نوفمبر 11, 2017
اخر تعديل : نوفمبر 11, 2017

قرية بيت بوس التاريخية

قرية بيت بوس التاريخية
بواسطة : Editors of Al Moheet
Share

بيت بوس، هو إحدى القرى في مدينة صنعاء وتقع في الجهة الجنوبية الغربية منها، وتتبع إدارياً مديرية سنحان وبني بهلول التابعة محافظة صنعاء اليمنية، وتحولت القرية إلى أطلال مهجورة، إلا أن بعض الأسر اليمنية المسلمة الفقيرة لا تزال تعيش فيها.

تم تشييد بيوت القرية على قمة الجبل من أحجار الجبل نفسه، بطريقة منظمة متناغمة في شكل تاج يعلو هامة المرتفع الجبلي، بطريقة توضح مدى عبقرية التصميم والمعمار اليمني القديم.

وتطل القرية على واد يضم مجموعة من الحقول الزراعية على امتداد البصر، كان يملكها سكان القرية، الذين شيدوا بيوتهم على هذا الجبل من أجل التحصين، قبل أن يلتهم العمران الحديث تلك الحقول في السنوات المتأخرة.

التسمية

تشير بعض المراجع إلى أن تسمية القرية جاءت نسبة إلى يهودي يدعى بوس، هو أول من سكن هذه الجبال وبنى فيها البيوت التي تبلغ أكثر من 300 منزل متعددة الأدوار.

سمي الحي باسم القرية القديمة الواقعة ضمن نطاق الحي، وهي قرية وفرت لها طبيعة الموقع الجبلي الذي أقيمت عليه تحصيناً دفاعياً جعلها بمنأى عن الغزاة، فهي محمية من ثلاثة اتجاهات الشرق والشمال والغرب ، ولها بوابة واحدة فقط في الجهة الجنوبية ، وموقع قرية بيت بوس يعود تاريخه إلى عصور ما قبل الاسلام ، وكان يندرج ضمن أملاك قبيلة مأذن.

تاريخ حي بيت بوس 

يعرف من خلال نقوش حميرية كثيرة فوق باب الكهف في عرض جبل الفرضة أن باني هذا الحصن هو الملك الحميري ذي بوس بن ايرل بن شرحبيل (ذكره نشوان بن سعيد الحميري المتوفي سنة 573هـ “أم أين ذويهر وذو يزن، وذو بوس وذوبيح وذو الأنواح”)، وهو معروف ومذكور وله تاريخه وكتب عنه الكثير من المؤرخين وسمي هذا الحصن باسمه (بيت بوس) وقد اتخذه مقراً لإقامته ووجد اسمه على الكثير من الأحجار وكان بناء هذا الحصن قد تم في حوالي القرن الثامن قبل الميلاد.

الدولة الصليحية

اما في عام 450هـ فقد قام الصليحيون بالاستيلاء عليه وذلك على يد مؤسس وملك الدولة الصليحية الملك الأكرم علي بن محمد الصليحي وقد قام الصليحيون بترميم هذا الحصن سنة 504 هـ وذلك في عهد الملكة الحرة أروى بنت أحمد الصليحي.

وأقام في هذا الحصن الملك المكرم أحمد بن علي الصليحي زوج الملكة أروى لفترة وجيزة كان فيها مريضاً إلى أن وافاه الأجل المحتوم في سنة 480هـ ودفن في هذا الحصن وقبره معروف إلى الآن.

الدولة الطاهرية

اما بعد انهيار الدولة الصليحية في بدايات القرن السادس للهجرة وذلك بعد وفاة الملكة أروى، بدأ الاهتمام بهذا الحصن يقل كثيراً فترة بعد أخرى وباختلاف الدويلات المتعاقبة على اليمن ظل الحصن مهملاً إلى إن قامت دولة السلطان ابن السلطان قرة عين الزمان الملك الظافر عامر بن عبدالوهاب بن داوود بن طاهر مؤسس الدولة الطاهرية. فبدأ الاهتمام بهذا الحصن من جديد وذلك لموقعة الاستراتيجي والدفاعي الهام من أي غزو على مدينة صنعاء من جنوبها فأمر السلطان بترميم الحصن والاهتمام به وذلك عام 910هـ.