
عبدالرحمن بن مُحُمد بن ناصر المحبشي، ملازم وثائر ولد في 1935 م في قرية زيلة المبحشي، في بني جيش بمنطقة الأشمور، التابعة لمحافظة عمران شمال العاصمة صنعاء.
درس المحبشي لعلوم الأساسية في كُتاب القرية، انتقل بعدها إلى مدينة صنعاء في 1953م للدراسة في المدرسة التحضيرية، إلى أن وجه الإمام أحمد بإغلاقها تحت ذريعة تخوُّفِه من مناصرة طلابها لأخيه الحسن، وفي 1960م افتتحت كلية الطيران تحت إدارة العقيد محمد صالح العلفي وإشراف خبراء روس، فالتحق المحبشي بها، إلا أن الإمام أحمد في نهاية العام 1961م أمر بإغلاقها أيضاً تحت ذريعة عدم التحمس لإيجاد سلاح طيران، في وقتٍ كانت مدرسة الأسلحة لا زالت مفتوحة فانتقل المحبشي إليها برفقة عدد من زملائه، المؤسسين لتنظيم الضباط الأحرار، منهم علي عبد المغني، ومحمد مطهر زيد، وهناك تخصص في شعبة سلاح المدرعات.
التحق بالخلايا الثورية الأولى، في كلية الطيران، كما أنه انضم للرافضين لتوجهات الإمام أحمد لإغلاق المدارس العسكرية، بما فيها كلية الطيران خوفاً من تنامي الوعي الوطني وتخيير طلابها في العمل بمجالات مدنية لا تناسب تخصصاتهم كالمواصلات ومراقبة طريق الحديدة – صنعاء.
أوكلت إليه العديد من المهام المصيرية، حيث كان من المشاركين في تأسيس تنظيم الضباط الأحرار، وبعد تشكيل لجنة القيادة العامة من خمسة أعضاء، وتشكيل القاعدة التأسيسية من 16 عضوا، وامتداد أنشطة تنظيم الأحرار إلى تعز والحديدة في العشرة الأشهر التي سبقت إعلان ثورة 26، بعد ذلك تم تشكيل الخلايا الميدانية الأساسية الهجومية والفرعية المساندة.
تم تحديد العديد من الخلايا، والمجموعات، تولى الملازم المحبشي هو وعدد من رفاقه، قيادة مجموعة الهجوم الثانية، ، وتكفلت هذه المجموعة، بمهاجمة واقتحام دار البشائر، قصر الإمام محمد البدر بن أحمد بن يحيى حميد الدين،
وأثناء محاولتهم اقتحام ساحة القصر الضيقة أصيبت دبابتهم بعطل مفاجئ في أجهزة الدفع والإعادة، تسرب الزيت بعد إطلاق أول قذيفة فقرروا الانسحاب إلى ميدان التحرير حيث كانت دبابة المساندة الأولى بقيادة عبدالله عبدالسلام صبرة ترابط هناك.
وبعد إفراغ الشراعي ورفاقه ما بقي لديهم من ذخيرة اتجهوا إلى العرضي وهناك استبدلوا دبابتهم بأخرى ذات مدفع متحرك، واتجهوا إلى قصر السلاح حيث كان الثوار قد نجحوا في فتحه فتزودوا منه بما يلزم من الذخيرة معاودين مسيرتهم إلى قصر البشائر.
ورغم نجاحهم في الوصول إليه وتصويب قذائفهم إلى شرفاته، فقد تمكن أحد حرس القصر و يدعى “عبدالله طميم” الواقف حينها فوق سطح القصر،من صب صفيحة بنزين على دبابة الشراعي والمحبشي، ثم أشعل فيها النيران، فاحترق من بداخلها، وفيهم صاحب “المحبشي”.
وبذلك سجل الشراعي والمحبشي وخيران والعزكي الفداء الأول في كتاب قوافل شهداء الوطن والقربان الأول لثورة السادس والعشرين من سبتمبر.
وفاته
وفاته في صباح 26 / 9/ 1962 م أثناء محاولته اقتحام دار البشائر، عن عمر يناهز أل 28 عاماً.
–
المصدر: موسوعة الأعلام