البالة، هي نوع من الغناء الشعبي المنتشر في معظم أرجاء اليمن، وألحانه متعددة، منها مطول، ومنها سريع، أما وزنه الشعري فهو دائماً _كما سمعناه_ من بحر البسيط الخليلي المعروف مع تعديل بسيط في التفعيلة الرابعة من كل شطر.

والبالة من أغاني السمر والسهر واللقاءات المسائية او الليلية، ويؤديها رجال أو رجال ونساء معاً، وللنساء وحدهن بالات خاصة، والأصل في البالة أن ترتجل كلماتها ارتجالاً، حيث يقف المؤدون في حلقة أو في صفين متقابلين، بينما يقف (البداع) _أي الشاعر_ في وسط الحلقة أو أمام صف فريقه ويأخذ في تلقين المؤدين ما يرتجله من شعر بيتاً بيتاً، وبأقوال تتناول الموضوع الذي عقدت له البالة. ومن هنا جاء اسمها هذا، فهي من البال بمعنى الفكر، وحين يتأخر على البداع نظم بيت كامل، فإنه كثيراً ما يجعل الشطر الأول كلمات تساعده على التذكر وحث الفكر فيقول يا الباله الليلة البال هويا ليل بال يقول ذلك وهو يشحذ قريحته ليكمل بالشطر الثاني.

ويقيم اهل القرية البالة مساءً للترحيب بضيف أو لمجرد إحياء سمر، وتكون هنا حلقة واحدة، وأحياناً تكون فريقين متنافسين يتباريان في أي موضوع، وكثيراً ما تكون للفخر او طرح قضية تهم الفريقين أو للتهاجي مزاحاً، وأحياناً يتحول المزاح إلى جد بين أبناء قريتين فيحصل خصام وتنازع يتبادرون إلى حله، لأن الناس يسخرون ممن يعاند لهذا السبب.

وشعر البالة يكون على قافية واحدة، ولهذا توجد قصائد ومقطوعات على أنه يجوز للشاعر _البداع_ أن ينتقل من قافية إلى أخرى حينما يشعر بأن المفردات الصالحة للقافية قد قلت ولكن على شروط الاستمرار في القافية الثانية وهكذا.

وبعض ألحان البالة يشتهر ويصبح من الأغاني التي تردد في المناسبات والمجالس الخاص، أو يغنيها الإنسان في خلواته لما فيها من تسلية للخاطر وتعبير عن الحنين.

المصادر:

 1- البالة. الموسوعة اليمنية، مؤسسة العفيف.