
طريق البخور ، هو طريق تجارة القوافل قديما، ومعبر تجاري دولي بين الشرق والغرب، سلكه التجار العرب الأقدمون ، بدءاَ من اليمن وصولاً الى بلاد الشام عبر اليمن ومكة ويثرب. وعرف هذا الطريق باسم طريق البخور او طريق العطور. يبدأ هذا الطريق البري من مناطق مملكة قتبان قديما في الزاوية الجنوبية الغربية من الجزيرة العربية وحضرموت وسبأ.
ويبدو ان تفاهماً كان قائماً بين كل الاطراف في هذه المناطق على تقاسم المنافع الناتجة عن التجارة. وكانت منتجات حضرموت ومستوردات الهند تجمع في تمنع، عاصمة قتبان، عندما كانت الدولة القتبانية في عز قوتها وقبل ان تحل صنعاء محلها كمركز للتجارة. ثم تبدأ الرحلة باتجاه الشمال عبر سبأ وأراضي المعينيين لتصل الى مكة، ومنها الى ديدان فمدين فأيلة فالبتراء حبث يتفرع الطريق الى فرعين، الأول يتجه نحو تدمر والآخر نحو غزة فمصر. وفي وقت لاحق أضيف فرع ثالث بعد ان ضم الامبراطور الروماني تراجان الولاية العربية الى الامبراطورية الرومانية. وكان هذا الفرع يصل ايلة بتدمر عبر البتراء، ماراً بآريوبوليس (ربة عمون) وفيلادلفيا (عمّان) وبصرى. وكانت الرحلة تستغرق حوالى سبعين يوماً .
تفرعات طريق البخور
- الطريق الجنوبي، وهو يتجه شرقاً على طول ساحل الجزيرة العربية وصولاً الى المنطقة المنتجة للقرفة. ويعتقد ان القوافل سلكت هذا الطريق لايصال القرفة الى تمنع عند بوابة خط القوافل المتجهة شمالاً .
- طريق ينطلق من جنوب شبه الجزيرة العربية باتجاه الشمال الى جرهاء ( قرب الهفوف حالياً ) ومنها الى وادي الرافدين، إما براً واما في قوارب تصل الخليج العربي بنهر الفرات.
- طريق يخترق شبه الجزيرة العربية عرضاً، بدءاً من مكة حتى وادي الرافدين. ويتفرع هذا الطريق عند حائل الى فرعين، أحدهما يصل الى مصب نهر الفرات مروراً بالسِفن وفيد.
- طريق متفرع من الطريق الرئيس الجنوبي – الشمالي قرب يثرب ومنها يتجه شمالاً عند تيماء ودومة الجندل وصولاً الى بابل.
- طريق بري يصل أقصى شمال الجزيرة العربية بالرمادي قرب بغداد ويسير بمحاذاة نهر الفرات حتى مدينة ماري (قرب ابو كمال) ومنها يتجه غرباً الى تدمر فحمص حيث يعود فيتفرع الى فروع عديدة، منها فرع يصل حمص بدمشق، وآخر يتجه نحو الموانيء البحرية السورية .
- اما طريق البحر الأحمر فكان يربط الشرق الافريقي بالهند وسيلان والصين وجنوب شرقي آسيا . وكانت المتاجر القادمة من هذه البلدان تصل الى عُمان ومنها تنقل بحراً الى مصر عن طريق البحر الاحمر . وعندما كان يتعذر نقل البضائع بحراً كانت تنقل براً من شبوة في حضرموت الى مأرب فمكة فالبتراء ومنها الى غزة فمصر.
تراجع طريق البخور
شهد طريق البخور هذا تراجعاً كبيراً بعد ان فقدت الدولتان المعينيية والسبئية سيطرتهما على البحر الاحمر وسواحل افريقيا الشرقية بسبب سيطرة اليونان والرومان على التجارة البحرية في هذا البحر . وفي وقت لاحق استعاد طريق البخور مكانته التجارية بعد ان تحالفت الامبراطورية البيزنطية مع الحبشة في غزو هذه الاخيرة لليمن .
وهكذا تمكن الحليفان من بسط نفوذهما على الطرق التجارية في البحر الاحمر والطرق البرية من جنوبي شبه الجزيرة العربية حتى شمالها ، فاستعاد طريق البخور منذ الثلث الثاني للقرن السادس الميلادي مكانته التجارية العالمية بين الهند واليمن وبلاد الشام ومصر بالتوازي مع الطريق الآخر عبر البحر الاحمر الذي كان ينقل البضائع الآتية من أفريقيا الشرقية عبر اليمامة الى العراق.
المراجع:
1- طريق التجارة القديمة. الحكواتي. 2018/5/4م