأرضي على عدد من الممرات والحجرات التي كانت تستخدم كسكن لطلبة العلم واستخدمت في فترات لاحقة كمخازن، سقف أحد هذه الدهاليز عبارة عن قبو نصف برميلي الشكل. يشغل الجامع ومرافقه الطابق الثاني ويتكون من فناء “صوح ” مكشوف تحيط به من الجهات الشرقية والغربية والجنوبية ثلاثة أروقة؛ وتحيط به من الجهة الشمالية بيت الصلاة وتطل عليه بواجهتها الجنوبية.
بيت الصلاة
بيت الصلاة في الجامع، هي عبارة عن مساحة مستطيلة الشكل تشغل الجزء الشمالي من الفناء، وتتكون من جناح شرقي وجناح غربي تتوسطهما مساحة وسطى، تغطيها قبة مركزية تعلو منطقة المحراب وتقوم على أربع حنايا ركنية، وست قباب صغيرة جانبية تقوم على عقود نصف دائرية تحملها صفوف من الدعامات المضلعة،مناطق الانتقال من المربع إلى المثمن عبارة عن حنايا ركنية، يتوسط المحراب جدار القبلة وهو عبارة عن محراب مجوف يتوجها من الخارج عقدان مسننا الشكل، ويحف بالمحراب من الجانبين عمودان مخلقان يرتكز عليهما العقد الخارجي.
تزين منطقة المحراب من أعلى ومن الجانبين زخارف جصية كتابية وهندسية ونباتية تتميز زخارف القباب التي تغطي بلاطة المحراب والجناحين الجانبيين وأروقة الجامع بثرائها بالعناصر الزخرفية الملونة الرائعة، التي تشكل لوحات فنية إسلامية راقية نادرة الوجود. تتخلل المثمنات التي تقوم عليها القباب نوافذ وحنايا معقودة تؤطرها أنواع مختلفة من العناصر الزخرفية الملونة، تفتح بيت الصلاة والأروقة على الفناء المكشوف بواسطة عقود نصف دائرية الشكل تعلوها زخارف هندسية وتنتهي من أعلى بشرفات مثلثة الشكل متدرجة.
التوسعة والتجديد
خضعت المدرسة المظفرية للكثير من أعمال التجديد والتوسعة والترميم، وكان أهمها زيادة عمارتها بأمر الملك الرسولي المجاهد علي بن داود بن يوسف بن عمر والزيادة التي تمت في الجهة الشرقية من المدرسة بأمر السلطان الرسولي الملك الأشرف الثاني إسماعيل بن العباس بن علي بن داود.
في العصر الحديث تعرض مبنى الجامع لأضرار عدة تمثلت في تفتت مادة القضاض بالجدران نتيجة للحفر العشوائي للبئر في الجهة الغربية ونتيجة استخدام الطابق الأرضي لدفن الموتى، وسد النوافذ في بداية السبعينيات من القرن الماضي وقد أدى ذلك إلى انتشار الرطوبة والأملاح مما أثر على أحجار البناء وتسبب في حدوث تشققات ظهرت في الجدران وظهرت كذلك في بعض بطون القباب وجدران بيت الصلاة.