
راجح غالب نصر لبوزة ، ثائر، مفجر ثورة (14 أكتوبر 1963م) التي انطلقت من جبال ردفان ضد الاستعمار البريطاني لجنوب اليمن. ولد (1335 هـ/ 1917م) في جبل (ردفان)، وقتل في وادي (المصراح)، ودفن في قرية (عقيبة)، وكلُّها في بلاد لحج. درس القرآن الكريم، ومبادئ القراءة والكتابة في كُتَّاب قريته.
وفي سنة (1362هـ/1942م) اشترك في جماعة من أبناء بلده في انتفاضة ضد قوات الاحتلال البريطانية المستعمرة لجنوب اليمن دارت إثرها رحى المعارك، وقتل تسعة من أبناء (ردفان)، وقامت القوات البريطانية بهدم منازل عدد من الثوار، وأقامت معسكرًا في منطقة (الحبيلين) لوضع الحكام المحليين تحت حمايتها، ولتأمين طرق التجارة بين شطري اليمن.
برز إثر هذه الانتفاضة ثائرًا صلبًا، وقد ترك قريته، واتخذ من جبال (ردفان) مأوى له ولرفاقه المطاردين، وظل يتردد إلى المدن اليمنية الشمالية، طمعًا في الحصول على دعم يمكنه من مواصلة هجماته على البريطانيين، غير أن نظام الملكية كان مضطربًا في سياسته تجاه الوجود البريطاني في الجنوب: بين الرغبة في دعم الثوار، والخوف من بريطانيا، فلم يحظ لبوزة بالحصول على أي دعم.
وحين أطيح بالنظام الملكي الإمامي؛ عقب قيام الثورة الجمهورية سنة (1382هـ/1962م)، التفَّ لبوزة مع رجاله حول هذه الثورة، مناصرين ومساندين، ووصل إلى مدينة إبّ بمجموعة من المقاتلين بلغ عددهم خمسة وثلاثين مقاتلاً، تلقوا تدريبًا سريعًا، ثم انتقلوا إلى مدينة الحديدة، ومنها إلى بلدة (المحابشة) في محافظة حجّة؛ مشاركين الجيش الجمهوري في قتال فلول الملكيين.
ثورة أكتوبر
وعقب تشكيل الجبهة القومية في جنوب اليمن لمقاومة الاحتلال البريطاني عام (1383هـ/1963م)، عاد لبوزة مع رجاله إلى بلده بعد سماح السلطات البريطانية لهم بالعودة، غير أنها طلبت تسليم أسلحتهم، أو دفع غرامة كبيرة، وكتب الضابط السياسي البريطاني المستر (ميلان) بذلك إلى لبوزة، وطلب منه عدم مغادرتهم بلدتهم مرة أخرى، فكتب إليه لبوزة بالرفض متحديًا، ووضع بجانب الرسالة طلقة رصاص. وفي يوم (25/5/1383هـ)، (13/10/1963م).
وصلت الأخبار إلى راجح لبوزة بأن المستر (ميلان) قادم إلى وادي (المصراح) بقوات تعززها المدافع الثقيلة؛ فأمر لبوزة رجاله بالتجمع في جبل (البدوي)، رأس وادي (المصراح)، ووضع خطة للمواجهة، وفي صباح اليوم الثاني؛ نزل لبوزة ورفاقه لصد القوات البريطانية؛ فوقعت معارك ضارية دامت أربع ساعات، تراجعت إثرها القوات البريطانية، وأصيب لبوزة بشظايا؛ ظل دمه ينزف متأثرًا بها حتى فارق الحياة؛ فكانت هذه المعركة أول شرارة في ثورة (أكتوبر)، ويعد لبوزة أول شهيد في أدبيات هذه الثورة ضد الاستعمار البريطاني.
وفاته
توفي راجح لبوزة في (26/ 5 /1383 هـ) الموافق (14/ 10/ 1963م).
المصادر:
1-راجح غالب نصر لبوزة. موسوعة أعلام اليمن ومؤلفيه. تأليف د.عبد الولي الشميري.