نوفمبر 26, 2017
اخر تعديل : نوفمبر 27, 2017

فضل اليمن وأهله في الكتاب والسنة

فضل اليمن وأهله في الكتاب والسنة
بواسطة : Editors of Al Moheet
Share

فضل أهل اليمن، جاء ذكره في القرآن الكريم والسنة النبوية في أكثر موضع وفي أكثر من حدث مع الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث كان لهم الفضل في الدخول إلى الأسلام دون قتال، فهم أرق قلوبا وألين أفئدة، وكانوا ممن نصروا النبي فأثنى عليه، ثم كانوا قادة للفتوحات الإسلامية:

  • اليمن بلدة طيبة

قال الله سبحانه وتعالى [لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آَيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ] {سبأ 15}.

قال العلامة الفضيل الورتلاني رحمه الله في تفسير هذه الآية (بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ) ومن ميزات كلام الله الخلود والإعجاز، وحظ التذكير لنا في هذه الآية أنه من ناحية الخلود يؤخذ أن طيبة هذا البلد أمر مستمر إلى يوم القيامة، ومن ناحية الإعجاز يؤخذ من كلمة (طَيِّبَةٌ) عدم قدرة أحد من الخلق أن يصفها بكلمة واحدة مثلها، مع شمولها لكل ما تنطوي عليه من خيرات نافعة .

يحبهم الله تعالى ويحبونه

قال الله سبحانه وتعالى [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ] {المائدة 54}.

ورد في سبب نزول هذه الآية عن عياض الأشعري رضي الله عنه قال «لما نزلت هذه الآية [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ] {المائدة 54} أومأ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي موسى الأشعري بشيء كان معه، فقال هم قوم هذا».

  • اليمانيون يدخلون في دين الله أفواجا

قال الله -سبحانه وتعالى- [إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالفَتْحُ(1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجًا(2) ] {النَّصر}.

ورد في سبب هذه السورة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال « لما نزلت (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالفَتْحُ)؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوباً، الإيمان يمان، والفقه يمان، والحكمة يمانية » صحيح أخرجه عبد الرزاق في تفسيره، وأحمد في المسند من طريق عبد الرزاق أيضاً، وصححه الألباني في الصحيحة.

• اليمن في الاحاديث النبوية الشريف

  • الإيمان يمان

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « أتاكم أهل اليمن، أرق أفئدة، وألين قلوباً، الإيمان يمان والحكمة يمانية، والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل، والسكينة والوقار في أهل الغنم » متفق عليه . رواه البخاري في صحيحة، ومسلم .

قال البغوي رحمه الله في شرح السنة هذا ثناء على أهل اليمن لإسراعهم إلى الإيمان وحسن قبولهم إياه.

  • أهل اليمن يشربون من الحوض قبل غيرهم

عن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إني لبعقر حوضي -أي بمكان، وهو موقف الإبل من الحوض إذا وردته- أذود الناس لأهل اليمن، أضرب بعصاي حتى يرفض -أي يسيل- عليهم.

فسئل عن عرضه، فقال من مقامي إلى عمان، وسئل عن شرابه فقال أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، يغت فيه ميزابان، يمدانه من الجنة، أحدهما من ذهب، والآخر من ورق» رواه مسلم .

قال النووي رحمه الله هذه كرامة لأهل اليمن في تقديمهم في الشرب منه؛ مجازاة لهم بحسن صنيعهم، وتقدمهم في الإسلام، والأنصار من اليمن، فيدفع غيرهم حتى يشربوا كما دفعوا في الدنيا عن النبي صلى الله عليه وسلم أعداءه والمكروهات شرح النووي على مسلم ,  عند شرحه لحديث رقم .

  • اللهم أقبل بقلوب أهل اليمن

عن زيد بن ثابت رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر قبل اليمن فقال «اللهم أقبل بقلوبهم، وبارك لنا في صاعنا ومدنا» صحيح أخرجه الترمذي .

  • أبشروا يا أهل اليمن

عن عمران بن حصين قال «إني عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه قوم من بني تميم فقال اقبلوا البشرى يا بني تميم. قالوا بشرتنا فأعطنا، فدخل ناس من أهل اليمن فقال اقبلوا البشرى يا أهل اليمن، إذ لم يقبلها بنو تميم. قالوا قبلنا جئناك لنتفقه في الدين ولنسألك عن أول هذا الأمر ما كان؟ قال كان الله ولم يكن شيء قبله، وكان عرشه على الماء، ثم خلق السموات والأرض، وكتب في الذكر كل شيء، ثم أتاني رجل فقال يا عمران، أدرك ناقتك فقد ذهبت فانطلقت أطلبها، فإذا السراب ينقطع دونها، وايم الله لوددت أنها قد ذهبت ولم أقم» رواه البخاري .

ففي هذا الحديث يتجلى فضل أهل اليمن في قبولهم البشرى وحرصهم على الفقه في الدين، يتضح ذلك من قولهم بعد قبولهم البشرى «جئناك لنتفقه في الدين»، فلم يطلبوا شيئاً من أمور الدنيا، ولم يطلبوا العطاء، إنما طلبوا منه الفقه والعلم، فأي فضل أعظم من الفقه في الدين، وأي فضل ناله أهل اليمن.

  • هم مني و انا منهم

كُنَّا عندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومًا فأُتِي بثوبٍ من ثيابِ المعافرِ ( اليمن) فقال أبو سفيانَ لعَن اللهُ هذا الثَّوبَ ولعَن مَن يعمَلُه فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لا تلعَنْهم فإنَّهم منِّي وأنا منهم، رواة أبو ثور الفهمي .

