يوليو 23, 2018
اخر تعديل : أغسطس 24, 2018

شجرة القات في اليمن

شجرة القات في اليمن
بواسطة : Editors of Al Moheet
Share

القات (Catha edulis Forsk) (كاثا إيدوليس): نبتةٌ خضراء معمِّرةٌ تُزرَع بالتطعيم وهي طريقةٌ زراعيةٌ يُنقل فيها نسيجٌ من نبتةٍ إلى نبتةٍ أخرى. ويصل طول شجرة القات إلى 6-7 أمتارٍ، وقد يصل إلى 15-20 متراً في الظروف المثالية. وينمو القات في المرتفعات بين 1500 إلى 2500 متراً فوق سطح البحر، ويُترك لمدة 3-4 سنواتٍ قبل قطف الأوراق، مع أنها تحتاج إلى 6-7 سنواتٍ إضافيةٍ لتنضج. وتستمر الشجرة الجيدة في إعطاء المحاصيل لخمسين سنةً أخرى .

المنشأ والانتشار

كان أبو الريحان البيروني أول طبيبٍ عربيٍ وصف القات كعلاجٍ في كتابه (الصيدلة وفن العلاج). وذُكِرَ القات أيضا في الكتاب الطبي العربي (الأدوية المعقَّدة)، حيث وصف مؤلفه نجيب الدين السمرقندي القات لعلاج الاكتئاب بسبب ما ينتجه من ابتهاجٍ واهتياجٍ. ويعتقد معظم الباحثين بأن القات نشأ في إثيوبيا، مع أنه زُرع لعدة قرونٍ في اليمن. وهناك اختلافاتٌ في تاريخ تقديمه إليها . ولكن هناك إجماعاً بين الباحثين على أن القات قُدِّم إلى العادات الاجتماعية اليمنية في القرن الثالث عشر الميلادي.

وتنتشر حاليا ممارسة مضغُ أوراق نبتة القات بكثرة في شرق أفريقيا وأجزاءٌ من الشرق الأوسط كدولة اليمن، حيث يمثل دوراً ثقافياً واجتماعياً متجذِّراً. هناك قرابة 44 نوعاً من القات من 44 منطقة مختلفةً في اليمن. وتختلف أنواع القات في معدلات تركيز المكوِّنين المهمَّين: الكاثينون وحمض التانين، حيث يمثل قات (النِّهْمي) النوع الأعلى تركيزاً وقات (الصَّيْفي) النوع الأقل تركيزاً.

التركيب الكيميائي

يعود سبب الشعور بالابتهاج أثناء مضغ القات إلى احتوائه على مركب الكاثينون وهو أمينٌ مُحفِّزٌ شبيهٌ بالأمفيتامين.  وتتركب أوراق القات من ثلاثة مركباتٍ أشباه قلويةٍ أساسيةٍ، وهي: الكاثيون، نورسودوإفيدرين (أو الكاثين)، نورإفيدرين. وبقية المكونات هي: كمياتٌ قليلةٌ من الزيوت الأساسية مثل الستيرول وترايتِربين، و5% من البروتين عديم الفائدة الغذائية،  وفيتامين سي ، وحمض التانين في الأوراق المجففة، والقليل من الثيامين والنياسين والرايبوفلافين والحديد والأحماض الأمينية . لكن بقية المكونات الثانوية لا تتدخل في التأثيرات البيولوجية للقات باستثناء حمض التانين.

مراحِل تأثير القات

يصف أحد الباحثين المراحل النفسية حسب تجربته الشخصية وبعد استعماله القات لأكثر من 20 سنة كالتالي:

1- النشوة: شعورٌ بالفرح والاهتياج. وتدوم من ساعة إلى ساعتين. وهذه المرحلة شائعةٌ بين المُتعاطين الشباب، وتتكرر في كل جلسةٍ.

2- الحماس: يبدأ آكلو القات بمناقشة القضايا المهمة بحماسٍ وإدراكٍ لأهمية المشكلة. ويناقشون عادةً القضايا العامة ثم ينفرد أزواجٌ منهم لمناقشة قضاياهم الشخصية بسرِّيَّةٍ.

3- الساعة السُّليمانية: تبدأ هذه الساعة في الصيف عند 6:30 مساءً، وفي الشتاء عند 5:30 مساءً، أيّ عندما لا يحب آكلو القات تشغيل الأضواء، فيكتفون بالصمت وتأمُّل الطبيعة. وتكون مخيِّلتهم نشِطةً، ويفضِّلون سماع الأغاني المحلية.

4- الاكتئاب: يميل المتعاطون قبل انتهاء الجلسة (التخزينة باللهجة المحلية) إلى مناقشة المشاكل الخاصة بنظرةٍ تشاؤميةٍ. وتعتمد مرحلة الاكتئاب على قوة نوع القات، فبعضهم قد يقرر التوقُّف عن تعاطي القات بسبب شدة الاكتئاب (إذا كان النوع قويًّاً). وتُسمَّى هذه المرحلة (التنْكيبة، من النكْبة) بالمحلية الجيزانية.

