أكتوبر 30, 2018
اخر تعديل : أكتوبر 30, 2018

علي عزت بيجوفيتش

علي عزت بيجوفيتش
بواسطة : عبدالحفيظ العمري
Share

علي عزت بيجوفيتش ، مفكر وفيلسوف إسلامي،  ناشط سياسي بوسني، وأول رئيس جمهوري للبوسنة والهرسك بعد انتهاء الحرب الأهلية. ولد بيجوفيتش  في (8 أغسطس 1925م) شمال غرب البوسنة، واسم عائلته بيجوفيتش معناه الحرفي (ابن عزت بك) وكلمة (بك) لقب شرفي موروث من الدولة العثمانية، فعلي عزت من أسرة مسلمة عريقة في البوسنة.  تعلم في سراييفو، ولأن البوسنة والهرسك – في ذلك الوقت – كانت جزءاً من مملكة تحكمها أسرة ليبرالية فلم يكن التعليم الديني جزءاً من المناهج المدرسية.

جمعية الشبان المسلمين

اتفق علي عزت بيجوفيتش وبعض زملائه في المدرسة أن ينشئوا نادياً مدرسياً للمناقشات الدينية سمّوه جمعية الشبان المسلمين. التحق بيجوفيتش بكلية القانون في جامعة سراييفو، وظل مستمراً في عضويته بنادي الشبان المسلمين أثناء الحرب العالمية الثانية تلك الحرب التي لمّا انتهت عام (1945م) خرج تيتو وحزبه الشيوعي من أنقاضها ليعلنوا سيطرتهم على السلطة في يوغسلافيا، ويؤسسوا دكتاتورية النظام الشيوعي المصادرة لكل المنظمات الأخرى.

نتيجة لذلك تم اعتقال أعضاء جمعية الشبان المسلمين فأرسل عدد منهم إلى معسكرات العمل الشاق بدون محاكمة، وحوكم بعضهم الآخر محاكمات صورية ثم أودعوا السجون وكان بيجوفيتش أحد هؤلاء المسجونين حتى أفرج عنه سنة (1954م)، ورغم كل ما عاناه في السجن على يد النظام الماركسي لم يمنعه من أن يكون منصفاً لهذا النظام، في موقفه المؤيد لحركة عدم الانحياز، حيث كانت يوغسلافيا إحدى أربع دول تتزعم هذه الحركة، وقد رأى بيجوفيتش في انضمام الدول الإسلامية إلى هذه الحركة دليلاً على رفضها التبعية للشرق أو الغرب، وهو موقف يتفق تماماً مع طبيعة الإسلام وروحه التي تنبذ التطرف وتكرس الوسطية.

الكتابة والتأليف

عمل بيجوفيتش بعد خروجه من السجن مستشاراً قانونياً ، وقام بنشر عدة مقالات في مجلة الجمعية المسماة (تاكفين) على مدى عقد السبعينيات تناول فيها موضوعات في الثقافة والأخلاق وغيرها بمنظور إسلامي، تلك المقالات التي جمعها ابنه بكر عام1981م في كتيب بعنوان (الإعلان الإسلامي)- كان موجهاً للعالم الإسلامي – فكرة الكتاب كما يشرحها قائلاً: إن الإسلام هو وحده الذي يستطيع إعادة إحياء القدرات الخلاقة للشعوب المسلمة. ودعا فيه إلى العودة إلى الأصول والمنابع، وندد بالقمع، ودعا إلى مزيد من الإنفاق على التعليم، والابتعاد عن العنف، وضمان حقوق الأقليات، وتحسين وضع المرأة .

أثار الكتاب ثائرة السلطة الشيوعية التي رأت فيه نوعاً من المناهضة للشيوعية خصوصاً بعنوانه المثير الذي يشبه المناقضة لعنوان البيان الشيوعي الذي أصدره كارل ماركس وفريدريك أنجلز عام (1848م) وأصبح إنجيل الحركة الشيوعية، فكان من خطاب الدعوى ضده: أنه أكد فيه: (إنه لا توجد حادثة واحدة في التاريخ لم تكن فيها حركة إسلامية حقة وأصيلة حركة سياسية في نفس الوقت إن السبب وراء ذلك إن الإسلام أسلوب حياة متكامل)، فحوكم بيجوفيتش وأدخل السجن للمرة الثانية ليمكث فيه مدة 14 سنة، وخلال وجوده في السجن كتب كتابه (هروبي للحرية) الذي تحدث فيه عن تجربة حياته خلال سجنه ومعاناته مع زملائه، حيث يقول فيه (السجن يقدم معرفة يمكن أن يقال عنها أنها مؤلمة للغاية إلى جانب بدأ يكمل كتابه الشهير(الإسلام بين الشرق والغرب). ومن كتبه أيضا (عوائق النهضة الإسلامية)

الرئاسة

بعد خروجه من السجن عام (1989م) تسلَّم رئاسة جمهورية البوسنة والهرسك عام (1990م) واستمر بها إلى (1996م) ومن ثم أصبح عضواً في مجلس الرئاسة البوسني من (1996م) إلى (2000م).

الجوائز

نال العديد من الجوائز لعل أهمها جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام لعام (1993م) وجائزة شخصية العام للعالم الإسلامي سنة (1422هـ -2001م).

وفاته

توفي علي عزت بيجوفيتش في (15 ديسمبر 2017)، جراء سكتة قلبية في مستشفى سراييفو الذي دخل إليه بعد إصابته بكسر في الأضلع.