حجة الوداع هي لقاء بين النبي والمسلمين، وهي الحجّة الوحيدة الّتي حجّها النبي، وفيها ودع النبي محمد الناس، وأرسى القواعد التي تضمن للإنسان والمجتمع حياة آمنة ومستقرة، وكذا التطور والنَّماء للفرد خاصة وللمجتمع بصفة عامة.

كانت حجة الوداع في السنة العاشرة من الهجرة حيث توجه النبي أواخر ذي القعدة من المدينة المنورة متوجّهاً إلى الحجّ، مؤذنا في الناس بالحجّ.

أذان الحج

بعد نزول آية الحج ﴿وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق﴾ فأمر المؤذنين أن يؤذنوا بأعلى أصواتهم بأنّ رسول الله يحج في عامه هذا، فعلم به من حضر المدينة وأهل العوالي والأعراب، واجتمعوا لحج رسول الله، وإنما كانوا تابعين ينظرون ما يؤمرون ويتبعونه أو يصنع شيئا فيصنعونه، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أربع بقين من ذي القعدة.

شعائر الحج

بات النبي ليلته بميقات ذي الحُليفة، ثم توجه إلى مكة، وفي الميقات بيّن  للناس آداب الإحرام وسننه، ثم اغتسل، وساق الهدي بحج القِرانولبس ثياب الإحرام وكانت يَمَانِيَّيْنِ عِبْرِيٌّ وظَفَارِ وفيهِما كُفِّن. ثم بات ليلة في ذي طوى القريب من مكة حتَّى انتهى إلى مكَّةَ في سَلْخِ– آخر نهار- الرابع من ذي الْحجّة

نزول آية إتمام الدين

خطب الرسول عليه الصلاة والسلام خطبة تحدث فيها عن حرمة يوم النحر، وفضله عند الله، وعن حرمة مكة، وأمر الناس بالسمع والطاعة، وبأخذ المناسك عنه، وبعد أن انتهى أذّن المؤذن وأقام، وصلّى الرسول بالنّاس صلاة الظهر، ثم صلى صلاة العصر، وبعد ذلك توجه حتى وصل موقف عرفات، واستقبل القبلة، واستمر على هذه الحال حتى غروب الشمس، وفي تلك الأثناء نزل عليه قول الله تعالى: «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا».

الطواف

بعدما دخل مكة من كدى على راحلته القصواء إلى الأبطح، طاف بالبيتِ سبعةَ أَشواطٍ وصلَّى ركعتينِ خلفَ مقَام إِبراهيمَ عليه السلام، ثُمَّ عاد إلى الحجرِ فاستلَمه، وقد طاف بالبيت راكباً.

السعي

بعد أن أتم الطواف، شرب من ماء زمزم، ثم سار نحو جبل الصفا. قائلا نبدأ بما بدأ الله به فبدأ بالسعي من الصفا ساعياً بينه وبين المروة، وكان قد أَتَى الصَّفَا فصعِدَ عليه واستقبلَ الركن اليماني فحمد اللَّهَ وأَثْنَى عليه ودعا مقدار مُترَسِّلًا، ثمَّ انحدر إلى المروة فوقفَ عليها كما وقف على الصَّفَا، ثُمَّ انحدر وعاد إلى الصَّفَا فوقفَ عليها، ثُمَّ انحدرَ إلى المرْوَةِ حتَّى فرغ من سعيِه، بعدها ذهب  إلى منى وعرفات عند غروب الثامن من ذي الحجّة إلى منى فباتوا ليلتهم هناك، وفي صباح يوم التاسع وبعد طلوع الشمس توجّه إلى عرفات .

خطبة حجة الوداع

«إنَّ دماءَكُم وأموالَكُم علَيكُم حرامٌ كحُرمَةِ يَومِكُم هذا في شَهْرِكُم هذا في بلدِكُم هذا، ألا إنَّ كلَّ شيءٍ من أمرِ الجاهليَّةِ تحتَ قدميَّ مَوضوعٌ، ودماءُ الجاهليَّةِ مَوضوعةٌ، وأوَّلُ دمٍ أضعُهُ دماؤُنا: دمُ ربيعةَ بنِ الحارثِ بنِ عبدِ المطَّلبِ كانَ مُستَرضعًا في بَني سعدٍ فقتلَتهُ هُذَيْلٌ، ورِبا الجاهليَّةِ مَوضوعٌ، وأوَّلُ رِبًا أضعُهُ رِبانا: رِبا عبَّاسِ بنِ عبدِ المطَّلبِ فإنَّهُ مَوضوعٌ كلُّهُ، اتَّقوا اللَّهَ في النِّساءِ، فإنَّكم أخذتُموهنَّ بأمانةِ اللَّهِ، واستحلَلتُمْ فروجَهُنَّ بِكَلمةِ اللَّهِ، وإنَّ لَكُم علَيهنَّ أن لا يوطِئنَ فُرشَكُم، أحدًا تَكْرهونَهُ، فإن فعلنَ فاضربوهنَّ ضربًا غيرَ مُبرِّحٍ، ولَهُنَّ علَيكُم رزقُهُنَّ وَكِسوتُهُنَّ بالمعروفِ، وإنِّي قد ترَكْتُ فيكُم ما لن تضلُّوا بعدَهُ إنِ اعتصَمتُمْ بِهِ: كتابَ اللَّهِ وأنتُمْ مَسئولونَ عنِّي، فما أنتُمْ قائلونَ قالوا: نشهدُ أنَّكَ قد بلَّغتَ، وأدَّيتَ، ونصحْتَ، ثمَّ قالَ: بأُصبعِهِ السَّبَّابةِ يرفعُها إلى السَّماءِ وينكبُها إلى النَّاسِ: اللَّهمَّ اشهدْ، اللَّهمَّ اشهدْ، اللَّهمَّ اشهدْ».

خلاصة خطبة الوداع

• حُرمة الربا وخطورة التعامل به.
• إبطال ما كان من عادات قبيحة عند العرب في الجاهلية ومنها الثأر.
• الدعوة إلى احترام النساء وإعطائهن حقوقهن.
• دعوة المسلمين إلى أن يتمسكوا في كل زمان ومكان بكتاب الله وسنه نبيه.
• التأكيد على أخوة المسلمين ووحدتهم.
• حذر المسلمين من الإختلاف والتناحر بينهم.

المراجع:

1-حجة الوداع وقضايا الأمة. طريق الإسلام. روجع بناريخ 18 ابريل 2020م.
2- حجة الوداع. بوابة السيرة النبوية. روجع بناريخ 18 ابريل 2020م.
3- حجة الوداع. الألوكة. روجع بناريخ 18 ابريل 2020م.
4- حجة الوداع. قصة الإسلام. روجع بناريخ 18 ابريل 2020م.