
سوق الملح، يعد من أشهر الاسواق الشعبية في صنعاء القديمة، تعود نشأة السوق إلى مايزيد على نصف قرن من الزمان ويتميز بكثافة معروضاته وموقعه المميز على مشارف صنعاء.
تاريخ سوق الملح
رغم عدم الاتفاق على سبب تسمية السوق بسوق الملح الا ان الشائع انها عرفت بهذا الاسم لاشتهارها كونها السوق الرئيسية للتوابل والبهارات، غير ان المؤرخ محمد ابو الحسن الهمداني اورد في كتابه «الإكليل» سببا آخر للتسمية فهو في الاصل سوق الملح (بضم الميم وفتح اللام) اي انه سوق كل ما هو جميل ومليح وحصفت التسمية لاحقا وصارت سوق الملح (بكسر الميم واللام).
وسوق الملح، من أسواق العرب المشهورة قبل الإسلام، ومما ساهم في تنشيط حركة السوق ورواج تجارته موقع مدينة صنعاء على طريق القوافل التي كانت تحضر أسواق العرب الموسمية قبل الإسلام، إضافة إلى كونه يقع على طريق الحجيج بعد الإسلام، فازدادت أهميته لذلك نجد له وصفاً عند الإخباريين ( القرن الخامس الهجري ـ الحادي عشر الميلادي ) في كتاب تاريخ صنعاء للرازي حيث ذكر وجود ( 23 سوقاً ) وكان موعد السوق بعد الانتهاء من سوق عدن.
سوق العرب
فكان العرب يأتونه بعد فراغهم من سوق عدن، ويستمر من نصف رمضان حتى أواخره، ويأتيه التجار بالقطن والزعفران والأصباغ وغيرها ، مما لا يوجد في السوق ، ويشترون منه ما يريدون من البز والحرير وغيرها مما هو موجود في السوق، ولم تكن الحركة التجارية متروكة لهوى أصحابها بل كان هناك قانون خاص يحدد الصورة التي يمكن التعامل بها في أسواق صنعاء وأقدم قانون عُثر عليه يعود إلى سنة ( 1161 هجرية ) صدر في عهد الإمام ” القاسم عبد الله بن المتوكل أحمد ” وقد شمل جميع أنواع التجارة والحرف الرفيعة والوضيعة من بيع وشراء ونقل وحمالة وأجورها إلى جانب تحديد معدلات الربح والمكاييل والمقاييس والعقاب والثواب.
ويحتفظ سوق الملح ككثير من أسواق المدن العربيّة الإسلاميّة العريقة ببعض حمّاماته القديمة، كحمّام السلطان، وحمّام شكر، وحمّام الطواشي، وحمّام الميدان، وحمّام الجلاء، وحمّام المتوكّل، وكذلك “سمسراته” أو خاناته السلطانية.