
اللبان الذكر ويسمى الكندر، هو شجرة مرتفعة نحو ذراعين الى السماء، شائكة ورقها كنبات الآس، أغصانها تتفرع من سطح الأرض مباشرة حتى لا يكاد المرء يميز جذعها الرئيسي عن الأغصان، وأوراقها خضراء داكنة ولا يكون إلا بالشحر وجبال اليمن وجزيرة سقطرى ، واللبان خليط متجانس من “الراتنج “والصمغ “وزيت طيار” والذكر منه المستدير الصلب الضارب إلى الحمرة ، والأنثى الأبيض الهش ويدوم نحو عشرين سنة.
وما إن تتعرض إلى الهواء فإنها تجف في شكل صمغ بلوري على شكل حبات الزيت وتزداد إفراز الشجرة اللبان كلما وسع عملية تقشير القشرة، وعند نضوب الشجرة من السائل تجف وتترك إلى أن تستعيد حيويتها مرة ثانية ن تستعيد حيويتها مرة ثانية.
تاريخ اللبان
تعد شجرة “اللبان” الرمز الأبرز في تاريخ اليمن، حيث تعتبر هذه الشجرة من أهم مصادر اللبان في اليمن بشكل عام فقد اعتمد عليها سكان الشحر (جنوب اليمن) كمصدر رزق لسكانها وسكان جزيرة “سقطرى” ايضا، لتحل مكانه مرموقة في الموروث الحضاري الجنوبي الذي تم توريثه من الآباء إلى الأبناء.
واللبان يعد من الموارد التجارية التقليدية فالتفكير في مستقبل اللبان يؤرق الكثيرين من الذين يخشون على هذه التجارة. فهو ذو عائد مادي جيد، ذلك لكثرة الاستعمالات التي يمكن أن يستفاد منها في مجال استخراج الأدوية و العطور والتطبيب.
عُرف اللبان منذ عصور ما قبل الميلاد وقد اعتمدت على تجارته حضارات قديمة مثل حضارات اليمن القديمة مثل مملكه سبأ ومعين والأنباط كما ارتبطت تجارة اللبان بطريق البخور وهو طريق تجاري يربط الهند بالجزيرة العربية ومصر.
مراحل استخراج اللبـان
أما بالنسبة إلى مراحل استخراج اللبان منذ سنوات طوال قد ثبت أنه يتناسب ويتوافق توافقا وثيقا مع الطرق التي مازالت تستخدم في منطقة ظفار في وقتنا الحاضر يقول محمد الوجيه وهو خبير باستخراج اللبان: نقوم بكشط جذع الشجرة بأداة مصنوعة من الحديد ، و يترك ليتساقط على حصير مفروش أسفل الشجرة مصنوع من أوراق النخيل ، أو يتساقط على الأرض مباشرة أسفل الشجرة في حُفَر بعد تنظيفها وكشطها جيدا لإزالة التراب .
- المـرحلة الأولـى : مرحلة البدع أو التوقيع ، حيث يتم تقشير الجذع ثم يتم إحـداث جـرح أو ضربة أو كشط على الجذع في المكان التي بها لحاء سميك وتتراوح أماكن الجرح ما بين عشرة إلى ثلاثين موضعاً وهذا يعتمد على حجم الشجرة . وتستخدم في هذه العملية أداة يدوية صغيرة اسمها ( المنقف ) وهي أداة ذات جزئين : جزء خشبي يمسك به العامل ، وجزء ذو رأس حديدي على شكل مستدير ، حيث تضرب به الشجرة ، ويكون العامل ذا خبرة في عملية جرح الشجرة ومن ناحية أخرى فإن الضربة سيقوم بتوسيعها في المرات القادمة لذا تتطلب مهارة فائقة من العـامل فـي عملية ضرب الشجرة لكي لا يؤدي ذلك إلى عقم الشجرة وتوقفها عن إنتاج اللبان .
- المـرحلة الثانـية: تختلف هذه المرحلة من منطقة إلى أخرى ، بحيث تبدأ في بعـض المـناطق في اليوم الثالث ، وفي بعض المناطق في اليوم الخـامس عشـر ، وهـذه العملية تسمى السعف حيث يتم جرح موضع التوقيـع أي الضربة الأولى ، ويخرج من هذه العمليات سائل مائل إلى اللون الأصفر ، وما يلبث أن يبدأ في التجمد إما على الشجرة نفسها أو يسقط على الأرض إذا كانت الشجرة ذات إنتاج غزير.