5- التهيُّج، انعدام الشهية، الأرق: تتميز هذه المرحلة بزيادة الإحساس التخيُّلي بالثقة، وتطاير الأفكار (صعوبة التركيز على موضوعٍ واحدٍ).

 المشكلات الصحية

يلخِّص الباحثون تقرير منظَّمة الصحة العالمية حول أهم المشكلات الصحية المتعلقة بالتعاطي المُزمن، وهي (مرتبةٌ حسب العضو/الجهاز):

  • المثانة البولية: يقلل تناول القات معدل تدفُّق البول (كمية البول التي تُفرَز في كل مدةٍ معيَّنةٍ).
  • القناة المَعِديَّة المَعَويَّة (المعدة والأمعاء): يسبِّب التانين (أحد مكونات القات) أمراض اللثة والتهاب الفم والمريء والمعدة. وهناك دراساتٌ تربط بين القات والقُرحة المَعَويَّة (قُرحة الإثني عشر)، وسوء التغذية. ويُعَدُّ الإمساك من أكثر المشكلات الطبية شيوعاً بين متعاطي القات. وهناك ارتباطٌ بين مضغ القات واصطباغ التجويف الفمِّي باللون البني.
  • الكبِد: يشير ارتفاع تركيزات كل من الفوسفاتاز القلوي وناقلة الألانين والبيليروبين الكُلِّي إلى تسمُّم الكبِد. وفي إحدى الدراسات، أدَّت التغيُّرات النسيجية المَرَضية إلى تسمم الكبد بعد إطعام الأرانب القات لثلاثة أشهر.
  • الجهاز التناسلي: من المعروف أن القات يسبب سَيَلان المَني (القذف اللاإرادي).
  • الجهاز التنفسي: يزيد القات رغبة تدخين التبغ، وهو مرتبطٌ بالتدخين السلبي (مجالسة المدخِّنين).
  • الجهاز القلبي الوعائي.

طريقة تناول القات

يقوم (المُخزن) بوضع أوراق القات في فمه ومضغها وتخزنيها في أحد شدقيه ويمتصها ببطء عن طريق الشعيرات الدموية في الفم، أو يبتلع المتعاطي عصيرها مع قليل من الماء أو المشروبات الغازية بين الحين والآخر. تستمر العملية هذه لساعات طويلة، حيث يبدأ المضغ “التخزين” في اليمن بعد تناول طعام الغداء الذي يكون غالباً بين الواحدة والثانية ظهراً إلى قبيل غروب الشمس، ثم يعاود بعضهم التعاطي مرة أخرى حتى ساعة متأخرة من الليل.

يصاحب تخزين القات تدخين المداعة أو الشيشة بصورة جماعية في غرف المنازل، ويعتبر القات جزء من الطقوس الإجتماعية حيث يساهم في التقاء الناس وجمعه.

إحصاءات

  • إجمالي ما ينفقه اليمنيون سنوياً على نبتة القات يصل إلى (1.7) مليار دولار (357 مليار ريال يمني). ما يعادل ربع الميزانية السنوية للدولة.
  • متوسط الإنفاق الشهري للأسرة على تعاطي القات يبلغ حوالي (12%) من إجمالي دخلها.
  • يستحوذ القات على 6% على ثلث اجمالي الناتج المحلي الزراعي.
  • يوفر قطاع القات فرص عمل لواحد من بين سبعة عمال يمنيين، يشارك في العاصمة صنعاء وحدھا نحو (13,000) شخص في بيعه.
  • في المتوسط ثمة (72%) من الرجال اليمنيين و (33%) من النساء فوق سن الـ12 من العمر يمضغون نبتة القات،
  • حوالي (42%) من المستھلكين الذكور يمضغونه بمعدل خمسة إلى سبعة أيام في الأسبوع يظھرون بذلك علامات التعود الإلزامي.
  • متوسط المساحة المزروعة سنويا حيث بلغت (153) ألف هكتار في 2011 قبل أن ترتفع إلى (168) ألف هكتار في العام 2012.
  • عدد المحافظات التي يزرع فيها القات 18 محافظة من إجمالي 21 محافظة يمنية، بينما تتركز زراعته بدرجة كبيرة في 6 محافظات.

 

المراجع:

1- أهم وأخطر كتاب عن القات. نشوان نيوز. روجع بتاريخ 2018/7/23.
2- القات: نبذة طبية وصحية. السعودي الطبي. روجع بتاريخ 2018/7/23م.
3- اليمنيون ينفقون على القات 1.7 مليار دولار سنوياً. العربية نت. روجع بتاريخ 2018/7/23.