غناء يمني قديم تمتلك اليمن تراثاً غنائياً متميزاً ينبع من بيئة جغرافية متمايزة، تشكل عبر مراحل تاريخية مختلفة، ولا يزال يحتفظ بأصالته رغم وجود مؤثرات خارجية عديدة، ومن هذار التراث ما يتعلق بلون غنائي شعبي هو اللون الدارج في شكل أبيات شعرية مستقلة ومكثفة تتقارب في ما بينها من ناحية المضامين والأبعاد كما يعتبر إحدى الظواهر الاجتماعية ذات الانتشار الواسع في المناطق الريفية والحضرية على حد سواء وعلى مستوى مختلف الشرائح الاجتماعية في كل من الوسطين الرجالي والنسائي كما يعتبر أحد المصادر التي نجد في مضامينها صدى تاريخياٍ تراكمياٍ لإيقاعات حياة مجتمعنا بأوجهها الفردية  والجماعية.

غناء يمني قديم

ومن الذاكرة الشفوية اليمنية روافد المخزون التراثي للمرأة اليمنية، كل بيت من شعر الغناء العامي اليمني يعتبر مستقلاٍ بذاته في معظم الأحوال ولا علاقة له بما قبله أو بعده. وهذه الأبيات من الذاكرة الشفهية لا يُعرف قائلها ولا أول من غناها أو رددها كما أن معظمها مما تتغنى به النساء ويرددنه عند أداء أعمالهن المنزلية وغيرها:

واثنين حمام وسط السماء يطيروا

وأنا دعيت يا اهل الغرام غيروا.

واحنا تعاهدنا واحنا غر اثنين

من عاب بالثاني نقص من العين.

واحنا تعاهدنا وما به احد

والنجم الي وسط السماء بيشهد.

والقات في نجره وفي الشواهل

مابش قلق عاد الحبيب جاهل.

ومن حديث الأحباب اقتباس لماضي كان اللطيف البسيط بجمال تعابيره :

قالت له :

لا انت الحبيب زلجت لي برمان

طبعي عسر يعجبني التبنان.

فقال لها:

لا انتي تحبيني أوميتي اْوما

أما رطين تركي عيفهمونا.

فقالت له :

لا انت الزجاج فانا كسيرك الماس

جي نجتمع سرقة خفاء من الناس.

فرد عليها بعد اللقاء :

لاترسليش مع شوية اعدا

وعاتبيني من لسانش احلا ..

فحكت له قصة الوليد :

لاتنقدو عقل الوليد لا زاغ

فلت بنيه مثل معبر الصاغ.

فقال لها قد قال لي الوليد :

لاتنقدونيش ان بكيت وحنيت

شابكي على ذي ما معه تهنيت.

فقالت له :

لو يعلنوا في الغرب حرب ثالث

مانا لعهدك يالحبيب ناكث.

فقال لها :

ما حْلا القمر في جو رحمة الله

الله  يجمعنا بقدرة  الله.

المراجع:

1- جمع وتوثيق:علي أحمد ابوالرجال. محمد قاسم المتوكل.