عام الحزن هو العام الذي توفيت فيه أم المؤمنين زوجة رسول الله خديجة بنت خويلد، كما توفي أيضا عمه أبو طالب، فقد كانت زوجته وعمه يدفعان عنه الكثير من الأذى والضر، وكان ذلك قبل الهجرة بثلاث سنوات.

وفاة السيدة خديجة

سبق عام الحزن أصعب الفترات التي مرَّت على النبي في مكة، حيث تمت محاصرته في شِعب أبي طالب، كما حاول الكفار باستماتة ايقاف دعوته وصدها، إلا أن وفاة السيدة خديجة أم المؤمنين ترك أثراً كبيراً وعميقا من الحزن في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث أنها كانت سنده في الدنيا وكانت دائما تواسيه وتدعمه، وعاش معها (25) عام كاملة وهي أطول فترةٍ قضاتها زوجةٌ من زوجات النبيّ معه وكان يحبها حبا شديدا، وكان هي وفية له، وكانت من أوائل من آمن بدعوته إلى توحيد الله والايمان به، وعن عائشة رضي الله عنها قالت:

(كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إذا ذَكرَ خديجةَ أثنى فأحسَنَ الثَّناءَ، فغِرتُ يومًا فقلتُ: ما أكثرَ ما تذكرُها حمراءَ الشِّدقينِ قد أبدلَكَ اللَّهُ خيرًا منها، قالَ: ما أبدلني اللَّهُ خيرًا مِنها؛ قد آمنَتْ بي إذ كَفرَ بيَ النَّاسُ وصدَّقتني إذ كذَّبني النَّاسُ وواسَتْني بمالِها إذ حرَمَنِيَ النَّاسُ ورزقنيَ اللَّهُ أولادَها إذ حرمني أولادَ النَّساءِ).

ولم يكن دور خديجة مقصور على كونها زوجة أو أم، بل كانت المستشار الأول للنبي، حيث أنها كانت صاحبة يأي سديد وحكيمة وذكية، ولذا كانت موتها فاجعة كبرى بالنسبة للنبي.

وفاة أبو طالب

كانت وفاة أبو طالب فاجعة أخرى تلقها النبي عليه أفضل الصلاة والسلام في نفس العام وخلال فترة قصيرة من وفاة السيد خديجة بنت خويلد، حيث كان أبو طالب  بمثابة السند والعون لرسول الله على الرغم من أنه كان كافر، حيث كان يدفع عنه اعتداءات كفار قريش، وبموته شهد النبي أشد أذى من الكفار مما تسبب في زيادة حزنه، حيث كان الكفار يعتدون عليه بطريقة جرئية جدا لم يكونوا يجرؤون على فعلها في حياة أبي طالب، وذات يوم دخل الرسول إلى بيته والتراب على رأسه، فقامت إليه إحدى بناته لتغسل التراب عن رأسه الشريف وهي تبكي، فقال:

(أي بنيَّةَ لا تبْكينَ فإنَّ اللَّهَ مانعٌ أباك)، كما أن أمر إيذاء النبيّ انتشر في مكة كلها ولم يعد مقصورا على سادة قريش.

المراجع:

1- عام الحزن. إسلام ويب. روجع بتاريخ 10 سبتمبر 2019.
2- تسمية عام الحزن. الإسلام سؤال وجواب. روجع بتاريخ 10 سبتمبر 2019.