
شعب أبي طالب هي منطقة في مكة تقع بين جبل أبو قبيس وجبل الخندمة، بالقرب من المسجد الحرام وهو ملك لعبد المطلب، حاصرت به قريش المسلمين وبني هاشم حصاراً اقتصادياً واجتماعياً في السنة السابعة من البعثة النبوية بسبب عدم تخليهم عن النبي (ص).
سبب الحصار
فشلت قبائل قريش بجميع وسائل االترهيب والحرب النفسية والدعائية ضدّ النبيّ والمؤمنون فقرّر زعماء قريش أن يقاطعوا أبا طالب وبني هاشم، ومحمّداً وأصحابه، اقتصاديا واجتماعيا، وكتبوا صحيفة تعاقدوا فيها على ذلك وعلّقوها في جوف الكعبة.
الحصار
حين أجمعت قريش على قتل النبي محمد، جمع أبو طالب بن عبد المطلب بني هاشم وأخبرهم بمكيدة قريش، فقرروا أن ينحازوا بالنبي في شعب بمكة يقال له: شعب أبي طالب، وانحاز معهم حمية بنو المطلب بن عبد مناف. اجتمع رؤساء قريش في خيف بني كنانة ويسمى اليوم بالمعابدة، وأجمعوا على مقاطعة بني هاشم وبني المطلب اقتصاديًا واجتماعيًا، وكتبوا في ذلك كتابًا وعلقوا ما كتبوه في صحيفة في جوف الكعبة
بنود الصحيفة
كتب الصحيفة منصور بن عكرمة العبدري فدعا عليه النبي محمد فشلت أصابعهة وقد جاء في الصحييفة:
أن لا يناكحوهم ولا يتزوجون منهم، وأن لا يبايعوهم، ولا يبيعون لهم ولا يشترون منهم، وأن لا يجالسوهم، ولا يخالطوهم، ولا يدخلوا بيوتهم، ولا يكلموهم، وأن لا يقبلوا من بني هاشم وبني المطلب صلحًا أبدًا، ولا تأخذهم بهم رأفة حتى يُسْلموا الرسول لهم للقتل.
إجراءات قريش
- نشر الجواسيس والمخبرين على الهاشمين حتى لا يأتيهم أحد بالطعام.
- حذروا كل قادم إلى مكة المكرمة من التعامل مع المسلمين وكانوا يهددون كل من يحاول بيع المسلمين شيئا بنهب أمواله.
- لم يتركوا طعاما إلا واشتروه خوفا من وصوله إلى المسلمين المحاصرين.
وضع بني أثناء الحصار
دام حصار بني هاشم ثلاث سنوات، ووضعت الحراس على الشِعب ليمنعوا مساعدة لبني هاشم من أهل مكة، وكانوا ينفقون من أموال خديجة، وأبي طالب، حتى نفدت ، حتى اضطروا إلى أن يقتاتوا بورق الشجر. وكان صِبْيَتُهُم يتضاعون جوعا، ويسمعهم المشركون من وراء الشعب، ويتذاكرون ذلك فيما بينهم ، فبعضهم يفرح ، وبعضهم يتذمم من ذلك.
ويقولون: إنه ربما وجد فيهم من يتعاطف مع المسلمين ، وكان هذا يصدر غالباً ممن يتصل بهم نسباً ، كأبي العاص بن الربيع ، وحكيم بن حزام واستطاع حكيم بن حزام ــــ ابن أخ السيدة خديجة ـــ أن يصل إلى الشِعب بطريقة أو بأخرى، وكذلك أبو العاص بن ربيع، وهشام بن عمر، حيث كانوا يتسللون في أنصاف الليالي، ويقدمون لهم الحنطة والتمر، وكانت تسبب لهم هذه المساعدة التي يقدمونها مأزقا في بعض الأحيان. وقد أمضى النبي وأصحابه وزوجته خديجة وعمه أبو طالب سنوات صعبة في هذا الحصار، لكن قريش لم تستطع النيل منهم.
كيف انتهى الحصار
كان حكيم بن حزام وكعادته يتسلل إلى الشعب، و رآه أبو جهل فمنعه من الدخول إلى الشِعب، وقد تجمع عليهم جمعٌ من الناس، وأخذوا يلومون أبا جهل، ثم ندم مجموعة من أهل مكة لمحاصرتهم لبني هاشم، وقالوا أيتنعم بنو مخزوم (عشيرة أبو جهل)، وأولاد هاشم وعبد المطلب يعيشون الضيم والحصار، ثم قرروا إلغاء العهد الذي اتفقوا عليه من أجل محاصرة بني هاشم.
وقد اجتمع مجموعة من الذين شاركوا في كتابة العهد، وقرروا أن يمزقوا العهد الذي كتبوه وعلقوه على الكعبة، ثم انطلقوا إلى الكعبة فوجدوا العهد المعلق على جدار الكعبة قد أكلته الإرضة، ولم يبقى منه إلا كلمة (بسمك اللهم) في هذه الأثناء أخبر النبي عمه أبا طالب أن الأرضة قد أكلت العهد المعلق على أستار الكعبة ولم يبق منه إلا كلمة (بسمك اللهم)، فذهب أبو طالب إلى قريش وأخبرهم بقوله، ثم قال لهم إن صدق ابن أخي فأرفعوا عنّا الحصار، وإن كذب فسوف أسلّمه لكم.
فذهبوا إلى العهد فوجدوه كما أخبر النبي (ص)، وبهذا انتهت المحاصرة عن النبي وأصحابه وبني هاشم.
المراجع:
1- حصار المسلمين في شعب أبي طالب. الرسالة. روجع بتاريخ 11 ابريل 2020م. 2- حصار شعب أبي طالب. قصة الإسلام. روجع بتاريخ 11 ابريل 2020م.