- المـرحلة الثالـثة: وهـي المرحلة التي يطلق عليها الإدرار أو مرحلة السـعف وفي حقيقة الأمر أنه كلما تكررت عملية جرح الشجرة بعد التوقيع فيـطلق عليها السعف ، وتتم هذه المرحلة خلال فترة أسبوعين في المرحلة الثانية التي سبقتها ، وتستمر مرحلة الإدرار لعدة مرات حتى ينتهي الموسم السنوي.
أصناف اللبان اليمني
يقسم “اللبان” إلى أربعة أنواع حسب الأفضلية والجودة، فاجودها هو الذي يسمى “الحوجري”ويأتي بعده (النجدي) ثم يليه”الشزري” أما الرابع والأقل جودة فهو “الشعبي أو السهلي” يعتبر النوع الأول هو أفضل الأنواع لأن شجرته تنمو في المناطق المرتفعة الجافة والتي لا يصيبها ضباب أو رطوبة الأمطار الموسمية ولبعدها عن البحر
أما النوع الرابع هو الأقل جودة لان شجرته تنمو في المناطق التي تتأثر بالأمطار الموسمية إلى جانب قربها من البحر.
وتعطي الشجرة إنتاجها بعد فترة تتراوح بين ثمان وعشر سنوات من الإنبات وتنمو بسرعة عندما تكون بعيدة عن مناطق تساقط الأمطار الموسمية.
فوائد اللبان اليمني
استخدم اللبان الذكر أو اللبان الشجري من مئات السنين ويستخدم على نطاق واسع وبالأخص عند العرب، فهو يجلو القروح ويصفي الصوت وينقي البلغم ويقطع الرائحة الكريهة وعسر النفس والسعال والربو مع الصمغ ، وضعف المعدة والرياح الغليظة و رطوبات الرأس والنسيان وسو الفهم بالعسل أو السكر، يشفي قروح الصدر والثآليل ومفيد للسعال والربو، ومع العسل والسكر لضعف المعدة، ويستعمل مطهرا وتوجد وصفه مجربة من الكندر مع البقدونس حيث يؤخذ قدر ملعقة كبيرة من الكندر ويقلى مع حوالي ملعقتين من البقدونس مع كوبين من الماء ويغلى حتى يتركز الماء الى كوب واحد ويكون شكله غليظ القوام يشرب نصفه في المساء والنصف الآخر في الصباح فانه مفيد جدا لعلا السعال الشديد والنزلات الصدرية.
كما يستعمل لعلاج السعال عند الأطفال حيث ينقع منه ملء ملعقة صغيرة ليلا مع كوب حليب ثم يعطى للطفل منه نصفه صباحا.كما يستخدم منقوعة في الماء الدافئ ويشرب منه ما يعادل فنجان قهوة صباحا على الريق وآخر في المساء عند النوم وذلك لعلاج حالات كثيرة مثل السعال وضعف المعدة وازالة البلغم وآلام الروماتزم.
كما يخلط مع زيت الزيتون او السمسم لازالة آلام الأذن.ويخلط مع زبيب الجبل والزعتر لعلاج ثقل اللسان.. واذا احرق مع عيش الغراب انبت الشعر.وقد استخدمه قدماء المصريون دهانا خارجيا مسكنا للصداع والروماتزم والاكزيما وتعفن الحروق ولآلام المفاصل ولازالة تجاعيد الوجه.
منقوع اللبان اليمني
يستعمل منقوع اللبان لعلاج حالات الربو ولوقف وتسكين النزف من الرئة والسعال والتهاب الحنجرة ، وطرد البلغم ، والتهاب الشعب الهوائية وإدرار الطمث، وآلام الأسنان والروماتيزم، وتقوية الذاكرة، ومكافحة حصى الكليتين ويستخدم المستخلص المائي لعلاج اليرقان، ويدخل في صناعة الكحل والبخور، والعطور، ويستعمل كأحد المكونات الأساسية في صناعة اللصق.
المصادر:
1-اللبان اليمني. رويدا السقاف. موقع الراية. روجع بتاريخ 24 نوفمبر 2019.