أكتوبر 24, 2017
اخر تعديل : نوفمبر 24, 2018

عادات وتقاليد العيد في اليمن

عادات وتقاليد العيد في اليمن
Share

عادات وتقاليد يمنية في الأعياد تستمد قدسيتها من تلك المناسبات الدينية, وترتبط كلمة العيد هنا بكل شيء جديد، وتختلف عادات وتقاليد اليمنيين من محافظة الى محافظة مع تنوع المكان والزمان فهناك عادات في عيد الفطر لا تكون موجودة في عيد الأضحى, وهناك تقاليد صنعانية تختلف عن تلك الحضرمية, وتقاليد قروية غير المدنية.

تبدأ تقاليد اليمنيين في عيد الفطر مع دخول رمضان وبالأخص العشر الأواخر منه, ومع انشغال الصغار في القرى بجمع الحطب ووضعه على هيئة أكوام عالية، ليتم حرقها ليلة العيد فيما يعرف النصيرة, تعبيرا عن الفرحة بقدوم عيد الفطر وحزناً على فراق رمضان, يهتم الكبار بشجرة القات ليتم قطفها ليلة العيد وشراء أثواب وملابس جديدة لجميع أفراد الأسرة. وتنشغل النساء على حد سواء في القرية أو المدينة ليلة العيد بتهيئة بعض المأكولات التي ستقدم في صباح العيد للضيوف أو ما يعرفوا بـ المسلِمين أي بتشديد اللام وفتح السين.

 المأكولات العيدية:

ومن المأكولات في صباح العيد أنواع الحلويات جعالة العيد وهي عبارة عن زبيب ولوز وفستق وكعك وكيك, كما تأكل في الصباح التمور ووجبات مثل فتة اللبن مع السمن أو فتة العسل والفتة هي قطع خبز بلدي. أما في الظهيرة فيتناول اليمنيين وجبة الغداء التي تشتمل على وجبة الزربيان او وجبة الكبسة وهي أطباق من الأرز مع اللحم، ويضاف اليه الزبيب والبطاط.

اللبس العيدي:

 جميع أفراد الأسرة اليمنية ومع اشراقة يوم العيد يلبسون أفضل ملابسهم وبالذات الجديدة ويتزينون ويتعطرون ويخرج الرجال مع اطفالهم إلى الساحات والمساجد لأداء صلاة العيد فيما تنشغل النساء بتجهيز البيت.

ويفضل اليمنيون الملابس الشعبية فالرجال يلبسون أثواب قميص مكمم وطويل يصل الى القدم مع جنبية خنجر معكوف في داخل خشب مزين بنحاس او خيوط خضراء مع حزام ذهبي اللون، ويلبس الشال والكوت وحيانا تعمل عمامة على الرأس، أما النساء فهم يلبسون لبسا اعتياديا لأن خروجها مرتبط بلبس البالطو او العباية السوداء, ويستخدمن النساء الخضاب او الحناء لرسم نقوش على الأيدي والأرجل.

المصافحة:

 يقبل اليمنيون على بعضهم البعض فيتصافحون ويتعانقون وينسون خلافاتهم، وتختلف طرق المصافحة من منطقة الى أخرى لكن معظم اليمنيين يتصافحون بالأيدي ويلامسون بوجوه بعضهم البعض وفي مناطق كسقطرى تتم التحية بملامسة أنفي كلا من المتصافحين, وفي بعض المناطق يقبل الصغار الكبار في ركبهم وتقبل النساء الرجال الأقارب على رؤوسهم.

عسب العيد:

 حب اليمنيين للعادات والتقاليد العيدية يجعلهم يحرصون أن يهل عليهم العيد وهم بين أهاليهم فتجدهم يعودون من المدن التي يقطنون فيها إلى القرى لقضاء عطلة العيد, ويأتي ذلك امتدادا للترابط الأسري القوي الذي شكل عامل الدفاع والمحرك الأول للعادات اليمنية في فترة الاعياد.

ويحرص اليمنيون على إبراز الجانب الاجتماعي في مراسم الاحتفال بالعيد فيعودون المرضى ويتبادلون الزيارات للتهنئة بحلول العيد في اعقاب الصلاة.

وهناك عدة اجتماعية مشهورة وتعرف عسب العيد وهو عبارة عن مبلغ من المال بدون تقدير معين يدفع من قبل الكبير لأهاليه وبالذات النساء والأطفال. ويعد عسب العيد رافدا مهما للأسر الفقيرة التي تقوم بقضاء جزء كبير من ديونها بسبب تكاليف العيد من خلاله.

كما أن التجار والجمعيات الخيرية يعتبرون العيد مناسبة جيدة لتقديم عطاءاتهم للفقراء والمساكين, وتشمل أحيانا تلك العطاءات معظم أصحاب الدخول المحدودة.

جلسات العيد:

يسيطر القات على مجالس الرجال يوم العيد في حين تعد مجالس النساء الأقل اهتماما به وتتواجد تعميرة المداعة والشيشة والسجائر أحيانا لدى الجانبين. ويعتبر اليمنيون جلسات القات العيدية أهم جلسات العام لأنها تجمع شيخ القبيلة مع معظم أفراد قبيلته لتدارس الأوضاع والنقاش حول بعض القضايا، مع الابتعاد عن الروتين اليومي وهو سماع الشكاوى.

وتحكى في مجالس العيد كثير من الحكايات والطرائف والقصص التأريخية مع ذكريات الأعوام الماضية.

وكما أن هناك جلسات عيدية داخل المنازل يقبل لكثير من اليمنيين على السفر مع أسرهم إلى مناطق سياحية وساحلية مثل عدن والحديدة, كما ينفذ البعض حفلات رقص شعبي في ساحات كبيرة تعبر عن البهجة.

وداع رمضان يشكل حزنا كبيرا لدى اليمنيين ويظهر ذلك من خلال إرهاق وصمت ومزاج غير طبيعي لدى البعض منهم مع غياب شمس يوم العيد إلا أنهم سرعان ما يعاودون تقاليدهم الرمضانية من خلال صوم 6 أيام من شوال مباشرة.

زيارة المرضى والمقابر:

ويقوم اليمنيون ايضا ًبزيارة المرضى في المستشفيات اضافة الى زيارة المقابر للسلام على، موتاهم والدعاء لهم، في كل المناسبات حتى في ايام الاعياد.