
فضل محمد عبد الله السالمي اللحجي، واحد من الرواد الأوئل في الفن اليمني واللحجي على وجه الخصوص. ولد في مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج في عام 1922 م، وهو من قرية تسمى “خدير السالمي”، كان والده خياطآ ومعلمآ لمبادئ القراءة والكتابة وتدريس القرآن، ويقال ان والده كان يعزف على آلة العود القديم بطريقة بدائية، ومن المرجح أن فضل قد تعلم مبادئ العزف على العود ، مبادئ القراءة والكتابة على يد والده.
لما بلغ العاشرة من عمره بدأ يعزف على الة العود ، وتأثر بالمطرب المرحوم صالح الظاهري واقتبس منه طريقة عزف العود. اكتشف موهبته الأمير احمد فضل القمندان ، الى جانب اكتشافه لطفل موهوب كان مع فضل ، هو مسعد بن احمد حسين ، واهتم القمندان بهما وعالجهما ، حيث كان فضل يعاني من التراخوما ، والاخر من ضعف بنيته .
الا ان فضل لم يستجب للعلاج فعمل القمندان على تعويض ضعف بصره بالسماع للاسطوانات، ونظرا لتعامل القمندان بقسوة معه ، تمرد فضل واستمر بعيدآ عنه في حفلات السمر ، فيصل الى مسامع القمندان ، فيستدعيه هو وزملاءه ليشكل منهم ليكونوا نواة لفرقة احمد فضل القومندان الموسيقية. ساهم المطرب فضل محمد اللحجي في الحركة المسرحية التي برزت في السلطنة العبدلية في الاربعينيات من القرن الماضي ، ممثلآ في المسرحيات ومطربا.
احتراف الغناء
كان لوفاة القمندان ابلغ الأثر في نفس فضل اللحجي في شعبان 1362 هــ، فتوجه لإحتراف الفن بالغناء في حفلات الزواج “المخادر” في لحج و عدن، مع مجموعة من المطربين المعاصرين مثل عوض المسلمي، محمد جمعه خان، علي عوض الجراش، صالح العنتري، احمد عبيد قعطبي، عمر محفوظ غابة، الشيخ على أبوبكر باشراحيل، علوي والد المطرب فيصل علوي، محمد سعد الصنعاني، محمد علي الدباشي، فرقة كويتية كانت تقيم في الشيخ عثمان.
في عام 1955م تأسست “الندوة اللحجية الموسيقية” وكان احد الداعين لتأسيسها عبده عبدالكريم، وشارك فيها عدد من الموسيقيين والمطربين ومنهم فضل محمد اللحجي، وكان أيضا عضوا في “ندوة الجنوب الموسيقية” التي أسسها الشاعر والملحن عبد الله هادي سبيت.
وفاته
توفي الفنان فضل اللحجي صباح الجمعة 3 فبراير 1967م، إثر إطلاق الرصاص عليه من قبل مجهول أمام منزله، ونقل جثمانه الى منزل أخيه محمود محمد جبلي بلحج وتم دفنه في مجنة زيد بالرباط في مدينة الحوطة.