
دار الدواء بصنعاء، كانت يقع شرقي مسجد حجر، وباب شرارة، وجنوبي قبة وحمام المتوكل، أي أنها كانت تقع أمام دار الشكر بميدان التحرير حاليا.
وهي منشأة تركية، وفي حقيقة الأمر لا يعرف منشئ الصيدلية هذه بالضبط، لعدم وجود أي إشارة تاريخية تفيد في ذلك، غير أنه أمكن تحديد الفترة التي تمت فيها إنشائها، وذلك من خلال أقدم إشارة تاريخية ورد فيها ذكر الصيدلية، والتي ترجع إلى سنة (1311هـ/1893م)، حيث أشار المؤرخ الإرياني (ت1323ه/1905م)، في سيرته ضمن أحداث سنة (1311هـ) أن القوات الإمامية قامت بإحراق ” دار الإجزخانة دار الدواء، الكائنة شرقي مسجد حجر، وجنوبي حمام المتوكل المعروف بصنعاء “.
أيضاً من خلال خريطة صنعاء التي رسمها مانزوني سنة (1295هـ/1879م)، لم يسقط موقع الصيدلية عليها، كغيرها من المباني الحكومية وغيرها التي اسقطت على الخريطة، مما يرجح القول بأن الصيدلية أنشأت في الفترة ما بين سنة ( 1295- 1311ه/ 1878- 1893م).
دواء مجاني
وقد ذكر الرحالة الألماني بورشارت (Hermann Burchardt) أن الصيدلية هذه تعد من ضمن المؤسسات العامة المدنية التي تقدم الدواء للفقراء مجاناً بموجب وثيقة تمنح لهم من البلدية. كما أشار المؤرخ نزيه العظم في رحلته أن هذه الصيدلية كانت الوحيدة من نوعها في صنعاء.
وقد عرفت الصيدلية في المصادر والوثائق التاريخية باسم (إجزاخانة)، ووردت عند المؤرخ الإرياني باسم ” دار الإجزخانة دار الدواء “، وقد ذكر المؤرخ نزيه العظم في رحلته أنه قرأ اللوحة المكتوبة على الصيدلية والمكتوبة باللغة التركية (بلدية اجز خانه سي).
وصف الدار
أما وصفها من الداخل فقد ذكر المؤرخ نزيه العظم في رحلته أن الدور العلوي من المبنى خصص كمستودع العلاج، حيث يتم الصعود إليه عبر سلم حجري، وأن الدور العلوي مكون من ثلاث غرف كبيرة.
وتعد هذه الصيدلية أحدى أهم المنشآت التي خلفها العثمانيين، والتي أستلمها الإمام يحيى حميد الدين منهم، حيث كلف القاضي أحمد بن أحمد الجرافي باستلامها وغيرها من المباني العثمانية، وذلك أوائل عام (1337هـ/ 1918م).
وقد استمرت الصيدلية تؤدي وظيفتها إلى ما قبل سنة (1355هـ/ 1936م)، حيث أورد الرحالة نزيه العظم صورة فوتوغرافية لدار الشكر المؤرخ عمارته بسنة (1351هـ/ 1933م)، والساحة التي تتقدمه، ولم يعد لمبنى الصيدلية وجود، في حين أن المبنى كان ما يزال قائماً في الصورة الفوتوغرافية الجوية التي التقطت سنة (1927م).