
طقوس الزار في اليمن ، يختلف الزار في اليمن-مفهوما ورقصا- عما هو معروف في بعض البلدان العربية وخاصة في مصر، فالزار في اليمن في الغالب خاص بالرجال، ورقصته فردية وليست جماعية، ولا يصل في الرقص إلى مرحلة الزار أو (التَّزِوُّر) إلا الرجل الذي يدعي ويعتقد العامة أنه استوطنه (الزار) أو (الزُّواَّري)، والزواري هذا كائن شيطاني غير شرير، ولكنه طروب شديد الانفعال بالموسيقى والغناء يستخدم الإنسان الذي يقال له (المُزوَّر) في إشباع رغبته هذه بالرقص الخارج عن حدود المعقول.
والمُزوَّر في الاعتقاد السائد يكون شابا وسيما، أو رجلا قويا شغوفا بالنساء ميالا إلى الطرب والغناء، والعطر والرياحين والزهور، فيحدث أن تحبه من النساء اللاتي يهوينه، أمرأة شهوانية شريرة تريد أن تستحوذ عليه فلا يستجيب لها، ولهذا فإنها (تُزوِّره) بطريقة ما، وكثيرا ما تكون عن طريق عصن ريحان تودع الكائن الشيطاني فيه، وتقدمه له فيستنشقه، ويدخل من أنفه ويحتل رأسه وسائر جسده.
وهذا المزور يصبح مغرما بالغناء والرقص، لا يسمع عن فرح أو احتفال في المناطق المجاورة إلا توجه إليه ولا تعقد جلسة سمر وغناء إلا وحضرها، وقد يكون منهمكا في عمل ما أثناء النهار فيسمع صوت مزمار فيترك كل شيء ويتوجه إلى مصدر الصوت، كل ذلك ليرقص حتى يتزور.
طقوس الزار
وهو في محافل الرقص معروف، فيبادر غلى مراقصته الشباب، فيرقص مع الأول والثاني والثالث وهكذا حتى يشعر مراقصه الأخير أنه قد بدأ يتزوَّر فيخلي يده ويجلس، وهنا تتركز أنظار الحضور على (المزور) ويعطونه (جنبيتن) فيحملهما في يديه، ويخرج وهو في حالة انفعال شديد على كل قواعد الرقص المعروفة، فيفسح الناس له الساحة ويسرعون الإيقاع، ويأخذ الرقص العنيف وكأنه أصبح تحت سيطرة (الزار) الذي يتصرف بكل أعضاء جسده كيفما شاء، ويتلاعب بالجنبيتين في يده بطريقة خطيرة، ويتسمر على هذه الحالة حتى يهدأ الزار ويخمد جسد المزور في شبه إغماء فيشممونه العطور حتى يفيق.
المراجع:
1- مطهر الإرياني. الموسوعة اليمنية. ص( 1435-1436).