  • اللهم بارك لنا في يمننا

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا ونجدنا، قال اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا يا رسول الله! وفي نجدنا، فأظنه قال في الثالثة هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان» رواه البخاري. وفي الحديث إثبات فضل اليمن، فهي مباركة بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم، وكذلك الشام.

  • جيش الإسلام وأرض المدد

عن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول بالله صلى الله عليه وسلم «إن الله استقبل بي الشام، وولي ظهري اليمن، وقال لي يا محمد، إني جعلت لك ما تجهاك غنيمة ورزقاً وما خلف ظهرك مدداً» صحيح أخرجه الطبراني.

وهذا الحديث علم من أعلام النبوة، فقد انطلق أهل اليمن لفتح الفتوح، وكان منهم القادة في كثير من المعارك التي خاضها المسلمون ضد أعدائهم من الكفار، ووطئت أقدامهم فارس والروم، ووصلوا المغرب الأقصى، وبلاد السند، الاندلس وجنوب فرنسا، ومن له أدنى إلمام بالتاريخ يعرف ما لأهل اليمن من ماضٍ عريق في الدفاع عن الإسلام والمسلمين.
يمانيــون غـير أنا حفـاة قد روينا الأمجاد جيلاً فجيلا        قد وطئنا تيجان كسرى وقيصر جدنا صاحب الحضارات حمير.

  • أهل اليمن أرق أفئدة

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أهل اليمن أرق أفئدة وألين قلوباً» صحيح أخرجه الإمام أحمد .

  • أهل اليمن أهل الشريعة والقضاء والأمانة

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «الملك في قريش، والقضاء في الأنصار، والأذان في الحبشة، والشرعة في اليمن، والأمانة في الأزد» صحيح أخرجه أحمد وأخرجه التمردي .

  • الحكمة يمانية

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «الفخر والخيلاء في الفدادين أهل الوبر، والسكينة في أهل الغنم، والإيمان يمان، والحكمة يمانية» رواه البخاري .

  • إنهم مني وأنا منهم

عن عتبة بن عبد رضي الله عنه «أن رجلاً قال يا رسول الله! العن أهل اليمن، فإنهم شديد بأسهم، كثير عددهم، حصينة حصونهم. فقال لا، ثم لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الأعجميين، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مروا بكم يسوقون نساءهم، يحملون أبناءهم على عواتقهم، فإنهم مني وأنا منهم» حسن أخرجه الإمام أحمد.

أهل اليمن أهل سمع وطاعة

عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أهل اليمن أرق قلوباً وألين أفئدة، وأنجع طاعة» حسن رواه اللإمام أحمد.
فقد وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم أنهم أنجع طاعة؛ أي أنهم أسمع وأطوع للحق ينقادون له بسهولة ويسر بخلاف غيرهم.
قال الإمام أيوب بن القرية رحمه الله وقد سئل عن أهل اليمن هم أهل سمع وطاعة ولزوم الجماعة.

  • أهل اليمن أول من جاء بالمصافحة

قال أنس اليمنيون هم أول من جاء بالمصافحة فعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «قد أقبل أهل اليمن، وهم أرق قلوباً منكم» صحيح أخرجه الإمام أحمد.

  • أهل اليمن أشبه الناس برسول الله وأصحابه 

عن إسحاق بن سعيد، عن أبيه، قال «صدرت مع ابن عمر يوم الصدر، فمرت بنا رفقة يمانية، ورحالهم الأدم، وخطم إبلهم الجرر، فقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما من أحب أن ينظر إلى أشبه رفقة برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه إذ قدموا في حجة الوداع، فلينظر إلى هذه الرفقة» صحيح أخرجه الإمام أحمد .

  • فضل اليمن و نصرتهم وأول من يدخل الجنة

(الإيمان يمان الإيمان في قحطان والقسوة في ولد عدنان حمير رأس العرب ونابها ومذحج هامتها وعصمتها والأزد كاهلها وجمجمتها وهمدان غاربها وذروتها اللهم أعز الأنصار الذين أقام الله الدين بهم الذين آووني ونصروني وحموني وهم أصحابي في الدنيا وشيعتي في الآخرة وأول من يدخل الجنة من أمتي )الراوي: عثمان بن عفان.

  • الملك سيعود لاهل اليمن

(كان هذا الأمر في حمير فنزعه الله منهم وصيره في قريش وسيعود إليهم) الراوي: ذو مخبر الحبشي.

  • حرص أهل اليمن على تعلم الدين

عن أنس: أن أهل اليمن قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ابعث معنا رجلاً يعلمنا السنة والإسلام قال فأخذ بيد أبي عبيدة فقال هذا أمين هذه الأمة. رواه مسلم في صحيحة.

  • لكنت منهم ولو سلكوا فجا سلكت فجهم

لما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم يوم حنين ، قسم في الناس في المؤلفة قلوبهم ، ولم يعط الأنصار شيئا ، فكأنهم وجدوا إذ لم يصبهم ما أصاب الناس ، فخطبهم فقال : ( يا معشر الأنصار ، ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي،وكنتم متفرقين فألفكم الله بي،وكنتم عالة فأغناكم الله بي) . كلما قال شيئا قالوا : الله ورسوله أمن ، قال : ( ما يمنعكم أن تجيبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ) . قال : كلما قال شيئا قالوا الله ورسوله أمن ، قال : ( لو شئتم قلتم : جئتنا كذا وكذا ، أترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير ، وتذهبون بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى رحالكم ، لولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار ، ولو سلك الناس واديا وشعبا لسلكت وادي الأنصار وشعبها ، الأنصار شعار والناس دثار ، إنكم ستلقون بعدي أثرة ، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض).