
علي ولد زايد، هو حكيم يمني شهير، وعالم فلكيّ دقيق في رصد الظواهر الطبيعية والفصول، تُرجمان للنجوم والمعالم الزراعية، أسس بذلك فلسفةً شعبيةً يمنيةً خالصة، إنه حكيم اليمن، علي بن زايد، الذي سارت بأمثاله وحكمه الركبان، وتناقلتها الأجيال.
هو أشهر حكماء اليمن الشعبيين، اشتهر بهذا الاسم، لكن لا أحد يعرف بالحديد مكان ولادته، أو العصر الذي ولد فيه، لكنه كما يقول المؤرخ مطهر الإرياني، عاش بعد الإسلام، بعد استقرار اللهجات اليمنية.
كثير من المؤرخين يرى أنه من أهل قرية (منكث) ـ في حقل (كتاب)، أو (قتاب) ـ ما بين مدينة (يريم)، ومدينة (ظفار)، العاصمة الحميرية القديمة، وذلك لورود اسم هذه القرية في كثير من قصائده، مما يدل على أنه من سكانها، ومن ذلك قوله: “بالله يا بيض (منكث) كُثر الكلام بطِّليـنه حلفت يا رأس (بـدرهْ) لابد ما تبصرينــه قالوا تغدت بـ(ميتـم) وغسّلت في (عُدينهْ)”.
ويصفه الشاعر اليمني الكبير عبدالله البردوني بالقول: “إذا عرفنا أنَّ (علي بن زايد) هو كل الشعب اليمني، وأن زمانه هو كل الأزمان، كما أن قريته هي كل القرى، لأنه عبَّر بكل لهجات الكل، ولا يعبر بلهجات كل الشعب إلا كل الشعب، على أن الحكايات التي أنطقت (علي بن زايد) هي بعض يوميات الناس”.
ومما سبق فإن علي بن زايد هو في كل بيتٍ من بيوت اليمنيين، في كل حقلٍ من حقولهم، في كل سهلٍ ووادٍ وجبل، في الذرى الشاهقة والمدرجات الزراعية، في الريف والحضر، ينشد أحلام وآمال اليمنيين، ينهض من أوجاعهم وآلامهم، يقف مع صغيرهم قبل كبيرهم، يعلِّم ويدَّرِس ويُدرِّب الناس مواقيت ونجوم زراعتهم وحصادهم.
تنقل علي ولد زايد، بين العديد من المناطق والمدن، والقرى، ويمكن القول إنه كان جوالا، أما بالنسبة لحالته الاجتماعية فقد تزوج بثلاث نساء إحداهنَّ ابنة عمه، وقد وردت حكاية ظريفة دارت بينه وبين نسائه الثلاث.
أشعاره
حارب علي ولد زايد الفقر، في اليمن، في عصره، وله حكم تحث الناس على العمل والعلم للتغلب على الفقر، منها قوله:
يقول علي وِلْد زايد..
لا رزق يأتي لجالس
إلا لأهل المغارس
ومن قرأ في المدارس
بل ووصل به الحد من شدة خوفه وهلعه من الجوع أن شبهه بالموت الذي لا نجاة منه، فنراه ينصح الناس بالنزول إلى منطقة السحول بمحافظة إب ذات الخضرة الوافرة والرزق الكثير فيقول:
يقول علي وِلْد زايد..
إن كنت هارب من الموت
ما أحد من الموت ناجـي
وإن كنت هارب من الجوع أهرب سحول ابن ناجي.
وفاته
اشتهر بكم هائل من الحكم التي أصبحت أمثالا دارجة على لسان معظم اليمنيين، ولم يعرف حتى اليوم متى توفي.