أغسطس 17, 2018
اخر تعديل : أغسطس 17, 2018

طريق الحج اليمني

طريق الحج اليمني
بواسطة : Editors of Al Moheet
Share

طريق الحج اليمني ، هو الطريق الذي كان يسلكه الحاج القادم من اليمن إلى مكة لأداء فريضة الحج، وقد تعددت طرق الحج اليمنية، واختلفت مساراتها، وتعددت كذلك المدن التي تسير منها، ومن المدن التي كان ينطلق منها الحجاج اليمنيين: عدن، وتعز، وصنعاء وزبيد وصعدة. وكانت بعض مسارات تلك الطرق يلتقي بعضها ببعض في نقاط معينة، مثل طريق تعز زبيد، وطريق صنعاء الداخلي إلى صعدة.

كان حجاج اليمن يسلكون ثلاثة طرق هي:

الطريق الساحلي: يمر بجوار البحر محاذياً له من الشرق، ويبدأ من عدن فأبين مرورا بالمخنق، فإلى عارة، ثم عبرة، فالسقيا ،فباب المندب، فسماري، ثم الخوخة والأهواب، وغلافقة، وهي فرضة زبيد ، ثم نبعة، فالحردة، ثم الزرعة، ثم الشرجة.

ويسير الطريق من الشرجة إلى المفجر، فإلى القنيدرة، ثم عثر، ثم بيض، ثم الدويمة، ثم حمضة، ثم ذهبان، ثم حلين ثم قرما، فدوقة، إلى السرين وهي ملتقى طريق الساحل مع طريق الداخل، ومنها يفترقان أيضا كل في جهته، حيث يسير الساحلي صوب الليث فالشعيبة إلى جدة ومنها إلى مكة المكرمة.

الطريق الداخلي: فهو تهامي أيضا ويعرف باسم الجادة السلطانية ويبدأ من تعز، ويمر بذات الخيف، فموزع، ثم الجدون، ثم حيس، ثم زبيد، إذ تتجمع فيها القوافل التي تسلك طريق الجادة السلطانية. ومنها تنطلق في سيرها إلى مكة المكرمة مارة بفشال والضنجاع، والقحمة، والكدراء والمهجم، ومور، والواديين، والساعد، وتعشر، وجازان، والهجر، وبيش، إلى ضنكان، ومنها يتجه الطريق إلى المقعد فحلي العليا ثم يبه ثم قنونا ثم عشم ثم دوقة فإلى السرين حيث يلتقي بالطريق الساحلي. ومنها يفترق في مساره الداخلي إلى الليث، فالخضراء، ثم سعيا، فيلملم ميقات أهل اليمن حتى مكة المكرمة .

الطريق الأعلى:  فيعرف باسم الطريق الجبلي، ومركز انطلاقه صنعاء ويتجه الطريق إلى صعدة، ومنها إلى العرقة، ثم المهجرة، ثم أرينب  ثم سروم الغيض، ثم الثجة، ثم بيشة ومنها إلى تبالة، فالقريحاء ثم كرى، ثم تربة، ثم الصفن، ثم العنق، ثم رأس المناقب، وهي منتهى الطريق في اتجاه الشمال، وينحرف في سيره صوب الغرب إلى قرن المنازل، وهو ميقات أهل اليمن الذين يمرون من تلك الجهة، ويتجهون محرمين صوب مكة مجتازين الزيمه، والطائف عن طريق السيل.

ومن أهم الطرق التي كانت مفضلة لدى الحجاج بيت الله الحرام القادمين من طريق اليمن الطريق الذي يمر بشمال اليمن و يخترق منطقة عسير الجبلية إلى أن يصل إلى الطائف ثم إلى مكة المكرمة، وعلى الرغم من أن الطريق يجتاز مناطق ذات طبيعة تضاريسية صعبة ، إلا أنه كان مفضلا للحجاج وغيرهم لأنه يمر عبر أراض خصبة دائمة الخضرة وقرى وبلدات تتوافر فيها المياه و يكثر بها الغذاء.

الدراسات الأثرية

بلغت عدد محطات طريق الحج اليمني بين صنعاء ومكة (25) محطة رئيسة، وكشفت الاستطلاعات، والدراسات الأثرية، عن جوانب مهمة تتمثل في الأعمال الهندسية، من رصف للطريق في المناطق الوعرة، والمنشآت المائية، والكتابات الإسلامية الصخرية المبكرة، وأحجار المسافة، ومن المناطق التي يمكن فيها مشاهدة آثار هذا الطريق منطقة الراكبة، والمصلولة، وكريف العلب.

أجرى الباحث، د. محمد بن عبد الرحمن راشد الثنيان من جامعة الملك سعود، كشفاً أثرياً للطريق القديم الذي يصل صنعاء بمكة، وبينَّ الكشف أن الطريق الذي استخدم في الأزمنة القديمة للتجارة، هو الطريق ذاته الذي استخدمه الحُجَّاج اليمنيون بعد الإسلام للوصول إلى مكة، وأوضح الثنيان في كتابه الذي أصدرته وكالة الآثار السعودية في سنة 1420هـ، أن درب الحُجَّاج يخترق أراضي مستوية في الجانب اليمني، بينما يمر ببعض التضاريس الوعرة في الجانب السعودي عند جبال السروات، وحرَّة البقوم.

 

المراجع:

 1- سامي الملغوث. طريق الحج اليمني. أطلس الحج والعمرة تاريخا وفقها. ص 48.
2- الطرق التي سلكها الحجاج قديما للوصول إلى مكة المكرمة. فيفا أونلاين. روجع بتاريخ 2018/8/17م.
3- محمد بن عبد الرحمن الثنيان. نقوش إسلامية مؤرخة من طريق الحج اليمني الأعلى.