أكتوبر 15, 2017
اخر تعديل : يناير 30, 2018

طرائف العلامة العمراني

طرائف العلامة العمراني
بواسطة : Editors of Al Moheet
Share

العلامة القاضي محمد بن إسماعيل العمراني حُبه للطرائف والنوادر والحكايات، وكان يرويها في مجالسه، وقد نقلها عنه الدكتور محمد عبد الرحمن غنيم في كتاب “حكايات وقصص من اليمن”

فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلاّ أبليس..!

مِنَ قاعِدة الهادوية -المذهب الفقهي للزيدية- إذا وردت سجدةٌ مِنْ سجداتِ القُرآن في الصَّلاةِ لا يسجدونها، فكان رجلٌ من الهادوية يُصلِّي فِي الحرمِ مَعَ النَّاسِ، فقرأ إمام الحرم آية سجدة، فسجد وسجد النَّاس كلّهم إلا هذا الهادويّ ظلَّ واقفًا مُنْتَصبًا، ولم يسجُد اتِّبَاعًا للمَذْهب، فبعد سجودهم قام أحد المُصَلِّينَ وأشَار إلى هذا الهادويّ الذي لم يسجد، وقال: فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا أبليس..!

سنة ضرطة الخطيب !

يَحْكِي القاضي العمراني، فيقول:

ضرَطَ أحد الخُطباء في صنعاء وهو يخطب، فاشتهر ذلك بين النَّاس، فاستحيا هذا الخطيب وترك صنعاء، واغترب لعدة سنوات، ثُمَّ عاد إلى صنعاء، وفي مدخلِ صنعاءَ أراد أن يستريح ويشرب كوبًا من القهوة قبل دخولهِ صنعاء، فجلس في “مقهى” وطلب من المرأة القائمة على المقهى كوبًا من القهوة، فوضعته على النَّارِ، وجلست تتحدَّث مع صاحبة لها وهو يسمعها، فقالت إحداهما للأخرى: كم عمر ابنتك؟ فقالت الأخرى: ابنتي ولدت سنة ضرطة الخطيب، فَلمَّا سمع ذلك انزعج انزعاجًا شديدًا، وقام عائدًا عَلى أعقابهِ مُمْتنعًا عن دخول صنعاء، وقال: أَبَلَغَ من شهرة الضرطة أن يؤرخوا بها ؟!!

بديهة عالِم!

كان العلاّمة حسن بن زيد الديلمي قد استقرّ بمدينة “ذمار” للإقراء والتَّدريس بمدرسةِ ذمار الشّمسيّة، فكان يُدرِّس جميع الفنون واعتنى بتدريس الأمُهاتِ الست وغيرها من كتب الحديث، وقد جرى بينه وبين بعض أهل ذمار قلاقل لتدريسهِ بهذه المدرسة في علوم الحديث، ومن هذه القلاقل يحكي القاضي محمد –حفظه الله- :

كان العلاّمة المذكور يُدرِّسُ يومًا في المدرسةِ الشّمسيّة “صحيح البخاري” وحوله طلبته، فأراد أحد المُتعصبين من الشّيعة، ويُدعى عليّ عقبات أن يوقع بهذا العالِم، فذهب إلى القبائل التي حول ذمار، واستغاث بهم، وقال لهم: إنَّ الديلمي يُريد أن يُبدِّل مذهب أهل البيت وهو مُبغضٌ لعليّ بن أبي طالب والعترة المصطفوية، فجاءت القبائل، وحاصرت المسجد الذي يدرس فيه هذا العالِم، فمن فطنتهِ وذكائهِ لمَّا شعر بالأمر، أمر الطَّلبة أن يفتحوا “صحيح البخاري” على باب فضائل عليّ بن أبي طالب، وأخذ يُحدِّث بهذه الفضائل، والقبائل يسمعون ويتعجبون من سماعهم الأحاديث في فضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه ثم قالوا لبعضهم: ولد عقبات هذا يكذب على ولد الديلمي، أسمعتم الأحاديث في فضل أمر المؤمنين؟ وهذا ولد عقبات يقول بأنه يبغض أمير المؤمنين، هذا الديلمي جدّه علي بن أبي طالب، ثُمَّ انصرفوا لاعنين لعقبات هذا.

انقلاب عسكري في تعز !

كان عبد الله عبد الوهاب نعمان يُحرِّر جريدة “الفضول” من عدن في عهد الإمام أحمد، وكانت نصف شهرية، وفي يومٍ من الأيّام نشر في العنوان الرئيسي في الجريدة “انقلاب عسكري في تعز” وهزَّ العنوان النَّاس، فاشتروا الجريدة، ثُمَّ وجدوا تحت العنوان شرحًا لهذا الانقلاب: بأنَّه قد سقط أمس جندي –عسكري- من على حِماره، فانقلب على رأسه… إلخ، فضحك الناس وتعجبـوا !

نصف متر من البزِّ لوزير العدل…!

كان القضاة مدعوين عند وزير العدل –وكان اشتراكيًّا، عُينَ في فترة الوحدة، عندَّما كان اليمن شطرين-، وكان القاضي محمّد –حفظه الله- من ضمن المدعوين، وخرج عليهم الوزير الإشتراكي، وهو يرتدي تبانًا –أي شورتًا- وبعد ذلك جاء الخادم فسأل القاضي محمد عن طلباتهم من أوراقٍ أو أقلامٍ أو مشروباتٍ أو غيره؟، فقال القاضي محمد: نُريد متر من البز، فتعجَّب الخادم وقال: لماذا؟، فقال القاضي: نعمله لسروال سعادة الوزير، فَضَحِكَ السَّامعون.

كما ضاعت الصرتان، وأنَّهُ خُدعَ كما خُدعت زوجته، فعاد إلى بيتهِ مُتعبًا محسورًا مخزيًّا لا يدري ما يقول لامرأتهِ، وقد وبّخها وشتمها على صرتين، فماذا ستقول له، وقد أضاع الحصان؟!

فلمَّا وصل وفتحت له، قالت: ما فعلتم؟ فقال بسرعة: وجدناه صدقًا، وزفتهم يوم الخميس، ولم يكن لديهم حصان، فأعطيناهم الحصان كمان ليتمخيلوا عليه –أي ليختالوا عليه- !

ويذكر أن القاضي العمراني –حفظه الله- أرسل أحد أولادهِ لتحصيل دَيْنٍ كان عند أحد النَّاس، ولَّما وصل ابن القاضي إلى المدين استطاع هذا الأخير أن يقترض مبلغًا ثانيًا بالإضافة إلى الأول، فلمَّا عاد ابن القاضي على البيت سأله القاضي: ماذا فعلت؟، فقال: أعطيناهم الحصان كمان …!، ففهم القاضي ما وقع.